أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامح سعيد عبود - رسائل و ردود















المزيد.....



رسائل و ردود


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 326 - 2002 / 12 / 3 - 02:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


 

      هذه ثلاث رسائل أتتنى من القراء تعليقا على بعض المقالات ، و قد أحببت أن أطلع قراء موقع الحوار المتمدين عليها التماسا أن يكون الموقع حواريا فعلا ، وليس مجرد نشرة يومية للمقالات والأخبار ، وحتى لا يستمر حوار الطرشان بيننا إلى ما لانهاية ، وتشجيعا على الحوار فعلا ، و حتى لا نستمر فى حالة أن يلقى كل منا بدلوه ، ويمضى إلى حال سبيله دون تفاعل مع من قرأوه

***********************

الرسالة الأولى

تحية طيبة وبعد :

تلك بعض النقاط المبدئية التي أود أن أناقشها معك :

1-     مدى تحديد عناصر المرجعية الرئيسية في الفكر اللاسلطوي .

2-     ضمان التكفل بحصول الأفراد على حق المبادرة الفردية من خلال وجودهم في نظام ليس بالرأسمالي .

مع الشكر .

******

الرد

تحية طيبةوبعد

بالنسبة للسؤال الأول يجب أن نفهم جميعا أنه لا مرجعية مقدسة فى الفكر اللاسلطوى لا لنصوص معينة و لا لأشخاص محددين مهما بلغ تقديرنا لهم.

اللاسلطوية ليست مجرد مذهب سياسى واجتماعى فحسب بل هى فلسفة للحياة والممارسة العملية ، فلأنها تعتمد على المبادرة الفردية وتثمنها ، فأنها لا يمكن أن تغفل عن سلوك الفرد وأخلاقياته ، ولا تقيد حريته فى التفكير والفعل ،بمذهبية جامدة ترسم له خطواته من الميلاد وحتى الموت ، وما يمكنا أن نقوله هنا أن  اللاسلطوية تيار غير جامد ولا مذهبى ، و ليس له كتب مقدسة من أى نوع ، والمفكرين الذين طرحوا أفكاره الرئيسية ليسوا أنبياء معصومين من الخطأ، فهم بشر يتمتعون بما يتمتع به كل البشر من القدرة على الخطأ وتصحيحه ،ومن ثم فعلينا أن نقرأهم بروح نقدية تفهم أن هؤلاء مثلما فكروا نستطيع نحن أيضا أن نفكر ، ويمكنا أن نختلف معهم فى بعض القضايا ونظل لاسلطويين طالما أتفقنا على هدف التحرر البشرى النهائى من كل أشكال الاستغلال والقهر والاغتراب ، كما يمكن لنا الاستفادة من أفكار غير اللاسلطويين سواء بسواء ، فالجميع  ليسوا بأنبياء و لا ملهمين .وهذا ما يحتاجه البشر فعلا بعد كل  هذه القرون الطويلة من الاتباع الأعمى للحكام والكهنة والمعلمين والزعماء المؤلهين والمعصومين .فنحن نحتاج للتحرر من عبودية التراث والمنقول والمألوف والعادة والتقليد والنص ، ونحتاج للتحرر من تقديس وعبادة الأشخاص أيما كانوا وأيما كانت قدراتهم وملكاتهم ، فلا يحق لأحد أيا ما كان أن يدعى احتكاره للحقيقة  ،ومن ثم فأهم ما يتميز به اللاسلطوى  هو القدرة الأعلى من غيره على التمرد على والنقد ل والشك فى  كل ما حوله من أفكار و واقع ومؤسسات

      يعلمنا الأباء وكذلك المدرسون أن الرضوخ والخنوع واليقين والقبول بما هو كائن وبما لقنونا إياه فضيلة ،وأن الخروج عن المنقول والتراث و المألوف رذيلة ، و اللاسلطوي على العكس ، يعلم أن كل ما حققه البشر من تطور ما تحقق لهم سوى بفضائل التمرد والنقد والشك ، وهى الفضائل التى تمتع بها القلة التى قادت البشرية نحو هذا التطور ،وااللاسلطوية تسعى لأن تكون تلك الفضائل سمة الجميع  .

