|
إبنةُ العَمِّ - مارك زوكربيرغ - العزيزة
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 15:09
المحور:
كتابات ساخرة
لي إبنةُ عَمٍّ ، كانتْ تربِطُني بها في أيّامِ الفُتُوّةِ أشياءُ ، و أشياءُ .. و أشياء . إفْتَرَقْنا ، بعدَ انْ طَلَبَتْ منّي أنْ أكونَ مُجَرّدَ صديقٍ لها . أو أنْ أكونَ ، ليسَ أكثرَ ، من قريبٍ " أليفْ " فقط . لَمْ تُعجِبُني ، في ذلك الوقت ، كلمةُ " أليف " أبداً . كانَ معناها ، بالنسبةِ لي ، أنْ " أتحوّلَ جينيّاً " من عاشقٍ لا يُشَقُّ لهُ غُبار ، شبيهٍ بـ "عنترة العبسيّ " ، إلى شيءٍ يشبهُ قِطّةَ البيتِ .. أو ما شابهَ ذلك . رفضتُ صداقتها ، في حينه ، وقلتُ لها غاضِباً : لا .. " ليس الآنْ " .. هذا غيرُ مُمكِن . بعد أربعين عاماً ، التقينا صُدفةً على صفحات " التواصل الأفتراضي " ، وقبَلْتُ هذه المرّة أنْ تكونَ .. " صديقتي " . هيَ .. تضعُ على " جدارها " ، يوميّاً ، عشرَ آياتٍ قرآنيةٍ كريمة ، و خمسينً حديثاً نبويّاً شريفاً ، و الكثير من " الأدعيّة " .. وأهمّها الأدعيّةُ التي تُتلى على الميّتِ ( قبل ، واثناء دفنه ) ، والعديدَ من قصص الصحابة ، رضوان الله عليهم اجمعين . وأنا .. أكتبُ قصائد عن الحُبّ .. بسبب " العُقد النفسيّة " الكثيرة التي تسبّبْتْ بها ابنةُ العم العزيزة هذه .. قبل اربعين عاماً . أنا .. أضعُ لها " اللايكات " دائماً ، و على أي ّ شيءٍ ، وكلّ شيء أجدُهُ على جدارها .. بما في ذلك تلك " المنشورات " التي تُهدَدُ " الكافرين " بالويل والثبور ، وعظائم الأمور ، إنْ لَمْ يهتدوا إلى طريق الصواب والفضيلة . أنا .. كنتُ أريدُ من " اللايك " أن يكون وسيلتي لأيقادِ نار الحنينِ في قلبها .. إلى ايامنا تلك . لهذا أستَغِّلُ ، أحياناً ، قيامها بنشر صورةٍ لطفلةٍ تبكي ، أو شابٍّ يبتهلُ إلى الله بخشوعٍ لكي يُخَلّصُهُ من محنةٍ ما ، أو مقطعٍ من قصيدةٍ " سقطتْ سهواً " على جدارها الكونكريتيّ ، فأعَلِّقُ عليها .. وندخلُ في حوارٍ حميمٍ ، كهذا الذي سأذكر لكم تفاصيلهُ الآن : - رائعٌ يا أبنة العم . - الحمدُ للهِ يا ابن العم . - الحياةُ حزينةٌ ، ولكنّها جميلةٌ ، بوجودكِ الدافيء يا ابنة العم . - باركَ اللهُ فيكَ يا ابن العم . - إنّني وحيدٌ .. وحزينٌ .. يا ابنة العم . - " أنتَ لا تهدي مَنْ أحببْتَ ولكنَّ اللهَ يهدي مَنْ يشاء ".. يا ابن العم . و في عيد ميلادِ حفيدها ، قرّرتُ تذكيرها بأحداث يومٍ كُنّا ، انا وهي ، نقلبُ فيه الدُنيا ( عاليها سافلها ) .. فكَتَبْتُ : - إنّهُ عيدُ ميلادي أيضاً يا ابنة العم .. فما هي هدِيّتُكِ لي ؟ - سأبتهلُ إلى الله أنْ يهديكَ إلى حُسْنِ الخاتِمَة . وعند " حُسنِ الخاتمةِ " هذه .. طفَحَ الكيْلُ بي ، فكتَبْتُ لها على " الخاص " : - ما بِكِ يا ابنةَ العم . ألا تتذكرينَ أبداً ، شيئاً ما جميلاً .. من ذلك الزمان الجميل ؟ كان " بلوك " ابنة العم ، أقوى ، وأحدث صدمة نسائيّةٍ " مُعاصِرَة " يتلقاها قلبي العاشق ، طيلة أربعين عاماً من الفراق . وهي واحدةٌ من بين صفعاتٍ رجالية ٍ كثيرةٍ ، كنتُ اتلقّاها بين الحين والآخر ، مع أنّها لم تكن صفعاتً " مُعاصرةً ".. أبداً .. وعلى صفحات عمّي العزيز مارك زوكربيرك أيضاً . هذا العَمُّ الغريبُ الأطوار ، الذي لم يكنْ رحيماً بي ، اطلاقاً ، لا في عشقي لأبنة عمّي ، التي تشوبها اشياء كثيرةُ مُريبة ، ولا في صداقتي التي لا تشوبها شائبة .. لأبناء عمّي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لحظةُ حزنٍ .. وتَمُرّ
-
موجز تاريخ المحنة - 5 -
-
بُلبُلَ الحُلْمِ .. في - نارِنْجَةِ - أيّامي .
-
اليومَ لها .. وغداً ليسّ لي .
-
موجز تاريخ المحنة - 4 -
-
مفاهيم و مصطلحات .. و رؤى وانعكاسات
-
وضّاح العراق .. و وضّاح اليمن
-
أصابعها الطويلة .. التي تشبهُ الليل
-
حزب - الكَنَبَة - المصري .. وحزب - القَنَفَة - العراقي
-
بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة
-
أنت وحيدٌ .. أنتَ وحدَك
-
موجز تاريخ المحنة - 3 -
-
بس لا هذا .. الراح يصير ؟
-
سيرة ُ - الطيّبين - القُدامى .
-
أحزانُ المصادفات السعيدة
-
موجز تاريخ المحنة - 2 -
-
العراق : - هوسات - .. و إنتخابات
-
الأشياءُ تأتي وحدَها
-
ميليشيا اليمام الأعزل
-
العراقُ .. بخير
المزيد.....
-
شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير
...
-
وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح
...
-
مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد
...
-
أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه
...
-
وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا
...
-
عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب
...
-
موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر
...
-
بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan
...
-
الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
-
فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|