أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الخامسة (الاخيرة)















المزيد.....

دمية على الرف .الحلقة الخامسة (الاخيرة)


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 19:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد مضي شهرين من الطلاق ...تنتهي اجازة الامومة و اعود للعمل كمقيمة قدمى فرع طب الاسرة , دوامي من الصباح حتى الظهر في العيادات الاستشارية في مستشفى حكومي , (صفا) اختي الاصغر مني تعمل في نفس المستشفى كمقيمة دورية منذ عام تقريبا , يتقدم لها احد الاطباء الزملاء من المقيمين الاقدمين و بالصدفة ذلك الخاطب كان صديق لحيدر ايام الدراسة الاعدادية, فيسعى لإعادة ترميم الشرخ الذي حدث بيني و بين حيدر ..
يزورنا خطيب اختي (عمار) يطلب التحدث إليّ
_دكتورة مروة , انتِ و حيدر تحبان بعضكما , و هو نادم على فعلته , انه مجاز عن العمل منذ شهرين تقريبا" و لا يكلم احدا و لا يخرج على احد , لكنني حين علمت بأن أخت زوجتي المستقبلية هي زوجة صديقي , قررت ان اسعى للصلح بينكما , حيدر ذو قلب طيب و لكنه لا يسامح بسهولة و ينتقم , لكنه الآن يعترف بخطأه , لقد زرته في بيته , انه نحيف و شاحب , اقسم لكِ أنني رأيت الدموع في عينيه , لقد بلغني أن اقول لكِ أن صديقتكِ أليس تؤانس وحدته بإبتسامتها
_أليس ..دميتي !
_نعم , والدته تقول انه ينام بمعيتها كل ليلة و لطالما سمعت نحيبه , اعطهِ فرصة لن تخسرِ شيئا" , ليس من اجله بل من اجل ابنتكِ , ما ذنبها تلك الصغيرة تفقد والدها و هو حي يرزق
_لن اعدك بشيء دكتور عمار و لكنني سأفكر ..
عدت الى حيدر قبل انتهاء العدة بإسبوع , لقد اغدق عليّ و على ابنتهِ بالهدايا , يأخذنا للتنزه
تغير تماما , صار عطوفا" و رحيما" , الجنس معه مريح و ممتع , لم يعد يتركني بعد ان ينتهي من تناولي على السرير , لكن والدته لا تزال تتدخل في حياتنا , صار ينهرها احيان و يطيعها في احيان اخرى , أكمل حيدر الاقامة كطبيب تدرج و قدّم على فرع العيون و صار مقيما اقدم في نفس المستشفى التي اعمل بها ..
لكن تلك السعادة لم تدم طويلا سوى اربعة او خمسة اشهر, و عاد الشجار و التقابح بيننا , لا يخلو اسبوع من مشاجرة , لا يضربني و لكنه يستخدم اساليب نفسية كالإهانة و نعتي بالغبية المتخلفة و كان يكره شكلي لأنني اصبحت بدينة و هو يكره البدينات , حين نخرج لمطعم او سوق , يقول أخجل و انا أسير معكِ أشعر و كأنني أسرح ببقرة ..
صرت ارد عليه الكلمة بالكلمة و الاهانة بالاهانة و اشكو من سوء معاملته لي لكل من اعتقد أنها صديقة لي في المستشفى , كنت ساذجة فقد بحت بأسراري لإحدى القابلات التي كنت اعرفها ايام الاقامة الدورية , اخبرتها عن طلاقي و عودتي له و انتشر الخبر في المستشفى كالجراد خلال ايام
لم اكن استطع اخفاء دموعي , كثيرا ما انهمرت دموعي و انا في اروقة المستشفى , احاول ايجاد زاوية اخفي فيها وجهي ...
في دار الطبيبات اشكو لصديقتيّ من ايام الجامعة, مازلن فتيات غير متزوجات ,و اخبرهن عن العذاب الجنسي الذي لقيته في الاشهر الاولى من زواجي و عن الألم و عن اهانات حيدر لي و انني اتحمل من اجل ابنتي زهراء ...
قررت ان استعمل معه الحرب الجنسية , صرت امنع نفسي عنه , انام في غرفة مع ابنتي و اقفل الباب و حتى لو راودني اتمنع و اهدده : سأخبر اهلي بأمرك لو اجبرتني على شيء لا اريده و اهلي لن يتركوننِ و انتَ جربت ذلك مسبقا" .
يستشيط غضبا" و يضرب في الهواء
_هل تظنين انني اخرق , لقد بلغني انكِ تذكرينني بسوء امام منتسبات المستشفى , لقد فضحتِ اسرار بيتكِ و زوجكِ , اكرهكِ , إمرأة سليطة اللسان
_لم اكن كذلك قبل اقتراني بك , انت من احالني إلى حطام انثى
_لا احب منكِ شيئا" سوى تلك البنت التي خرجت منكِ
_انا اكرهكَ , تبا" لك و خسئت رجولتك المعدومة, كاذب مخادع.
يصفعني على وجهي و يخرج , لا اكترث له , اشعر بالمتعة حين اراه غاضب و هو يشتهيني و انا اتمنع , هذا علاجه , الهجر سيجبره على احترامي (هذا ما فكرت به ولكنني اخطأت)
مرت خمس و ستين ليلة وانا اتمنع عنه كنت اعدها ليلة ليلة على التقويم , و في نهار اليوم السادس و الستين وانا ادخل دار الطبيبات المؤلف من ثلاث غرف و عند باب الغرفة الموارب, اسمع صوت احدى صديقتيّ تبكي و بقربها صديقتي الاخرى تقول لها : لا تخبرِ دكتورة مروة بما حدث فهي ستحزن و نحن لا نريد ان نزيد من حزنها
فترد الباكية :مروة هي السبب, لقد تحرش زوجها بي لأنها تتمنع عنه كما اخبرتنا قبل اكثر من شهر , الا تذكرين ؟
اشهق و اكتم شهقتي بيدي و اخرج قبل ان تعلما بوجودي , حيدر تحرّش بإحدى صديقاتي , حيدر صاحب اللحية و المحافظ على صلاته يفعل ذلك ! يا ويلي ما الذي فعلته بزوجي؟
اعود لبيتي مبكرا , اغتسل و ارتدي احلى الثياب و اتعطر و ارتمي على السرير انتظر عودة زوجي , اهديته عناقيد العنب و الساحة المثلثة التي يعشقها , يؤلمني او لا يؤلمني لم اعد اهتم , ما يهمني انني لا يتأذى احد بسببي ...لا ازال زوجة لحيدر و لا يزال يهينني , و اهينه , صرت ألتجأ للعقاقير المانعة للحمل , لا اريد طفلا آخر يكفي زهراء التي تشهد كل تلك الشجارات , نحن مثال سيء للحب , اخشى ان تتعقد البنت حين تكبر , وجدت في الاقراص المهدئة الملاذ الذي يخفف الامي النفسية , و ذات يوم من شهر شباط ,شاهدت برنامجا عن عيد الحب , خطرت لي فكرة ان اصنع له مفاجئة فإشتريت له ساعة فضية و جهزت نفسي له و فرشت المائدة بما لذّ و طاب , و حين عاد من العيادة مساءا سخِر مني و رمى الساعة على الارضية فتحطمت , و قال لقد اكلت في احدى المطاعم , كلي انتِ مع دميتكِ , ارتجفت كل خلية في جسدي حتى شعر رأسي المنثور على كتفي , اخذت القرص المهدأ لكنه لا ينفع , تذكرت ان في حقيبتي حقنة فاليوم , احضرتها لإحدى القريبات المريضات بارتفاع ضغط الدم , حقنت نفسي بها و اذ بي ارتخي و تستريح نفسي , ارتمي على السرير و انا ثملة من اثر عقار الفاليوم , انظر الى *أليس* , اظنني اسمعها تكلمني , لابدّ أنني أهلوس
تقول _انتِ مثلي دمية على الرف , لا حول لكِ و لا قوة
ابتسم بسخرية هاهاهاهاها ... نعم انا دمية... دمية على الرف
*************************************

# اشد عذاب , العذاب الذي تلقاه ممن تحب #.....د.ايمان محمد
آيار /2014



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمية على الرف .الحلقة الرابعة
- دمية على الرف .الحلقة الثانية
- دمية على الرف .الحلقة الاولى
- بنت بغداد على طريق زراعي
- انثى جامحه


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الخامسة (الاخيرة)