واللاسلطوية تجمع فيما بينها على العديد من الاتجاهات تنقسم فيما بينها على أساس العديد من الخطوط الخلافية  يمكن أن نميز فيما بينها كالتالى

الخط الأول  بين من يرون ضرورة الثورة الشيوعية التحررية و بين الأقل ثورية

الخط الثانى  بين هؤلاء المرتبطين بقوة بتراث ماركس و الماركسية غير اللينينية    و هؤلاء الذين يقرون ببعض من مساهمات ماركس  خصوصا الاقتصاد السياسى الماركسى ، لكن دون أن يقدسوه كما يقدسه البعض .

الخط الثالث  بين من يرون ضرورة الاجماع بين أعضاء داخل الجماعات اللاسلطوية ، و بين من يرون الاكتفاء فقط بقواعد الديمقراطية المباشرة لاتخاذ القرارات المختلفة التى تخص الجماعة .

الخط الرابع  بين من يدعمون وحدة الجماعة فكرا وممارسة فيما يتعلق بتحديد الاستراتيجية والتكتيكات الخاصة بالجماعة اللاسلطوية  و بين  هؤلاء الذين مع تعددية الاتجاهات داخل نفس الجماعة فكرا وممارسة فيما يتعلق بتحديد الاستراتيجية والتكتيكات الخاصة بالجماعة اللاسلطوية     .

الخط الخامس  بين من ينظرون للصراع الطبقى كمجال أولى وأساسى للممارسة الثورية  ،  وبين  هؤلاء الذين يعتبرون أن هناك مجالات أخرى أكثر أهمية كحقوق الأقليات والمرأة وحقوق الإنسان والبيئة .

الخط السادس  يكون بين من يقصرون النشاط الدعائى والتنظيمى داخل النقابات العامة ومؤسسات المجتمع المدنى   أو بين من يقتصرون على  بناء منظمات دعاية لاسلطوية فقط .

بالنسبة للسؤال الثانى فأنى اعتقد أن المجرم حين يعتدى على الناس فهو يمارس مبادرة فردية مرفوضة وفق اللاسلطوية وغيرها من المذاهب ، ومن ثم فلا علاقة تطابق ولزوم بين الحق فى المبادرة الفردية والرأسمالية ، فالحق فى الاستحواز فرديا على أى من مصادر السلطة المادية لممارسة التسلط على الآخرين واستغلالهم ليست هى الشكل الوحيد للمبادرة الفردية وإنما توجد أشكال أخرى مقبولة فى الإبداع الفنى والأدبى والعلمى ، وقبل كل هذا هو أن الانضمام والانسحاب من الجماعات اللاسلطوية المختلفة يتم بناء على الإرادة الحرة للفرد ، وهى جوهر المبادرة الفردية ، وأن ما تحدده الجماعة من قواعد وما تتخذه من قرارات يتم من خلال موافقة الأفراد أعضاء الجماعة سواء أكانت الموافقة وفق الإجماع أو الديمقراطية المباشرة . كما أعتقد أنه يمكن تنظيم الانتفاع الفردى ببعض وسائل الإنتاج والمعرفة من خلال الاتحادات المختلفة بين الجماعات للأفراد الذين يفضلون ممارسة نشاطهم فرديا.

