أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الثانية














المزيد.....

دمية على الرف .الحلقة الثانية


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 17:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


دمية على الرف (02)
لم يبقَ شيء فزفافي بعد شهر تقريبا , اثثت منزلنا الذي أجره لي حيدر , بيت صغير لكنه جميل والدته اقترحت ان نسكن بقربها حتى تستطيع العناية بأطفالنا حين ننشغل بالعمل , حياة الطبيب صعبة لا يستطيع ممارسة حياته الاجتماعية بسهولة فهو كثير الانشغال عن بيته و اطفاله , اليوم اول مرة اخرج مع حيدر لوحدنا فقد اصبح هذا مسموحا الآن لكوننا عقدنا القران في المحكمة , و نحن بمثابة الزوجين , ما اسعدني اليوم , انا سعيدة ..سعيدة
ابعثر ملابسي على سريري , احتار ماذا ارتدي , هذه اول مرة اصاب بالحيرة في اختيار ثيابي لابدّ أنها السعادة الغامرة تنثرني كقطرات ندى مبعثرة على اوراق الورود اليانعة في احد صباحات الربيع , ارقص على قدم واحدة ادور حول نفسي , احتضن دميتي و اضمها الى صدري و ارتمي على السرير و اضحك بصوت مسموع
_هل تعلمين يا *أليس* أن صديقتك ستتزوج و لكن لا تقلقِ فلن اترككِ سآخذكِ معي لبيتي و سأضعكِ في غرفة نومي , هههههه, انتِ الوحيدة التي ستشهدين حبي مع حيدر , *أليس* ستكونين سعيدة لأجلي , أليسَ كذلك؟
*أليس*هو اسم دميتي التي اشتراها لي والدي من الامارات بعيد ميلادي الرابع عشر حين كنا هناك حيث كان والدي يعمل في الامارات , فهو فنان يعمل بالنحت و الرسم , شارك في الكثير من المعارض و حصل على جوائز عربية و محلية ,عمله في الامارات درّ علينا بالمال , نحن عائلة ميسورة او استطيع ان اقول غنية ...تدخل والدتي لترى الفوضى التي احدثتها في الغرفة تبتسم لي بينما اعتدل في جلستي و *أليس* على حِجري ,تقول بصوتها الحنون الهادئ و هي تجلس بجانبي و تمسح بيدها اليمنى على شعري الناعم الطويل المنثور على كتفي
_عزيزتي هل انتِ سعيدة ؟
_اجل يا امي ( اخذ يدها من على شعري و اقبلها)
_حسنا" اذن ارتدي هذا الفستان (و تشير على احد الفساتين فهو مناسب لليوم)
تخرج والدتي و هي تدعو لي بالسعادة و راحة البال , اعيد ترتيب الأشياء و أُجلس الدمية حيث كانت عند وسادتي ,اسمع صوت جرس دارنا يرن , صوت حيدر الجهوري يلقِ التحايا على والدتي , يسأل عني ...
قلبي يخفق أنه في غرفتي الآن , و يغلق الباب لكنه يجعله مواربا , يبتسم لي
_تبدين جميلة اليوم ...يدنو مني و يقبل جبيني قبلة طويلة ظننت انها لن تنتهي , ماذا يحصل لي
أنا أتثاقل , و كأنني ثملة , قلبي يخفق , اخجل منه , جسده ساخن و هو يحتضنني و يشمني من رقبتي ...
_حيدر يكفي , قد يدخل احد من اهلي
_انا زوجكِ يا مروة ,إجلسِ لنتحدث ثم نخرج
سادت لحظة صمت و اعيننا لا تفارق بعضيهما , يكسر الصمت
_فستانك جميل
_انا اخترته
_ذوقكِ رائع
_اشكرك , هذا من ذوقك
ينظر حوله و كأنه يتفحص غرفتي
_غرفتكِ انيقة مثلكِ تماما , أنها تعكس برائتكِ
_هههههه(اضحك في خجل)
_ما تلك الدمية ؟
_أنها دميتي و انا احتفظ بها منذ اكثر من عشرة اعوام
_لكنها تبدو نظيفة
_لأنني اعتني بها
_إذن انا سأكون بيد أمينة و ستحافظين عليّ
_ههههههههههه, اكيد
_حبيبتي (يقبل خدي الايمن القريب منه و اتمنع رغم رغبتي بتقبيله , انهض و انا حانية الرأس دافعةً إياه بساعدي ,أسير نحو المرآة ألف الشال حول رأسي كي أغطي شعري , يأتي من الخلف يسحبني من يدي بينما اضع الدبوس في الشال , يزيل الدبوس و يترك الشال يسقط بحرية على الارض , يزيل ماسكة الشعر و ينثر شعري و يخلل اصابعه بين خصلاته , يأخذ خصلة يشمها , يمسح بها وجنته المغطاة بلحيته السوداء الخفيفة , قلبي يرتجف , أنه يشتهيني , ينحني ببطئ و يلتقط الشال , يلمس حذائي الجديد اللمّاع, يبقى راكعا عند قدماي ويقول حذاءكِ جميل ...
يرتفع الي و يأخذني من يديّ و يجلسني على الكرسي المجاور لسريري , يركع عند قدماي , يخلع حذائي من قدمي اليسرى بيديه بخفة و يرفعه , يتكئ على فخذيّ بساعديه و حذائي بين يديه , و يقول : احبكِ , أحبكِ
و يقبلّ وجه الحذاء , يقبّل و يقبّل و يقبّل , عيناه في عيناي , عيناه تشعان , تتلألآن , قلبي يرتعد ,هل يشتهيني لهذا الحد , اضع يديّ على وجنتيه الملتحيتان , لحيته توغزني وغزات خفيفة تجعلني اهيج , اشعر و كأن قطرات دمي ترقص في شراييني , اتنفس بعمق و لهاثي ينتشر في ارجاء الغرفة ...يفلت الحذاء و يهجم يلثم شفتاي , لا حيدر لا .. يسكتني بشفتيه الشرهتين , يلحس لعابي و يصدر اصواتا و كأنه يأكل آيس كريم , يقول : انتِ لذيذة
__يكفي حيدر لنخرج ,لقد تأخرنا
نتنافر بدفعة مني رغم رغبتي بالمزيد , نخرج من الغرفة و كأن لا شيء حدث , بلساني اتحسس بقايا لعابه على شفتيّ , تكررت زيارات حيدر لي في بيت اهلي بسبب و بدون سبب و في كل زيارة يطيل الخلوة معي في غرفتي مما أثار حفيظة والديّ مما جعل والدي يتصل بوالد حيدر هاتفيا مقترحا" التعجيل بزفافنا لعدم رضاه على تلك الزيارات و الخلوات و حقا" تم زفافنا قبل الموعد المحدد بعشرة أيام , كان حفل زفافنا رائعا , كل شيء تمّ كما خططت له , بخطوات ملأى بالأمل اسير جنبا الى جنب مع حبيبي نحو غرفتنا , يغلق الباب , لكنه يقفله بالمفتاح ويضعه في جيب سترته الداخلي , رغم انه لا احد في البيت سوانا فقد غادر الجميع ...
يتبع...



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمية على الرف .الحلقة الاولى
- بنت بغداد على طريق زراعي
- انثى جامحه


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الثانية