أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إسماعيل حسني - دور مستر X في ثورة 25 يناير














المزيد.....

دور مستر X في ثورة 25 يناير


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 17:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في العشر سنوات الأخيرة من حكمه لم يعد مبارك يمسك بزمام الأمور، وبتأثير زوجته وافق على توريث إبنه البلاد من بعده ، مما أثار غضب قادة الجيش الذين لا يقبلون بالتنازل عن حكم مصر وتعريض هيمنة الجيش السياسية والإقتصادية للخطر بتولية شخص مدني مقاليد الحكم.
نسي مبارك أن السادات قد تمنى تعيين نائبا مدنيا له ولكنه تراجع عن ذلك خشية أن يثير حفيظة قادة الجيش، وكان هذا هو العامل الحاسم في تعيين مبارك نائبا للسادات.
ولعل مبارك لم ينسى ولكنه تصور أن أمريكا صاحبة النفوذ الأكبر على الجيش تستطيع ضمان موافقة قادة الجيش على التوريث إن قبلت أوراق اعتماد الإبن في واشنطن وتل أبيب.
وكالعادة، لم تحسم أمريكا موقفها لوأد الصراع في مهده بل قامت بإدارة هذا الصراع وتعظيمه بإصدار تطمينات وهواجس لكل طرف حتى يتسنى لها تحقيق أكبر فائدة منه.
ومضى قطار التوريث في طريقه وتعاظم غضب الجيش يوما بعد يوم، واستخدم كل طرف ما بيده من أوراق داخلية وخارجية وإعلامية (مثال كتيبة عبدالله كمال في مواجهة كتيبة إبراهيم عيسى).
ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة 2011 كان الجيش قد حسم أمره أن عدم قيام مبارك وقد بلغ الثالثة والثمانين بتعيين شخصية عسكرية نائبا له يعني إصراره على مشروع التوريث وأن ساعة المواجهة قد اقتربت.
وكان تقدير الموقف يؤكد أن تحرك الجيش منفردا سيعتبر انقلابا عسكريا مرفوضا أمريكيا وعالميا، وأنه لابد من توفير غطاء شعبي ظاهر للعيان حتى يبدو تحرك الجيش لعزل مبارك وكأنه مؤازرة للإرادة الشعبية، وبعد فترة انتقالية ظاهرها مدني يمكن ترشيح شخصية عسكرية تركت الجيش لرئاسة البلاد اتفق وقتها على أنها سامي عنان.
والذي حسم هذا الخيار الإشارات القوية التي وصلت للجيش أن أمريكا أوباما ترى أن الأنظمة العربية الحالية قد شاخت وأصبحت غير قادرة على إخضاع شعوبها وتجييش المنطقة وإعدادها لمساندة أمريكا في سيناريو الصراعات المقبلة، وأنه قد آن أوان تغييرها.
وهنا ظهر دور مستر X الذي بدأ في تنفيذ السيناريو والإتصال بالحركات الشعبية المعارضة للنظام والمناهضة للتوريث كحركة كفاية و6 إبريل ومختلف المجموعات الثورية والحقوقية التي تتلقى كوادرها تدريب من العديد من المنظمات العالمية على الأساليب الديموقراطية في حماية البيئة وحقوق الطفل والمرأة وطرق التغيير الديموقراطي، وتم استخدام مختلف أنواع الوسطاء في الداخل والخارج في الإتصال بهذه الحركات وإثارتها وتحفيزها للتحرك ضد التوريث والظلم الإجتماعي.
وتحددت ساعة الصفر في 25 يناير وخرجت المجموعات الشبابية وتمكنت من تحفيز مئات الآلاف من الجماهير على الخروج معها مما سهل تطوير المهمة من المطالبة بإصلاحات إلى المطالبة بإسقاط النظام.
وقد كان من الممكن أن يظل دور مستر X خفيا لولا أن نجاح مبارك في خطابه الثاني في امتصاص بعض الغضب من الشارع قد تطلب تدخلا مباشرا من مستر X بتخطيط موقعة الجمل التي لم يكن ممكنا أن تحدث بدون أن يقوم الجيش بفتح ثغرة في الميدان ليدخل منها أصحاب الجمل. وكان هذا أول ظهور مباشر لمستر X في أحداث الثورة، إلا أنه لم يكن الظهور الأخير فقد استدعت الضرورات تدخله ثانية في العديد من المواقف التي لعب فيها دور اللهو الخفي في أحداث محمد محمود وماسبيرو ومسرح البالون وغيرها.
وكان لابد للمرحلة الإنتقالية من وجه مدني يخفي عن البسطاء معالم السيناريو، فوقع الإختيار على جماعة الإخوان التي تتكون من مجموعة من العواجيز والتجار العواجيز والمعدومي الثقافة والخبرة والذين تكفل أمن الدولة خلال العقود الماضية بتدجين عقولهم وترويض إراداتهم، فهم وجه مدني يتفق مع الإشارات الأمريكية من ناحية، ويسهل التخلص منهم بسرعة نظرا لافتقارهم إلى ظهير شعبي قوي من ناحية أخرى.
ومع تصاعد الغضب الشعبي من تخلف وسياسات الإخوان الغبية قام مستر X بتسليط آلته الإعلامية الجبارة عليهم، ثم تأليف "حركة تمرد" ودعمها وحمايتها، ليسقط الإخوان وتعود مصر رويدا رويدا إلى حضن جيشها العظيم.
ولكي تكون الحبكة مقنعة والعودة نهائية، تهاون مستر X في ردع الإحتجاجات الإخوانية العنيفة التي قام بها الإخوان وحرص على استمرارها لفترة زمنية تكفي لإثارة ذعر الجماهير وتوجيهها بواسطة الأبواق الإعلامية إلى المطالبة بحكم الجيش للبلاد.
والله شعبنا ده شعب طيب قوي.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محضر اجتماع سري بين السيسي وبوتين ... وعبعاطي
- تحية ليبرالية إلى القائد السلفي نادر بكار
- سيناريو المؤامرة في 25 يناير
- السلفية في ميزان الدين الإسلامي
- إنهم يحرقون علم مصر
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (4)
- لماذا اختلف المصريون بعد سقوط الإخوان ؟
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (3)
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (2)
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (1)
- تعريف مبسط لمصطلح العلمانية
- رسالة مفتوحة إلى حازم الببلاوي
- أحلام تأبى أن تموت
- هل يجتاز الفريق السيسي إختبار الدستور؟
- ما هو الحزب الديني ؟
- الثورة بين الخيانة والعشوائية
- خطوات عملية لاجتثاث الفكر السلفي
- اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية
- يوم صاحت مصر -واشعباه- وليس -وامعتصماه-
- هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إسماعيل حسني - دور مستر X في ثورة 25 يناير