****************

الرسالة الثانية

كالعادة لم يخرج بعض العناصر اليسارية من الغباء و الجهل و التخلف الفكري ، يؤسفني أن تتحدث عن القومية و القوميين دون أن تعود إلى المفكرين القوميين أمثال عبد الله الريماوي و نديم  بيطار و عصمت سيف الدولة الذي اثبت بمنهجه جدل الإنسان تجاوز دعاة اليسراوية و الليبرالية الخجولة التي يمثلها بعض المتمركسين المؤركسين للوضع العربي ، إن حافظ الأسد و صدام حسين و معمر القذافي ليسوا إلا صنيعة الاستعمار ، و ان رفعوا شعارات القومية فهم من القوى الإقليمية العمياء في الوطن العربي تعمل على تأبيد الواقع الإقليمي العربي ، إن أعدى أعداء القومية هم الذين يرفعون شعاراتها ليحولوها الى شعارات فشل كما قال  المفكر العظيم عصمت سيف الدولة ، يا رفيق تعلم أن هؤلاء الحكام لا يمثلون الشعب العربي هم أعداءه وأن دعاة القومية العربية منهم براء فآلاف القوميين التقدميين ماتوا في سجون هذه الأنظمة التي وجدت سندها في بعض القوى الماركسية الفاشلة الملفوظة من الساحة الشعبية العربية،  إن اعتقال بشار للمناضل القومي التقدمي حبيب عيسى دليل على معاداة هذه الأنظمة للفكر القومي و قد أعدم العميل صدام حسين العديد من المناضلين القوميين التقدميين  و يبدوا أن صاحب المقال لا يتابع الأحداث السياسية في الوطن العربي و جاهل بالمدارس القومية و بعلاقة الفكر القومي بالدول الإقليمية ، إن الذي تربى و نما و تشبع من التجربة الهتلرية و الموسيلينية هم رفاقنا أحفاد المجرم ستالين و إن في تجربة الأحزاب العربية الفاشلة في الوطن العربي  لتجد الدليل و بما أنك يظهر أنك لا تريد  أن تتعلم فأني أعدك ببعض المقالات  عن الأحزاب السياسية سيئة الذكر و عن منهجها الفاشي و دعوتها الصهيونية و أنى أعدك في حديث سيأتيك قريبا ، هذا رد سريع على مقال استفزاز و نظرا لأن مقالكم لا يحتوي على شىء و أغلبه أحكام أخلاقية بعيدا عن المنهج العلمي فلو كنت طالب عندي لن أتوانى لحظة في إسقاطك لا لأنك ضد الفكر القومي فهذا حقك بل لأنك تسوق أحكام بدون دليل ،أدعو الله أن يخرجك من جهلك ، ما هو موقف لينين لو قرأ مقالك؟

أد/****

أستاذ جامعى

************

الرد

فى الليلة الظلماء يفتقد البدر وقد حل على  خطابك الفكاهى الساخر ، فضحكت حتى دمع القلب من المأساة الكامنة وراء المهزلة الهزلية التى جسدها الخطاب ،  و لا أخفى عليك فقد شح الضحك فى زماننا ، و ما أظنه سوى مهاجر من وجوه مثل وجهك ، ولذا سررت بخطابك الكوميدى البذىء الذى أكد لى مدى تدنى ليس لغة الحوار فحسب بل وتدهور حال النخب المتعالمة و المتثاقفة لمستوى السوقة ، و قد كان من المفترض أن أترفع عن الرد عليك لأنى قد ألزمت نفسى بعفة اللسان والقلم ،  إلا ولكونك قد وجهت لى سبابا  لا أفهم له من سبب سوى أنى قد مسست جراحك الدفينة ، و سوى أنى لمست ما بعقلك  من سقم  تخفيه وراء مركزك العلمى الذى لا يهز لمن هم مثلى شعرة ، ذلك لأن هذا المركز لم يجعلك  تدرك من خلال كتاباتى أن عدائى للستالينية واللينينية لا يقل عن عدائى للقوميين ، فأنا أعتبر هؤلاء الذين يسمون أنفسهم وتسميهم أنت الماركسيين اللينينين و أحزابهم و الذين تتحدث عنهم وكأنى أنتمى إليهم وينتمون إلى لا يقلون فاشية عن البعثيين و الناصرين و أترابهم من القوميين والإسلاميين ، وهم فى تقديرى مجرد يسار الحركة القومية الشعبوية ،وهم  ينتحلون الماركسية لأسباب كثيرة بعضها يرجع لانتهازيتهم و وبعضها لقواعدهم الاجتماعية البورجوازية ، و بعضها يرجع لجهلهم المعرفي وغبائهم السياسى ،  ولا علاقة لكل هذا بماركس والماركسية ، وأنا إن لم تكن تدرك أعادى كل الحركات السياسية القائمة على مفهوم الهوية الجماعية أيما كانت قومية أم دينية ، أما المقال المذكور فقد تناول الأساس المادى للحركة القومية فى العالم العربى باختصار شديد و دون دخول فى أي تفصيل أو مناقشات فكرية وهذا لا يعيبه ، و تطرق لما هو خاص بالممارسة لأن عنوانه ماذا فعل القوميين العرب لا بماذا فكر القوميين العرب ،  و من ثم كان يجب أن يتناول القوميين الحكام لا القوميين المفكرين والحالمين والمناضلين ، والذين ومن خلال تعاملى مع بعضهم  و خبرتى الشخصية معهم ، فأنى أجزم لك أنهم لا يقلون عن الحكام فسادا وفاشية وجهلا وغباء و إدعاءا ، والدليل على كل هذا هو تهديدك لى بسلطتك التعليمية لو كان قد شاء حظى العثر أن أخضع لها.

والمقال  بهذا الخصوص استند إلى محض حقائق و ليس لأحكام أخلاقية كما تزعم ، و لم يناقش الفكرة القومية فى حد ذاتها فهذا تم تناوله فى مقالات كثيرة للمؤلف وغيره ،أما منطق المؤامرة السقيم والسخيف الذى يتمسك به أمثالك ليبرروا ما حدث لنا على يد هؤلاء الحكام الذين تعتبرهم مجرد عملاء ، فهو أبعد ما يكون عن التحليل العلمى للظاهرة ،فالمأساة لا تكمن فى العمالة من عدمها والهزيمة والفشل لن تجد لهما تفسيرا معقولا فى المؤامرة ، وإنما تجده فى منطق تمثيل الهوية الجماعية  وتجسيدها السياسى ، سواء أكان هذا التمثيل أو التجسيد حزبا أم  زعيما أو دولة ، القومية هى ديانة الدولة الرأسمالية الحديثة ، وهى  أيديولوجيا البورجوازية المتخلفة والرجعية ، وهى الأساس الفكرى للقهر والاستبداد ، ونفى الآخرين المنتمين لهويات أخرى و التمييز ضدهم ، و هدفها هو قمع الصراع الطبقى ، وأساسها التاريخى هو سيطرة االبورجوازية على سوقها القومى . والقومية فى ظل ظرفنا العالمى الراهن لا تقل تخلفا ورجعية عن الفكر القبلى و العشائرى .

سامح سعيد عبود

مجرد إنسان عادى جدا

 ***************************************************

عزيزى سامح

 قرأت اليوم مقالك عن العولمة و أعلق كالآتى :

1-              1-    أقف معك فى نفس المعسكر

2-              2-    أوافق على برنامجك الديموقراطى : النضال من أجل حقوق الإنسان و تحرير الاقتصاد

3-              3-    موقفك من الثقافة ممتاز بوجه عام

4-              4-    أعجبنى كثيرا شعار " حرية الهجرة مقابل حرية التجارة "

هناك بعض نقاط الاختلاف :

1-     1-    أنت تستخدم أحكام القيمة أحيانا ، مثل الكلام عن قيم منحطة و أخرى نبيلة . أنا أفضل استخدام مفاهيم أكثر عمومية  ، أى أكثر قابلية لاتفاق كل البشر ، مثل  الثقافة المفيدة للتطور و القيم التى تكرس تأخر قوى الإنتاج

