عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يقتل العراق ؟.
في منتصف التسعينات كان لي صديق والدته في غاية البساطة والتدين والتلقائية وتتحدث بدون مناورة سألتها يوما ونحن في الطريق إلى أحد المزارات الدينية البعيدة عن علاقتها بأبي الفضل العباس بن الإمام علي عليه السلام , قالت ما طلبت منه يوما شيء ورد طلبي , قلت لها متعجبا الأمر أليس بيد الله وليس بيد أبي , أجابتني مستنكرة وبحده ((مو بكيف الله اذا العباس يريد شيء لا يقول الله لا)) , لا أبرر ولا أنفي ولا أستنكر إيمان هذه المرأة الكريمة , الله تعالى يتعامل مع القلوب النظيفة الطاهرة وإن أخطأت الهدف أو التعبير ,شرط أن لا يجحدوا علاقة الله بنا ,هذه المقدمة أسوقها للإجابة على السؤال المركزي والمهم الذي يدور في خلد كل العراقيين , من يقتل العراقيين ؟, من يقتل السنه في العراق ؟, من يقتل الشيعة في العراق ؟.
القاتل ليس واحدا ولم يكن في يوم من الأيام متفردا في حصد الأرواح العراقية بلا كلل ولا ملل , ليس من يقتل العراقيين اليوم جاء من كوكب خارج المجموعة الشمسية ولا الشيطان قاتلهم فلم يذكر التأريخ يوما أن الشيطان قتل نمله أنه أرفع وأسمى من ذلك , ولا الجن هم من قتل العراقيين ولا أزعم أن الملائكة يعرفون معنى القتل والاقتتال , يا سادتي سـأقولها وأنا وأثق أن لا أحدا في العراق سيرضيه كلامي لأننا جميعا من أصحاب هواية القتل .فرديا وجماعيا إن لم يكن بالسم سيكون بالعسل وإن لم يكن بالمفخخة سيكون بالكلام وإن لم يكن بالرشاش والكاتم فبغير الكاتم الذي لا يكتم .
سادتي من يقتل الشيعة رجال تقلدوا مناصب الوعظ والهداية ونشر الرحمة وحسن الخلق والأمر بالمعروف من بين رجالات الشيعة الذين يدفعون عامة الماس لاقتحام المهلكة ويزعمون أن الله سيدخلهم الجنة من أوسع الأبواب ,فيذهب المساكين زرافات زرافات أملا بالجنة الموعودة دون أن يقولوا للقائم ما أحلى الجنة وهي تشتاق لك فتفضل أسبقنا لها فإن الله يحي السابقين السابقين ,وإن حاول أحدهم قال أن رأس القلادة إن ذهبت فرط الدين وأنفرط العقد أذهب وسلم على الله وقل له أني جئتكم كما قال المتخلفون من وراءنا قاصدا جنتك.
من يقتل السنة رجال من أهل الله كما يزعمون حين يقسمون العالم نصفين دار سلام ودار حرب ,هم وأصحابهم في دار النعيم وعلى الأخر مهما كان أن يضحى به لأجل أن ينتقم لله من عبادة الضالين , طبعا الله الجزار ذو القوة المحدودة العاجز عن الدفاع عن دينه وعن نساء رسوله وأصحابه الميامين , فيوصون أبناء الناس دون أبناءهم على أهمية أن تذهب للغداء مع رسول الله والعالم خلفك يسبح بالدماء هذا أبلغ ما يرضيه وسيكون مسرورا كلما أوغلتم بدماء الكفرة والمرتدين والرافضة الصفوين فقط.
