فريد جلّو
الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 23:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اضطر الرسول محمد (ص) الى الهجرة الى يثرب ومن هناك بدأ مرة ثانية للدعاية لدينه الجديد ولكنه بعد عدة سنين من الصراع عاد الى مكة وقد فتحت له ولأتباعه الابواب دون قتال مطلقا بل بدعوى من اهل مكة نفسها فما الذي حصل ؟ معلوم ان مكة كانت مركز ديني تجاري وتعتمد في مواردها على زوار المركز الديني من الحجاج وكذلك كونها تقع في نقطة إستراتيجية في خط التجارة بين الشام واليمن وصولا الى اثيوبيا وعمان وكان اساس مقارعة الاسياد المتنفذون من تجار مكة للدين الجديد خوفهم من الغاء مدينتهم كمركز ديني وبالتالي ينعكس على تجارتهم ومواردهم وهنا يكون حاضرا في الذهن محاولة ابرهة الحبشي لتهديم مكة ونقل المركز التجاري الديني الى الحبشة (اثيوبيا) وبعد صراع عسكري طويل ووصول الامر الى شبه توازن قوى بين الرسول وأسياد مكة وصلوا الى هدنه تعرف بصلح الحديبية وفي هذه الفترة تمكن الرسول من اكتشاف اسباب معاداة قريش للدين الجديد خصوصا اذا عرفنا ان مكة التجارية تستقبل قوافل وتودع اخرى من اقوام واديان مختلفة مما يوحي ان القريشيين كانوا علمانيين وليس لديهم مشكله مع اي دين وهنا استغل الرسول فرصة الهدنة فذهب الى مكة وصلى في الكعبة مما جعل اسياد قريش يطمئنون بان الدين الجديد لن يلغي مكة كمركز ديني بل سيتعاظم شانها في هذا الجانب ومن ناحية اخرى كانت يثرب مدينة تحيطها زراعة كثيفة وهي مصدر تمويل الغذاء لمكة والقبائل المنتشرة في الصحراء واحتضانها للرسول جعل القريشيين يتخوفون من استقرار الدين الجديد في يثرب وهنا اصبح لا بد من فتح ابواب مكة للمسلمين لتعود كما كانت مركز ديني وتجاري وكان لهم ما ارادوا.
#فريد_جلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