أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم














المزيد.....


فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 18:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التجارب التاريخية الحديثة والقديمة تشير إلى تعلق العراقيين بفكرة الزعيم وتترجم الكثير من الانحرافات الأجتماعية التي تسببها ومنها ميل الزعماء للدكتاتورية وقبول غالبية الشعب العراقي لتبريرات غير مقنعة حتى لو تعارضت مع عقائده والبعض من مبادئه , في زمن الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم مع أختلاف في التقييمات تعلق وما زال الكثيرون منا لهم عشق لشخصية الرجل ومنهجه وطريقة إدارته للحكم والسلطة لكنه في الأخر لا يمكن أن يكون أكثر من ديكتاتور تفرد بالسلطة ليس لأنه نختار لها أو على سعي لفرص توجهات معينه ولكن لأن الشعب العراقي هو الذي قاد هذه الشخصية الوطنية لهذا الموقف عندما تجاوز عن الكثير من الأخطاء بل برر الكثير منها ولم يعتبرها أخطاء أصلا.
في عهد الرئيس صدام حسين كان الجو مهيأ لصناعة رمز ,لصناعة ديكتاتور حقيقي عندما قادت الحكومة سلسلة من الإصلاحات والبناء الاقتصادي الناجح الذي رفع من قيمة الاقتصاد والمجتمع العراقي من مستويات عالية من الفقر إلى مستويات النهوض ومنح الشعب العراقي التفويض للحكومة بدون حد أو يقف أو حتى مسائلة في حدود وخطوط حمر , هيأ للقيادة العراقية لأن تمارس زعامتها بشكل مطلق وفردي وأناني دون أن تحفظ للشعب الجميل كما فعل قاسم من قبل , زاد ذلك وعمق الرمزيه نتائج الحرب العراقية الإيرانية ودخول عامل الصراع المذهبي التي تم تغطيته بشعارات تصدير الثورة الإيرانية وخطرها على الشعب العراقي بالمقابل كان التسرع والغباء وقلة الخبرة من الإيرانيين الذي كانوا متوهمين أن مجرد كلمة من قائدهم تقلب العراق رأسا على عقب لجهلهم بطبيعة ومفهوم الزعامة عند المجتمع العراقي.
في غياب زعيم وطني جامع على ما يتصور غالبا أو ما يظهر على الواقع الأجتماعي كما الحال في عهد قاسم وصدام يمكن أن يكون جامعا أو على الأقل له مصداقية عند كل مكونات الشعب العراقي بعد التغير الكبير واحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والغربية ,لم يسمح الأمريكيون أن يظهر زعيم يقود العراقيين ولم يمنحوا الفرصة لقيام زعامة حقيقية سواء بالنوايا أو بالفعل لأن الدستور العراقي الذي نشأت عليه الدولة الجديدة هيأن الظروف لأن تتولد زعامات متعددة زعامات لمكونات تتناحر بينها للمصالح والامتيازات الفئوية وبالتالي صار من الصعب أن تظهر شخصية وطنية جامعة , حاول السيد أياد علاوي أن يتقمصها وكان له أن ينجح بها لولا أخطائه الكارثية واستعجاله حصر النتائج الآنية دون انتظار موسم القطاف خسر بذلك زعامته المقبولة بشكل واسع وطنيا وخسر فكرة أن يكون زعيم قادر أن يقود البلد نحو وجهة وطنية محددة وواضحة المعالم.
برزت زعامات فئوية مهمة في المجتمع العراقي ولكنها لم تتبلور إلى مفهوم الزعامة العراقية الأكراد لديهم زعيمان والشيعة لديهم أربع زعامات والسنة وبقية الطوائف فشلوا في أنتاج زعيم حقيقي يمثل لهم الدور الرئيسي في المشهد السياسي العراقي والسبب يعود لتشتت مصادر التوجيه الخارجي المتمثل بثلاث جهات رئيسية كل منها تدع الدفاع عن مصالح اهل السنة في العراق وهي السعودية وتركيا بشكل أساسي وقطر تدعم الأخوان المسلمين الذين ليس لهم رؤية واضحة وانتماء حقيقي , السبب يعود لأن هذه الزعامات أساسا ولائها السابق يحد من رسم ولاء جديد لها ,وهم أقرب ولاء للسلطة المركزية بثوبها العقائدي السياسي من أن يجمعهم تنظيم دولي إضافة إلى رسوخ الفهم القومي والاعتزاز العروبي بتاريخهم , لذا فلا مناص من أن يكونوا ضمن حركات محددة لكنهم في الأخر الهدف المحرك لهم السلطة وليس العامل الديني.
في نهاية العام 2012 ومع شدة المنافسة الشيعية _ الشيعية على قيادة المجتمع العراقي بشقه الأكبر ظهرت زعامة جديدة بمفاهيم جديدة خارجة عن المألوف الأجتماعي والسياسي التقليدي ,زعامة تبني مجدها وأسسها على التناحر والتناقضات والصراع الدموي داخل المجتمع العراقي لإرهاق بقية المنافسين بالصراعات الجانبية وبممارسة التسقيط السياسي والاجتماعي مستغلا إمكانيات الدولة والسلطة التي منحته الحرية اللازمة للتحرك بهذا الاتجاه , زعامة أساسها السعي لديكتاتورية من طراز خاص يسعى لها بطريق ديمقراطي حصد نتائجها السيد المالكي من خلال الأنتخابات ليفرض نفسه زعيما لشيعة العراق وليس قائدا وطنيا ,الخطير في الأمر أن تتحول هذه الزعامة إلى مبرر يقوض وحدة العراق خاصة مع صعود أغلبية برلمانية تؤيده خالية من الهدف وفارغة من رؤية وطنية همها الأساسي السلطة ومكاسبها ومنافعها , ستقود هذه الديكتاتورية إلى تمزيق العراق لو سارت بنفس الاتجاه الماضي وفكرت بمصالحها الفئوية دون النظر إلى حقيقة أن الأغلبية السياسية والبرلمانية عليها واجب أخلاقي وإنساني ووطني بفسح المجال لبقية المكونات أن تعمل وتمارس حقها الوطني والدستوري على أساس مفهوم العيش الواحد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجرد من
- السيد مسطرة _ قصة قصيرة
- الحب المحرم
- نهاية الديكتاتورية الجديدة في العراق
- الديمقراطيون المدنيون ومهمات المرحلة القادمة.
- سأمضي بقافلتي الصغيرة
- الزعامة والزعيم في المجتمع العراقي
- ساعة الحقائق الزائفة
- الإبداع معنى ودلالة
- حكومة أزمة أم حكومة أدارة أزمة ؟.
- أنا يا أنت _قصيدة نثر
- الإمام علي في ذكرى مولده
- أشباحي ودروب الحارة
- المستقبل العراقي وتحديات الهوية الوطنية
- قصيدة _ تبسم والنبي ...فأنت انسان
- العراق ومستحقات تشكيل الحكومة القادمة _ قراءة في واقع الأزمة
- الطريق الجديد
- دائرة الدين والأخلاق والقانون ج2
- دائرة الدين والأخلاق والقانون
- بيان مرشح خاسر


المزيد.....




- سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع ...
- -سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا ...
- الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
- بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ ...
- تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك- ...
- اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول ...
- الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
- قنبلة نووية في متناول اليد!
- السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن ...
- -بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم