فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 00:04
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
السيدة الجميلة، التي أنفقت من عمرها ومالها وجهدها الشيءَ الكثير من أجل أولئك الصغار الأبرياء الذين يعيشون سجناء خلف القضبان الموحشة، دون جريرة ولا خطيئة. هي "الأم تريزا" المصرية؛ التي دخلت المكانَ الذي ينفر منه الجميع: السجن، وعانقت النساءَ اللواتي ينفر منهن الجميعُ: السجينات، وحملت وقبّلت الصغارَ الذين ينفر منهم الجميعُ: أطفال السجينات.
الروائية والصحفية "نوال مصطفى"، مدير جمعية "رعاية أطفال السجينات".
أهديها هذه القصيدة، المستوحى عنوانها من عنوان أحد كتبها.”
***
الأمهاتُ
مشغولاتٌ هذا الصباح.
***
الأمهاتُ الصغيرات
اللواتي قصصنَ جدائلَهنَّ
لكي يغزلنَ من خيوطِها وسائدَ
تحضنُ رؤوسَ الصغارْ
التي أجهدَها
الخيشُ الخشنُ
والظلامْ.
***
صغارٌ
أطلقوا الصرخةَ الأولى
خلفَ قضبانٍ قاسية
لا تعبأُ بالفصول
ولا تسمحُ لهديلِ الحمامِ
أن يخترقَ الزنازينَ
وتغضبُ إن داعبتْ نسماتُ الليل
خُصُلاتٍ حزينةً
أرهقها الجفافُ،
القضبانُ التي
لا تفتحُ مزاليجَها الصدئة
لشمسٍ
أو لقمر.
…
قضبانٌ
تقضي شيخوختَها
في تعذيب نوافذِ السجون الضيقة
بعدما أخفق حديدُها
أن يكون أرجوحةً
في حديقةٍ
تضمُّ عاشقيْن
وحفنةَ أطفال.
***
الأمهاتُ الحزينات
اللواتي نسيْن الفرحَ
ونساهنَّ
مشغولاتٌ هذا الصباحْ
بجمع الزهورِ الشحيحة
التي بالكاد تنمو
على ضفافِ الجدبِ الموحش
كي يجدلن
إكليلاً أبيضَ
لهامةِ السيدةِ الجميلة
التي صنعتْ من قلبِها عُشًّا
يحمي أحلامَ العصافيرْ
ومزقّتْ ذيلَ فستانِها
لتنسجَ ضِماداتٍ للأجنحةِ التي
تكسّرت
على جدران العنبرْ،
ثم مدّت كفَها المبسوطَ
ليلتقطَ الطيرُ الجائعُ
من راحتِها
حبوبَ القمحِ
وفتافيتِ السكّر.
***
جمعية رعاية أطفال السجينات. رقم حساب ( 170924 ) بنك المؤسسة العربية المصرفية فرع القاهرة.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