|
صباح الخير ياحكومة . هنا المقاومة!!!
ماركوس ملطى عياد
الحوار المتمدن-العدد: 1265 - 2005 / 7 / 24 - 05:21
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
النار عندما تشتعل تأكل ما حولها وعندما لا تجد ما تأكله تبدأ تأكل نفسها وهكذا حال الإرهاب تشجعه الأنظمة العربية تحت مسميات أخرى ثم تكتوى بناره وتنظيم القاعدة ليس بحاجة إلى الترويج لأفكاره داخل تلك الأنظمة الفاسدة يكفيه فقط أن يعطى أى إشارة لأى خلية نائمة فتنفذ التعليمات أو حتى بدون أى إشارات فتلك الخلايا تمتلك القدرة على الإشعال الذاتى وكثير من المثقفين قرأوا التاريخ وتوقعوا وكتبوا وحذروا ولكن لا حياة لمن تنادى.
والحكومة المصرية الفاضلة بشرت بالمقاومة فى العراق واليوم حلت المقاومة ضيفا عندنا نحن المصريين.
وبالأمس قرأت بأسى ما فعله الدكتور سيد القمنى وصدقت ما قاله لأن رسائل تهديد مثل هذه وصلت لأكثر من صديق لى والشئ المؤسف هو الصمت الرهيب من قبل المسئولين واستخفاف البعض بهذه التهديدات واعتبارها "مفبركة" وأن مصر خالية من التنظيمات الإرهابية وها هى اليوم تثبت هذه التنظيمات وجودها
والآن أين أنت ياحكومة؟ أين وزير الأوقاف؟ أين شيخ الأزهر؟ أين اتحاد الكتاب؟ أين الجامعة العربية؟ لماذا تنفقون كل هذه الأموال لتصححوا صورة الإسلام فى الغرب وأنتم فى الداخل لا تفعلون شيئا لإيقاف هذا الطوفان الإرهابى؟ لماذا تدعون على الإسلام أنه دين سماحة وحرية تعبير وقبول للآخر بينما تصادرون كتب من يخالفكم الرأى لأنها لا تروق لأذواقكم؟ أنتم تصادرون كتبهم اليوم والإرهاب يصادر حياتهم غدا. لماذا لا يجتمع مجلس الشعب ليناقش هذه المشكلة الخطيرة التى تمس الأمن القومى؟ وهل أمريكا وإسرائيل أكثر خطرا علينا من هؤلاء الإرهابيين؟ هل تعجز مصر عن تجريم وإخراس تلك الأصوات الفاشية؟ ينبغى مصادرة هذا الفكر بالقوة فلا يمكن اعتبارهؤلاء مجرد مخالفين فى الرأى فلا يمكن أن يجتمع النور والظلام معا ولا يمكن أن يجتمع العلم والجهل معا فهؤلاء المحرضون ليسوا سوى دعاة جهل وظلام وآراؤهم هى أدوات هدم وليست رأيا آخر. لماذا تكتفون بالشجب والإدانة؟ لماذا تستهينون بالمشاكل الصغيرة ولا تتحركون إلا بعد وقوع الكارثة؟ أما وقد قالها هؤلاء الذين لفظتهم مصر خارجها أن الدولة لا تستطيع أن تعيش بدون هذه التيارات الأصولية تتركهم ينفثون سمومهم حتى يضمن حكامنا الجلوس على كراسيهم أطول فترة ممكنة ولتذهب مصر بمستقبلها إلى الجحيم أما يكفينا ما حدث فى الماضى؟ أما يكفينا ما نحن فيه من تخلف؟ أما يكفينا أننا لم نضف شيئا للحضارة الحديثة سوى الإرهابيين والتكفيريين؟ رفقا بنا يارجال السلطة فنحن ندفع ثمن استبدادكم أنتم تبحثون عن مصالحكم الخاصة وتتناسون مستقبل مصر الملقى على عاتقكم. يا لعظم مرارتى وحسرتى على بلدى ومستقبلها المظلم يالحسرتى على هذه الأمة التى تحتضن قاتليها وتفرق أبناءها فهؤلاء الذين فجروا أنفسهم فى القاهرة تعرفوا على الإرهاب من الإعلام المصرى ومن الصحافة المصرية هؤلاء الذين هددوا سيد القمنى هم صناعة مصرية تتلمذوا على أئمة المساجد وداخل الأزهر ومن فجروا شرم الشيخ لن يكونوا إلا من نفس المدارس إنها ليست مشكلة شخص مهدد بالقتل ولا فندق تعرض لتفجير بل مشكلة الأمة كلها إن لم نجد حلا سريعا سنصبح جميعا فى يد الإرهاب وما حدث للسفير المصرى فى العراق سيتكرر داخل مصروذلك الإرهاب الذى نلبسه ثوب العفة والقداسة ستهب رياحه علينا لا محالة لو تهاونا فى إصلاح ثقافتنا لماذا تذهبون إلى تراب الأرض لتشرحوا له سماحة الإسلام وتتركون التعصب ينخر فى عظام الأمة؟ هذه الجريمة ليست جريمة من هددوا سيد القمنى ولا من فجروا شرم الشيخ بل هى جريمة من أعطى فرصة لهذا التيار أن ينتشر إنها جريمة الحكومة التى تدعى أنها تتعاون اليوم لتبحث عن الجناة الإرهابيين بينما هى المسئولة عن المدارس التى أنتجت هؤلاء الإرهابيين فما الحل إذن؟ إن كنا نحب وطننا لا بد أن نواجه عيوبه لنصلحها لا بد من الاعتراف بالخلل المؤلم حتى نجد له علاجا نهائيا وليس مجرد مسكنات فالعار علينا جميعا لأننا لا نقدر أن نحمي هذا الوطن. العار على دستورنا وقوانينا التى لا تطبق إلا على الورق. العار على المسئولين الذين يشجبون باليمين ويشجعون بالشمال. لا بد أن نتكاتف جميعا فى وجه هذا التيار لابد للأزهر أن يتخلى عن مصادرة الآراء وأن يترك مهمة مراجعة الكتب للجنة متخصصة فى مناهضة التمييز كما يحدث فى الخارج لابد من استصدار قانون يجرم كل من يحاول تكفير من يخالفه الرأى وإلا فكلنا سنكون أمواتا غدا لا بد أن نتعظ من الماضى فهذه التيارات التى تبدأ بأعمال البر والخير ينتهى بها الأمر بالمطالبة برأس الرئيس فالشئ المؤسف أن الدولة لم تتحرك فى الماضى عندما كانوا يعتدون على الأقباط ولم تأخذ المشكلة بجدية عندما كانوا يعتدون على المفكرين ولكنها تحركت عندما وجهوا الضربة للحكومة والشرطة والسياحة لقد نجحت فى تجميع كل القوى والسلطات لمواجهة الإرهاب نجحت فى لم شمل الإعلام والصحافة والسينما مع أجهزة الأمن والمخابرات نجحت فى حشد الرأى العام وتعاطف الشعب معها ضد الإرهاب وعندما انحسر هذا التيار عادت لتربى أجيالا أخرى على التوحش لتتولى تلك الأجيال افتراس كل من يطالب بالحرية والإصلاح وهكذا تستمر السلطة على كرسيها لا ينازعها أحد ولن تتحرك إلا عندما يكبر الوحش ويتوحش للدرجة التى يخرج فيها عن طوع السلطة وهكذا ندور فى حلقة مفرغة بفضل السلطة التى تترك المصريين يتكارهون ويتقاتلون ويخيف أحدهم الآخر إلى أن تأتى الساعة التى تتحول فيها تلك اللعبة القذرة إلى أحداث مأساوية. أين وزير الإعلام إلى متى يستخف بعقولنا ويقدم لنا الأضاليل ويخدرنا بالشعارات والثوابت ويعرض علينا خطابات غوغائية غير متسامحة؟ لماذا لا يقدم فى الإعلام نماذجا معتدلة مثل سعيد العشماوى وأحمد صبحى منصور وخالد منتصر؟ أين وزير التعليم إلى متى يشكل لجنة تقوم بتشكيل لجنة فرعية وتقوم بدورها بتشكيل لجنة منبثقة من اللجنة الفرعية حتى تضع توصيات إصلاح التعليم فى الدهر الآتى؟ لقد حان الوقت لنعترف أننا تحت صفيح ساخن وأن النار تحت الرماد وإن لم نتكاتف لإطفائها فسوف تحرقنا جميعا وهؤلاء الذين يتشككون فى رسائل التهديد التى وصلت للقمنى ويدعون أنه هو الذى "فبركها" لن يحاسبهم أحد إن وجد القمنى مقتولا غدا ولا مانع عندهم من اتهامه أنه قتل نفسه كراهية فى الإخوان كما فعل الأمريكان فى برجى التجارة وكما فعلت إسرائيل فى طابا أليس من الأفضل أيها المسئولون أن تبذلوا مجهودكم فى زرع بذور المحبة والإخاء وقبول الآخر فى الأجيال الصغيرة القادمة لتخرج تلك الأجيال تنشر فى العالم رسالة السلام الموجودة فى الأديان بدلا من بذل هذا المجهود لإقناع الغرب بأن يغيروا رأيهم عن الصورة المشوهة التى وصلتهم عن الإسلام ثم يأتى أحد هؤلاء لينسف كل مجهوداتكم؟
#ماركوس_ملطى_عياد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أفضل الحلول لمأساة العراق
-
تاريخ مكتبة الإسكندرية كما يجب أن يكون
-
لعن الله ساس ويسوس
المزيد.....
-
مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا
...
-
في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و
...
-
قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
-
صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات
...
-
البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب
...
-
نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء
...
-
استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في
...
-
-بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله
...
-
مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا
...
-
ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|