من يقتل العراقيين هو الحاكم بأمر الغرب والشرق الذي يرى شعبه يذبح كالنعاج وكأنه يرى أفلام كارتون وأظنه لا يفارق التلفاز لمشاهدة توم وجيري إلا إذا كان موعد قبض الراتب أو مناسبة كي يظهر بالتلفيزيون ليمثل دور أحدهم توم أو جيري , من يقتل العراقيين الوزير الذي يستورد بضاعة ويعرف أنها ستقتل المئات والعشرات منها لمجرد أنعه قبض وحول المبلغ للبنوك الأجنبية حتى يعيش وهو وصاحبته والولد في هناء ورغد , الذي يقتل العراقيين الجنرال الذي يقبض مرتبات جنوده الفلكيين الذين يقاسمهم الخيانة والسرقة والتمهيد لدخول الإرهاب ليذبح الناس لأن وحدته العسكرية لم يكتمل عديدها وعددها لأنهم أكثرهم يجلسون في بيوتهم مستأمنين على أرواحهم.
من يقتل العراقيين الموظف الذي يقبض راتبه وهو لا يصون ولا ينفذ ما يتطلبه شرف المهنة والانتماء للإنسانية وهو يفحص اللحوم والمعلبات والأدوية ويتأكد أنها غير سليمة ومسرطنة وضارة بالناس ولأجل كم من ورقة خضراء يعط الموافقة , من يقتل العراقيين الطبيب الذي يترك محل عمله قبل ساعة ويتأخر بعد ساعة ويقول لمريضة تعال للعيادة وهو يعلم ان واجبه الأقدس ان يقدم الخدمة لله أولا , من يقتل العراقيين من يتآمر مع الإرهاب ويفتح لهمن محال أن يستوطنوا في أرضه ويمنحهم الأمان بعد أن يسرق الأمان من بيت أخيه لا لشيء لمجرد أنه لا يحبه.
من يقتل العراقيين يا سادة يا كرام هو الذي يسب عليا أمامي وبسب الحسن والحسين ويريد مني أن لا انفجر وأن أعتقد شديد الاعتقاد ان الله لولا الحسن والحسين لا حاجة لنا به فأسب اقدس ما عنده أسب أبا بكرا وعمر لأنه يظن مثلي أن رسول الله قال أتمنى لو كنت شعرة في صدر أبي بكر فأقتله ويقتلني ,لنترك خلفنا أيتام وأرامل وهو لا يعلمون ان الحسن والحسين وأبو بكر وعمر يبكون لأجلنا ويتضرعون له ويقلون ربنا أغفر لإخواننا لا يعلمون أننا عبيد من عبيدك , ويأت رجل وقور قد أكل الدين من نظارة وجهه ليقول قتل الرافضي الصفوي واحد من أهل الجنة رحماك يا رب , وبأت أخر يقول قتل الناصبي الكره مؤمنا من أل الله فرحماك يا رب فأدخله جنة نعيم , هؤلاء شر القتلة.
من يقتل العراقيين قبل أمريكا وإسرائيل هم الأقربين الأقربين الجار ذي الجنب والجار ذي القرابة والجار أخو الأيمان هؤلاء يقتلوننا بدراهم ودنانيرهم ويدعون علينا صباح مساء اللهم لا تذر في العراق حجرا على حجر , اللهم أنتقم من العراق لأنه جرعنا السم , اللهم أنتقم لنا من العراق لأننا وبهذا الحال سنبقى مثل المارد والأقزام السبعه لا هو يصغر فنكبر ولا يمكننا أن نكبر فنستصغره لذا لا بد من عصره عصرا كي يموت ونخلص , من يقتل العراقيين اليوم هو من يذهب لهؤلاء ويتخذ منهم سادة وقادة ومتى كان العبد سيدا ليرجعوا ليتسيدوا على أهل العراق الفقراء والفقراء هم عيال الله , يا سادة من يقتل العراقيين اليوم كل متجبر يرى أن الله عدوه وأن خير وسيلة للانتقام من الله أن يقتل أبناء الله وعياله وأحباءه وهم أهل العراق أيا كان المهم أنه يحمل جينات التراب العراقي وشارب مرتوي من ثدي العراق من دجلة والفرات فلا تنسوا عدوكم وتقتلوا بعضكم لتريحوهم , الله رقيب عليكم , تحابوا تنتصروا واتركوا للموت ممرا كي يهرب من أرض الله أن كنتم بالله وبرسوله مؤمنين
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