2-     2-    فكرة إقامة مجتمع مثالى  عالمى لا تستند لأساس معقول ، أين ما يدل على إمكانية تحقق ذلك أصلا قبل تغيير الجينات البشرية ؟. الكلام الأكثر عملية و الواقعى فعلا هو الكلام عن التقدم ،لأنه حادث و لا يستطيع أحد أن يعترض بسهولة و لأنه هو فعلا المتغير المستقل فى هذا العالم  و هو أخيرا الشرط الموضوعى الأساسى لتحقيق الحرية و الديموقراطية .

3-     3-    ما هو النظام الذى تتصور أنه سيحل محل الرأسمالية ؟ الحقيقة أننى بدأت "أتفهم "- بتعبير جورج بوش!!- كلامك عن التعاونيات و أرى أن كلامى عن اختفاء العمل المأجور و تحول كل الناس الى أصحاب عمل يحمل نفس المضمون و هو أيضا ما يحدث فعلا ، و لكن الاختلاف بيننا هو أننى لا أتصور أن "المجتمع التعاونى "القادم ليس نظاما قائما على السوق الحرة و ليس مجتمعا "مثاليا"بأى حال و لكنه ليس رأسماليا أيضا ، و أظن أننا قريبون من بعضنا كثيرا جدا .. أرجو أن تفكر فى الأمر

4-     4-    فلتأت العولمة العظيمة جدا و ليذهب اليساريون( الذين هم يمينيون الآن ) الى الجحيم و لتتحرر التجارة و سلعة قوة العمل  و ليتشكل المجتمع الجديد بعد تجاوز الرأسمالية ، و لكن هذا لن يوقف التهميش بل سيزيده و سوف يقوم النظام " التعاونى الجديد " على جثث مليارات البشر لأنه نظام يقوم على المنافسة الحرة و بالتالى سيكون البقاء للأقوى فعلا و سوف تنهار القيم الإقطاعية تماما ( بما فيها القيم الإقطاعية التى ما زالت موجودة فى أوربا) .. هكذا يتحرك التاريخ فعلا الآن ،

تحياتى و إلى اللقاء

عادل العمرى

 

عزيزى عادل

اعتقد أننا فى حاجة لجهد حقيقى للتفاهم فأنت لم تقرأ مقالاتى الأخيرة خلال العام والنصف الماضى لتطلع بدقة على رؤيتى للتغيير ، فأنا اعتقد أننا مازلنا على طرفى نقيض ،فمثلا المجتمع التعاونى القادم لابد وأن ينتج فقط لإشباع الحاجات الاستعمالية فقط وليس لحاجات التبادل مثلما هو نمط الإنتاج الرأسمالى ، ومن ثم فلن يقوم على مفاهيم التبادل الرأسمالى ، فلأن جوهر الإنتاج الرأسمالى يدفع إلى الإنتاج بلا توقف للسلع ،وخلق احتياجات غير ضرورية للمستهلكين لاستهلاك هذه السلع ، و لأن الموارد الطبيعية ليست بلا نهاية على المستوى الاقتصادى للاستغلال على الأقل ، ولأن سوق المستهلكين  والمنتجين ليست بلا نهاية ، فهى بئر ذو قرار يحدده القدرة الشرائية للمستهلكين ، فأن أفق هذا النزوع للإنتاج بلا نهاية يعنى إهدار البيئة مما يهدد الكوكب الوحيد المأهول بنا ، بأن يصبح غير صالح للحياة لهؤلاء المستهلكين والمنتجين ، ومن ثم سيصبح لا مفر أمامنا إلا أن ننتج وفق الاحتياجات الاستعمالية للمستهلكين، وليس وفقا لاحتياجات التبادل السلعى كما تفترض الرأسمالية ، حفاظا على الموارد و البيئة .

