عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 17:47
المحور:
الادب والفن
بُلبُلَ الحُلْمِ .. في " نارِنْجَةِ " أيّامي .
لم يَعُدْ في " سامراء " شيءٌ
غيرُ مَسْقَطِ الرأسِ ،
وبقايا عظامٍ لأبٍ
كان يعشقُ العَزْفَ على " قانون " العَبَث .
لم يعد في " سامراء " شيءٌ
غيرُ " مَلْوِيّةٍ " أيّامي
، المقطوعةِ الرأسِ ،
وحيثُ تُقَدّمُني إبنةُ العَمِّ " قُرباناً "
لهذه الريحِ
وحدي .
لم يعد في " سامراء " شيءٌ
غيرُ أضْرِحةٍ من حنينٍ
هاربةٌ إلى شيءٍ من الأسى
حيث لاشمسَ تتكَسّرُ على ذَهَبِ القِبابْ
وتُبلّلُ روحي .
لم يعد في " سامراء " شيءٌ
ماعدا رائحةٍ قديمةٍ ، لنساءٍ قديماتٍ
توزّعْنَ على أسرّةِ عُشّاقٍ مُفتَرضينْ
و عَبَرْنَ ذات مرّةٍ " طريقَ الحريرِ " ،
عائداتَ إلى قلبي .
لم يعد في " سامراء " غيرُ رائحةِ المواجِعِ ،
ونُتَفٌ من الغيمِ مَكْسُوّةٌ بالوجوهِ التي أنكَرَتْني ،
وأبناءُ العشيرةِ الحالمونْ
ببغداد أخرى .
لم يعد في " سامراء " شيءٌ سِواي .
أنا الذي ينتظرُ القُبُلاتَ المستحيلةَ
في دروبها المُطفأةْ .
***
.
لمْ يكُنْ في " العطيفيّةِ " غيرُ رائحةِ النارِنْجِ ،
و عَمّي " مُحمَّدَ " الذي يزرعُ الأسى ،
و " أبو دَلَفٍ " الذي يزرعُ " الخَسَّ " ،
و " فردوسُ " التي تزرعُ الحُلْمَ ،
و عمّي " حميد " الذي يصطادُ كُلّ ألفِ عامٍ ، سمَكَةً واحدةً ،
من نهرِ دجلة .
كُلُّ الذينَ ذَكَرْتُهُم .. ماتوا ،
إلاّ ما كانَ يزرعَهُ عمّي " مُحَمّدَ " ،
وها نحنُ نحصُدُهُ الآنَ .
كُلُّ الذينَ ذكرتُهُمْ .. راحوا ،
و كأنَّ وجه " فردوسَ" لمْ يبتَسِمْ لي
، إلاّ قبل ساعاتٍ ،
عندما ذهبتُ إلى حيثُ كانتِ الروحُ تحبو
ولَمْ أجِدْ مَمرّاً إلى النهرِ ،
و حيثُ لَمْ يَعُد الأنتظارُ
يُشاكِسُ عمّي " حميد "
الذي يصطادُ سمَكَةَ كُلّ ألفِ عامٍ
ويعودُ مُمْتَنّاً إلى دجلةَ
الذي لم يخذُلْهُ يوماً
أمامَ خيباتنا المستطيلة .
لم يكُنْ في " العطيفيّةِ " شيءٌ
غيرُ رائحةِ الطَلْعِ
و " السَدّةُ " التي ينبتُ التوتُ فيها
و " فردوسُ " التي أصطادتْ لي بُلبُلَ الحُلْمِ
في " نارِنْجَةِ " أيّامي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