أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا عبد العزيز - منوحين - محمود درويش كما لم نعرفه















المزيد.....

محمود درويش كما لم نعرفه


ليندا عبد العزيز - منوحين

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


محمود درويش كما لم نعرفه

رﯾ-;-تا الغامضة التي عشقها الشاعرالفلسطﯾ-;-ني محمود دروﯾ-;-ش، أنكشفت فجأة وعرف الناس أنها الإسرائيلية تمار بن عامي . بعد أكثر من أربعﯾ-;-ن عاما تحولت قصة حب محمود درويش اللاعربية الى فﯾ-;-لم عنوانه "سجل أنا عربى" للمخرجة ابتسام مراعنة منوحين.


كشفت المخرجة إبتسام مراعنة منوحين المعروفة بجرأتها الشهيرة عن مجموعة نساء اثرت كل منهن في حياة محمود درويش. إثنتان منهن كانتا حبيبتان ، واحدة يهودية ، وواحدة عربية هي إبنة دبلوماسي سوري . احبهما ، ثم تزوج من الأخيرة بلمح البصر بعد تعارفهما في الولايات المتحدة ومالبثا أن تطلقا بلمح البصر . أما حبه لتمار الإسرائيلية فقد تجلى بكل عنفوانه وأضداده من خلال الأشرطة القديمة التي إصطادتها عدسة مراعنة .
قصة حب بعمرالدولة ، ودرويش في عز شبابه يكتب العبرية والعربية ويبادل حبيبته رسائل غرام وهيام عندما كان في الثانية والعشرين من عمره . بدأت القصة عندما تعانقت نظراتهما وهي على المسرح بعد رقصة أدتھا في مقر الحزب الشﯾ-;-وعي اﻹ-;-سرائﯾ-;-لي الذي كان دروﯾ-;-ش عضوا فﯾ-;-ھ قبل استقالتھ، وكان عمرھا آنذاك 16 عاما . غير أن الظروف المحيطة بقصة حبهما لم تكتب سطورا مفرحة فذووها عارضوا العلاقة ، كما أن اعتداد درويش بهويته الفلسطينية ورفضه التعايش مع الوقائع التي واكبت قيام الدولة شكلت عقبة لم تستطع تمار وهي لما تزل بنت 16 ربيعا أن تتجاوزها.
ظل درويش يتنقل في مساحة تراوح بين الشخصي وبين القومي. يروي بكل تواضع لدى لقائه احد الصحفيين كيف كتب قصيدة لوالدته من السجن وكيف انه تم تفسيرها على أنها حنين الى فلسطين قائلا:" أنا بالكاد أمثل نفسي". وكانت قصيدته سجل أنا عربي مشهدا عجزالرأي العام الاسرائيلي عن تقبله، لاسيما عندما قال :

" أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي"

"واذا ما التأم جُرح جدّ في التذكار جرح"
هذا البيت الذي كتبه الشاعر ابراهيم ناجي في قصيدة الأطلال تذكرته وأنا أواكب رحلة الحب التي كتب لها أن تموت ببطء . تقاطعت طرق الحبيبين بين مد وجزر سياسيين وجغرافيين .
التوتر مزدوج في حياته، جانبه الأول في كونه شاعرًا خاصًا شخصيًّا عاطفيا ، يدعو إلى صنع السلام ،ثم يتحول إلى مبدع سياسي، ورمز من رموز المقاومة الفلسطينية. أما جانبه الثاني، فمذبذب بين إدراكه الشعري للعالم وبين ملل الحياة .
تنقلنا مراعنة الى باريس التي قصدتها تمار للقاء حبيبها الأول يحدوها شوق وحنين . غير ان هذه الزيارة لم تحقق المرجو منها ، فقد كرت مسبحة الزمن، ونأى محمود درويش عنها بعيدا، موغلا في البعد، وموغلا عميقا في عمق انتمائه الفلسطيني، وربما انشغل بالتزامات السياسة عن التفرغ مجددا لقصة حب شبه مستحيلة .