اعتقد أن التقييم الأخلاقى شىء مهم وجوهرى وهو مادى أيضا بمعنى ما حيث الأخلاق ضرورة اجتماعية ،و لذلك لا أرى أن ثمة عيبا ما فى أن تتضمن التقييمات الأخلاقية مبررات مواقفنا المختلفة ، فتفسير بنية الذرة وتفاعلاتها الداخلية يخضع بلاشك للتفسير المادى والعلمى ، ولكن الدوافع الأخلاقية والإنسانية تتدخل عند تقرير استخدام تلك النظرية فى توليد التفاعلات الانشطارية أو الاندماجية لمكونات الذرة ، هل نستخدمها لأغراض السلم أم لأغراض الحرب ، ومن هنا ومع استمرار الاعتراف بضرورة التفسير المادى للظواهر الاجتماعية والإنسانية عموما فأننا يجب حين نريد أن نحدد مواقفنا من هذه الظواهر أن نضع فى اعتبارنا الدوافع الأخلاقية والإنسانية عموما . ولا يوجد هنا ثمة أى تناقض بين التفسير المادى والدافع الأخلاقى .فربما نقر بالعنف كتفسير مادى للعديد من الظواهر و الأحداث الاجتماعية، إلا أن هذا لا يمنع من رفضه و إدانته لأسباب أخلاقية و إنسانية .

سامح

*******************

سامح العزيز

قرأت ردك و هناك الكثير من سوء التفاهم

1-             قلت لك أننى فى معسكرك على أساس التقسيم الذى ذكرته فى مقالك عن العولمة .

2-     أعرف جيدا موضوع الخلاف بيننا و عكس ما تتصور أنا قرأت لك بعض الكتابات مثل " للخروج من الغابة " و " الحرية و السلطة " و " الفاشية تهدد العالم بالبربرية " و غيرها و قد بذلت جهدا كبيرا فى إعادة ضبط الكتابة فى هذه المقالات  و تنسيقها و سأرسل لك نسخة مع هذا الخطاب

3-     لم أعلق من قبل على هذه المقالات لأنك بصراحة لم تقدم مشروع عملى بالفعل ( عكس مقالتيك الأخيرتين ) و لم تقدم أيضا – بدون أن تغضب - مشروعا نظريا جديدا و كذلك أنا أعتبر الكلام المثالى و "مشاريع" الخلاص الانسانى يوتوبيا محضة .

4-     كلامك عن التعاونيات هو كلام عملى قابل الى حد ما  للتطبيق و الفكرة فى حد ذاتها تتفق – أو لا تختلف - مع أفكارى حول النظام الاجتماعى القادم

5-             ركزت فى رسالتى السابقة على نقط الخلاف الرئيسية و هى فعلا ما أشرت اليه أنت

6-             نأتى الآن الى الخلافات:

·        أختلف معك فى المنطق المستخدم نفسه : فأنا لا أختار ما أريده من نظم اجتماعية و سياسية بل أقرر على أساس  اتجاه الحركة التاريخية الحادثة فعلا . و ما زلت مقتنعا بالماركسية القائلة بوجود حركة تاريخية معينة على أساس أن مستوى القوى المنتجة يحدد علاقات الانتاج ، و أن تطور قوى الانتاج هو المتغير المستقل و هو ما يسمى " بالعامل الاقتصادى " الذى يحرك التاريخ . و الآن لا يوجد أمامنا دليل على أن النظام الرأسمالى سيصير الى الاشتراكية و لا أن من المحتم أت تقوم البروليتاريا بثورة اشتراكية ناجحة . و ماركس نفسه لم يقدم أى دليل حقيقى على حتمية ذلك و كل ما قدمه من براهين أن المجتمع الرأسمالى سيصل الى حالة الأزمة و سيصبح من الضرورى تاريخيا أن يتغير ( و هذا أمر واضح ) و لكن ما هو اتجاه التغيير ؟ .

