أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خرافات إسلاميّة - الإسلام دين حرّيّة بدليل آية لا إكراه في الدّين














المزيد.....

خرافات إسلاميّة - الإسلام دين حرّيّة بدليل آية لا إكراه في الدّين


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 06:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول محمد الأمين الشنقيطي في كتابه "دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب":
"قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ} [البقرة/256] هذه الآية تدل بظاهرها على أنه لا يكره أحد على الدخول في الدين، ونظيرها قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس/99]، قوله تعالى: {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ} [الشورى/48]، وقد جاء في آيات كثيرة ما يدل على إكراه الكفار على الدخول في الإسلام بالسيف كقوله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح/16]، وقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة/193] أي الشرك، ويدل لهذا التفسير الحديث الصحيح: "أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" الحديث، والجواب عن هذا بأمرين:
"الأول - وهو الأصحّ -: أنّ هذه الآية في خصوص أهل الكتاب، والمعنى أنهم قبل نزول قتالهم لا يُكرهون على الدّين مطلقا، وبعد نزول قتالهم لا يُكرهون عليه إذا أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، والدليل على خصوصها بهم ما رواه أبو داود وابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كانت المرأة تكون مقلاتًا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: "لا ندع أبناءنا"، فأنزل الله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة/256]، المقلات التي لا يعيش لها ولد، وفي المثل: "أحرُّ من دمع المقلات".
"وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال "نزلت {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: الحصين، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو مسلما، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "ألا استكرههما فإنهما أبيا إلا النصرانية؟"، فأنزل الله الآية".
"وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير سأله أبو بشر عن هذه الآية، فقال: نزلت في الأنصار، قال: خاصة؟ قال: خاصة".
"واخرج ابن جرير عن قتادة بإسنادين في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: أكره عليه هذا الحي من العرب؛ لأنهم كانوا أمة أمّيّة ليس لهم كتاب يعرفونه، فلم يقبل منهم غير الإسلام. ولا يكره عليه أهل الكتاب إذا أقرّوا بالجزية أو بالخراج، ولم يفتنوا عن دينهم فيخلى سبيلهم".
"وأخرج ابن جرير - أيضا - عن الضحاك في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان، فلم يقبل منهم إلاَّ لا إله إلا الله أو السيف، ثم أُمر في من سواهم أن يقبل منهم الجزية، فقال: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة/256].
"وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أيضا في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، قال: "وذلك لما دخل الناس في الإسلام، وأعطى أهل الكتاب الجزية".
"فهذه النّقول تدلّ على خصوصها بأهل الكتاب المعطين الجزية ومن في حكمهم. ولا يرد على هذا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لان التخصيص فيها عرف بنقل عن علماء التفسير لا بمطلق خصوص السبب، ومما يدل للخصوص أنه ثبت في الصحيح: "عجب ربّك من قوم يقادون إلى الجنّة في السّلاسل".
"الأمر الثاني: أنها منسوخة بآيات القتال كقوله: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية [التوبة/5]. ومعلوم أن سورة البقرة من أول ما نزل بالمدينة، وسورة براءة من آخر ما نزل بها، والقول بالنسخ مروي عن ابن مسعود، وزيد بن أسلم.
"وعلى كل حال فآيات السيف نزلت بعد نزول السورة التي فيها {لا إِكْرَاهَ} الآية. والمتأخّر أولى من المتقدم، والعلم عند الله تعالى." (محمد الأمين الشنقيطي في كتابه "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"، دار عالم الفوائد للنّشر والتوزيع، مكّة، الطبعة الأولى، 1426 هـ، ص ص 49-51)

إذن، ففي تفسير آية "لا إكراه في الدّين" وجهان: الأوّل أنّها خاصّة بالأنصار زمن محمّد بن آمنة، أي محدّدة بزمان ومكان ولا يمكن أن تُطبّق خارجهما ولا أن يُستشهد بها في غيرهما، وبذلك يصبح إستشهاد بعض المسلمين بهذه الآية لإثبات "أن الإسلام دين حرّيّة لا يُكره أحدا على إعتناقه وأنّه لم ينتشر بالسّيف" حماقة كبرى ونفاقا وتدليسا ونزيلا للنّصّ القرآني في غير محلّه وتجاوزا لأسباب "نزوله" وتحميلا له بما لم يقله، وذلك نوع من التّحريف في المعنى. أما الوجه الثاني فيقول أنّ الآية منسوخة بآية السّيف من سورة التّوبة (أو براءة) وأنّ اللاحق أولى من السّابق أي أنّ اللاحق يُلغي السّابق، وهنا يُصبح الإستشهاد بهذه الآية تشويها لما جاء في القرآن وإلغاء لأحد مبادئ النّصّ القرآني، أي النّاسخ والمنسوخ المنصوص عليه في الآيات "وإذا بدّلنا آية مكان آية" [النّحل/101] و"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها" [البقرة/106] وتزييفا للتّاريخ ولما ورد في السّيرة وتسفيها للأحاديث والآيات الواردة في القرآن بخصوص وجوب قتال وقتل الكفّار والمشركين.
بهذا نرى، ومن تفسير المفسّرين وأحاديث المحدّثين، أنّ كلّ من يستشهد بآية "لا إكراه في الدّين" لا حجّة لديه إلاّ ما إستنبطه من تلفيق وخزعبلات لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بحقيقة الأمور. فالإسلام لم ينتشر إلاّ بالسّيف والحرب والقتل والإكراه، ولو لم يكن كلّ هذا لطواه التّاريخ مثلما طوى خزعبلات كثيرة قبله وبعده. لكن نهاية السّرطان الإسلامي قادمة لا شكّ فيها.

---------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلما قضى زيد منها وطرا زوّجناكها - تحليل منطقي وأسئلة عقلاني ...
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- خرافات إسلاميّة - إنشقاق القمر. لكي لا يزايد علينا حمقى الإس ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة المنافقون
- خرافات إسلاميّة – خالد بن الوليد، سيف الله المسلول والبطل وا ...
- خرافات إسلاميّة - عمر بن الخطّاب، العادل الرّشيد أم السّاقط ...
- خرافات إسلاميّة - عمر بن الخطّاب، العادل الرّشيد أم السّاقط ...
- خرافات إسلاميّة: بين ساق الله في الإسلام وساق نجوى فؤاد
- خرافات إسلاميّة - الفسق في القول كأحد أبرز قواعد الخطاب القر ...
- خواطر لمن يعقلون - ج18
- محمد بن آمنة أم محمّد بن عبد الله أم محمّد بن زرف الحائط - ر ...
- محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: وحي إلهي أم شيطاني؟
- محمّد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات - نحو شرح للحديث ...
- محمد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات - ردّا على مقال ع ...
- محمد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات - ردّا على تعليق ...
- محمد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات
- خواطر لمن يعقلون - ج17
- فصول من مغامرات عاهات الثورات الزائفة: رئيس الجمهورية التونس ...
- محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج1
- محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج2


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خرافات إسلاميّة - الإسلام دين حرّيّة بدليل آية لا إكراه في الدّين