أوراق عتيقة تحكي رواية حب
ونجحت مراعنة بمساعدة الرسائل والشخصيات التي واكبت حياة الشاعر في أن تسلط ضوءا جديدا على شخصية درويش المتسامحة التي قد يجهلها الشارع الإسرائيلي، من خلال لقاء ودي مع صحفي إسرائيلي ولد في نفس القرية التي نشأ هو فيها ومن خلال الحديث التلفوني الذي دار بين تمار ودرويش عن شخصية رابين بعد وصوله مجددا الى إسرائيل إثر التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993 كما روت في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت .
تمار بن عامي" الشابة الﯾ-;-ھودﯾ-;-ة من الشتات البولندي تعيش اليوم في برلين " ولا تزال تحتفظ بذكرى درويش وتتكلم عنه برقة وحنان ، وتنقل عنه القصة الحقيقية التي تقف وراء قصيدة مثل " شتاء رﯾ-;-تا الطوﯾ-;-ل" وغﯾ-;-رھا والتي وصفها درويش بأنها "قصة حقيقية محفورة عميقا فى جسدى ".
الفﯾ-;-لم الذي عرضته مراعنة في تل أفيف قبل أسبوعين في نطاق دوك أفيف والذي حصل على جائزة الجمھور ، وثّق عدة رسائل بالعبرﯾ-;-ة بخط محمود دروﯾ-;-ش ومجموعة صور قدﯾ-;-مة تجمع تمار والشاعر الكبﯾ-;-رإضافة الى الشخصيات التي تركت بصماتها في حياته أو عرفته عن كثب. ويعرفنا فيلم مراعنة على درويش الإنسان مرهف الإحساس ، المتسامح رغم الدوامة التي عصفت بحياته متنقلا بين بيروت وتونس وموسكو وباريس .

درويش الإنسان
محطات الفيلم تشمل أول مدرسة إسرائيلية درس فيها درويش، حيث نسمعه يتكلم بالعبرية والعربية ثم يفجأنا بالقول :" أنا و بياليك الشاعر الإسرائيلي يشاركنا الحنين الى نفس الارض ". وختاما ها هي تمار تقف على المسرح في تل افيف جنبا جنبا الى جنب مع شقيق درويش وفي القاعة مجموعة من الفلسطينيين الذين شاركوا في الفيلم وكانوا بين الحضور مع الإسرائيليين . وتتركنا تمار مع رسالة :" أنا اؤمن بالحب الذي يتخطى الدين والجنس والعرق او اللون .. ماذا لو أني ساذجة ؟ ما الذي تبقى ؟ الرجوع إلى الجوهر الحقيقي والتفكير من قلب الطفل الذي ينام بداخلنا هذه هي الجذور الحقيقة ".

هوية مزدوجة
لا تخطيء العين التماهي بين سيرة تمار وبين سيرة إبتسام مراعنة مع فارق الزمن ، فابتسام تزوجت من بوعز منوحين الإسرائيلي، قبل بضع سنوات في بيئة عربية إسرائيلية يهودية تقبلتهما ،على نقيض مصير الحب الضائع الذي جمع بين تمار ودرويش في المرحلة التي تلت حصول إسرائيل على استقلالها وبقي يتيما .
شخصيا ، هزت كياني إبتسام مراعنة التي حصدت عدة جوائز والتي انتجت عدة افلام عن الهوية والصراع العربي الإسرائيلي ، وايقظت هويتي العراقية الإسرائيلية، فشعرت أني أشاركها رحلتها ، وانتابني الفخر لأني أعيش في دولة ديمقراطية تسمح بعرض سيرة حياة شاعر حماسة فلسطيني بل وتدعم الفيلم الذي يخلّد حياته.
تتعثر في فمي غصة إذ ادرك أنّ بيني وبين إبتسام مراعنة مسافة كبيرة تباعدني عنها ! صحيح أننا الأثنتان نحمل لقب منوحين من زواجنا ، وصحيح أنّ لغتنا الأم هي العربية والعبرية، ولكني ولدت في العراق وهي قد ولدت في الفرديس، ما يجعلني دائمة السؤال: هل يأتي يوم يُسمح فيه بعرض الفيلم الوثائقي "ظل في بغداد" عن إختفاء أبي في العراق على شاشات السينما في بغداد؟؟



#ليندا_عبد_العزيز_-_منوحين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا عبد العزيز - منوحين - محمود درويش كما لم نعرفه