       اليوم حسب قراءة الوقائع يبدو أن فكرة التحول الى مجتمع يخلو من التفاوت الاجتماعى و ما يسمى بالاستغلال ..الخ غير ممكنة على ضوء كل تجارب التاريخ التى أثبتت أن الكائن البشرى (و كل الكائنات فى الحقيقة ) يملك غرائز طبيعية معينة و لا يمكن أن نتوقع أو ننتظر منه الا أن يسلك وفقا لمصالحه أو رغباته أو طموحاته و حرف الهاء هنا يعنى الأنانية ؛  ليس بالمعنى الأخلاقى للكلمة بل بمعنى أنه يعيش -  بكل بساطة – من اجل نفسه بمعنى من المعانى . خلاصة ذلك أننا  يجب أن نتوقع أن الوعظ و النصيحة لن يدفعا الناس لتجاوز الأنانية ، و ربما يحدث هذا فى يوم ما لأسباب مادية معينة ، و لكن لا أعرف شروطه .( ملاحظة أسوقها لتدعيم هذا الكلام : ذكر لينين فى " الدولة و الثورة " أن المجتمع الشيوعى لن يتحقق و هو يتطلب أن يتغير الانسان أولا  فيختفى الحق البورجوازى و الفرد الأنانى ضيق الأفق . و هذه الملاحظة حين يسوقها لينين بالذات يكون لها مغزى و هو أبو الثورة " الاشتراكية " و قال ذلك قبيل قيامها ؛ أى و هو على وشك تحقيق حلمه ) .

  أقصد من هذا أن مخاطبة الناس  لكى تكون مجدية يجب أن تتم على أساس أنهم بشر ؛ أى على أساس مصالحهم فى المدى المنظور و ليس مصالحهم المطلقة كما نفهمها نحن .

·        من خلال متابعة حركة النظام الرأسمالى حاليا يمكن بسهولة ملاحظة الاتجاه الى العولمة أو ما أسماها كاوتسكى فى يوم ما " ما بعد الإمبريالية ". كذلك يلاحظ اتجاه واضح لتحول العمل المأجور الى العمل الحر ( المثال الذى أحبه هو مثال مايكروسوفت )و أيضا يؤدى التقدم الهائل إلى اختفاء العمل اليدوى بسرعة ( و هو ما انتظر ماركس تحققه فى المرحلة الشيوعية ! ) .و تفقد الطبقات العاملة مكاسبها أيضا بسبب انهيار المنظومة البيروقراطية و بالتالى ضعف الحركات " الاشتراكية ". و أنا أرى أن هذا يعبر عن تخلى الدولة الرأسمالية عن دورها الإصلاحي أو عن فرش " التكية " للعمال و هذا ينقل هذا الدور إلي المجتمع المدنى ( و لا أتفهم لماذا يغضب الاشتراكيون و بقية "اليسار" من ذلك ! )  . لا شك أيضا أن الرأسمالية تحاول استعادة ما فقدته و ستقاوم التحول إلى أي نظام يضر بمصالحها .

·        ما أقصده يا سامح باستخدامك لأحكام القيمة  هو استخدام لمفاهيم أخلاقية يختلف عليها الناس ، فالنبيل من وجهة نظرك قد يكون بشعا من وجهة نظر آخرين  و العكس بالعكس . و لأننا يجب أن نخاطب أكبر عدد من الناس و ليس أنفسنا أو مجموعاتنا فيجب أن نستخدم مفاهيما متفق عليها من قبل أكبر عدد ممكن من البشر أو مجملهم دون التخلى عن المعنى المقصود . أما الكلام عن قيم تعتبرها نبيلة و فاضلة فيشبه كلام أيديولوجي الهوية الذين تنقدهم . أليست الأخلاق نسبية ؟ و لكل نظام اجتماعى و لكل مجتمع أخلاقه و قيمه ..الخ ؟ . أما الدعوة لأخلاق معينة فهذا أمر آخر و لكن يجب أن يكون واضحا أنها الأخلاق الجيدة من وجهة نظرك و إلا أصبحت تتحدث باسم الحقيقة و .. الهوية .

·        النظام الذى تدعو إليه : أين الدليل على  إمكانية تحقيقه بعد الرأسمالية ؟ و من الذى سينفذ هذه الأفكار؟ و كيف و من سيدفع المؤسسات التعاونية و الأفراد الذين لن ينضموا إليها إلي السلوك على أساس غير نظام السوق ؟ . إن هذا الكلام ليس جديدا و قد حلم به كل الفوضويين  ، بل و الشيوعيين كذلك و لكن فى التطبيق وجد الجميع أن الدولة كلية الجبروت كانت ضرورية لفرض الطاعة على الجميع .. و أنت تعرف الباقى

      كل ما أطلبه منك أن تقدم أولا : مبررا موضوعيا -   و لن أقول تاريخيا -   لهذا النظام المثالى و لا أقصد بالمبرر مصالح البشر المطلقة أو حسنات هذا النظام التى أوافقك عليها تماما . و ثانيا: ما هى القوة المادية التى ستفرض تطبيق هذه المثاليات ؟ 

 

                                      الى اللقاء

                                       عادل

*****************

عادل

الرد

اعقد أن المبرر الموضوعى الذى تطلبه قد ذكرته فى ردى وهو فشل قوانين السوق فى تلبية احتياجات غالبية البشر وتهديد استمرارها على وجودهم ، و اعتقد أنهم أصحاب مصلحة فى تغيير النظام وهو ربما قد يغيروه أو لن يستطيعوه ، والأمر ليس أمر حتمية تاريخية نربط أنفسنا بها ، ولكنه انحياز عقلانى لمصلحة ندركها ونبذل من أجل تحقيقها جهدا وقد نفشل فى تحقيقها أو ننجح .

أقترح أن يشترك قراء الموقع فى محاولة الرد على الصديق عادل العمرى  سواء بتأكيد وجهة نظره أو نفيها .

***************************

 

 

 



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثامن من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتم ...
- الفصل السابع من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل السادس من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الخامس من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الرابع من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الثالث من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الثانى من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الأول من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماعى ...
- اللاسلطوية والصحة العقلية
- ملاحظات على التجربة
- لاسلطوية نجيب محفوظ
- نقد اشتراكية الدولة
- لماذا تحولت للاسلطوية؟
- هرم السلطة وذرات المقهورين
- فى أمس الحاجة للحلم اللاسلطوى
- اللاسلطوية والقضية الفلسطينية
- أثر الملكية الخاصة فى المجتمعات
- لماذا الحرية والمساواة معا؟
- إشكالية الهوية فى إسرائيل
- مبادئ اللاسلطوية


المزيد.....




- رجل يتسبب في انهيار جليدي ويدفن شقيقه تحت الثلوج.. شاهد ما ح ...
- تحليل: كيف يمكن للتضليل الإعلامي الذي يمارسه الكرملين أن يخف ...
- -راديو الأشباح-... إذاعة عسكرية روسية من عهد الحرب الباردة ت ...
- رئيس وزراء العراق: بشار الأسد لم يطلب من بغداد التدخل العسكر ...
- الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويسته ...
- وزارة الداخلية السورية: بدء استقبال طلبات المنشقين عن النظام ...
- صحيفة: إسرائيل تواصلت مع نظام الأسد عبر رسائل -واتساب- ووسطا ...
- إحالة21 عسكريا أوكرانيا إلى المحكمة بتهمة -ارتكاب عمل إرهابي ...
- باكو: دلائل تشير إلى تعرض الطائرة المنكوبة لهجوم خارجي
- تصاعد دخان كثيف بعد حرق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان ( ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامح سعيد عبود - رسائل و ردود