|
ولاية ثالثة
فرهاد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 02:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انا او الجحيم هي كلمته وقراره ، لان الولاية الثالثة هي التيمن بولاية الفقية في دولة كان لا فقيه في الا سيادة رئيس الوزراء ، رغم معرفته بمنح الفرصة لغيره والبقاء بعيدا عن السلطة والبقاء في زاوية نقدية لكل ما يدور في الدولة ربما انفع للدولة الان في هذه الظروف بالذات ، وهو الذي خبر الكثير من خبايا هذه الدولة التي جاءت على مقاسه ، ومقاس تحالفه. التحالف الوطني هو تحالف احزاب مبنية على اساس ديني بل مذهبي اكثر مما هو على اساس سياسي وطني ، لان الاحزاب المنضوية تحت مظلته ولا يخفى على الجميع هم بالاساس احزاب دينية بل شيعية ، بالمقابل هناك احزاب سنية . اذن الصراع على السلطة في العراق لم ياخذ بعد مداه الوطني ولا اشكك في حرص الاخريين على الوطن لكن كل بتوجهاته او لنقل بحنديريته ، وكلنا نعرف ان الطرفين المذهبيين هم من ماضويون متعلقون باسطورة الماضي واحقيته ، اكثر مما هو تطلع الى المستقبل ، لان المستقبل بعرف هؤلاء هو على قياس احقية الماضي الذي لم يستطع غبار الماضي ان يعتم اطرافه ، وهو ما يعتبره بالتاكيد احدهم على انه بالذات انتصار للحق على الباطل بعد اكثر من الف وكذا عام. الدولة الاموية ومن ثم العباسية والعثمانية لم يكن يفهم في صيرورته التاريخية على انها مصالح امم وأقوام ، وبل يتم فهم ذلك في اطاره التاريخي المشوه والمقدس ، اذن على البشرية ان تقر هذه الحقيقة ألا وهو انتصار الحق على الباطل ، أي باطل وأي حق ، هم الاطراف المتحاربون يحشدون الطاقات والمال لتصفية فقراء بعضهم البعض ، لان الفقراء لا ثمن لهم في كل الازمان وكل البلدان ، ومن السهل الاتجار بهم وحشدهم بهذا الاتجاه او ذاك طالما هم بحاجة الى قوتهم اليومي. الانتخابات العراقية والسلطة المتصارعون على الوليمة الانتخابية ، كانوا اطرافا مختلفة الامكانيات ، ان الذي كان لديه المال والإعلام والقوى المنظمه والقوة الرادعة هو المنتصر ، وكان واضحا ، وذلك بفرض الامر الواقع ، لذا كان التحشيد منذ البداية لان يكون شخص الولاية الثالثة هو من يكتسب اكثر الاصوات ، كي يكون دليلا بيد العامة للمطالبة بوجوده للاسباب التالية : 1- اوهم بسطاء الشيعة بأنه حاميهم بوجه التصفية التي تريدها السنة وداعش هو الاداة ، لذا تم توقيت ذلك قبل الانتخابات وهي نقطة استخدمتها الدولة العراقية لصالح قائدها بدراية وأسلوب اكثر من المكر مكرا . 2- تصفية المعارضين بشكل او بأخر سواء داخل حزب السلطة او خارجه ، وذلك بطرح ملفات في الوقت المناسب لان الاطراف المتصارعة لا تمتلك نفس الامكانيات بطرح ملفات ، الا عندما تستطيع ان تقبض مفاصل السلطة بعد ان يتنحى السيد المالكي عن الولاية الثالثة . 3- توبيخ ومعاقبة المؤازرين الذين كانوا في الانتخابات السابقة على قائمة دولة القانون ، وحاولوا تبديل موقعهم الى قائمة اخرى ، كان سهلا على الادارة ان تعاقبهم بنقلهم الى درجات ادنى بعد ان منحتها اياهم يوم اغرتهم بالترشيح ضمن قائمتها سابقا، ولأنهم غيروا موقعهم ، كانت العقوبة كي يعرفوا بان السلطة هي الحاكمة . 4- الكل يعرف وخاصة ابناء القوات المسلحة الذين ابتزوا بالتصويت من اجل رواتبهم ، حيث تم مساومتهم بقوت يومهم ورواتبهم على ان يقسموا هم وعوائلهم بالتصويت لصالح دولة القانون. 5- استطاعت الاجهزة المناصرة للدولة المتملكه من راس السلطة التنفيذية على تربيع التصويت للكثيرين من العسكريين بالبطاقة المزدوجة للتصويت احداها في الموقع العسكري ، والأخرى في المنطقة التي يسكنون فيها. 6- استطاعت الاجهزة المتملكة لصناعة هويات الاحوال المدنية بإشراك شركة مريدي بالعملية التي اضيف لها بعد مقدس بتزوير بطاقات الاحوال المدنية للكثيرين حيث تم التصويت في اكثر من مكان .
السؤال الذي يدور في ذهني ، ان الذي او الذين اعتزموا وبإصرار على الفوز بهذه الوسائل وفرضها كأنها الامر الواقع ، هل يمتلكون ادنى احساس بالمسئولية تجاه المفهوم الديمقراطي او سلمية تداول السلطة ، التعددية الحزبية؟ ام ان الهم الاكبر هو الاستحواذ على السلطة بشتى الوسائل ، رغم ان الولاية الثالثة فكرة منبوذة من لدن الاكثرية الساحقة ، لأنها لبنه لبناء قد يؤدي الى توريث السلطة فيما بعد ، وهو امتداد لولاية واحدة ابدية على انني الامثل والآخرون لا يمكنهم فعل الافضل ، لكن الاصرار على الاستحواذ على الكرسي بحجة الحصول على الاغلبية لشخص القائد الاوحد وبهذه الوسائل ان دل على نشئ فهو يدل على ان صاحب السلطة بمغرياتها ليس مستعدا لإتاحة المجال لغيره باعتباره الواحد الاحد المهيب الذي بيده العصا السحرية لحل مشكلات البلاد والعباد ، لأنه هو له يد في وتأجيجها وبالتالي جاء الوقت لحلها جميعا لان الازمات المفتعلة ادت وظائفها وبالتالي حلحلة البعض منها والمساومة على حلحلة البعض الاخر من منطلق منح الهبات لهذا الطرف او ذاك من اللاهثين على كراسي السلطة ، وبتصور ساذج بان هذه هي الوسيلة الوحيدة لفرض الولاية الثالثة. او ان الدور المناط بصاحب نظرية الولاية الثالثة هي ابعد من حجم العراق ، ولم تكتمل الاهداف وقد تنتهي مفعول الخطة بتغيير الاشخاص. اذا كان الغرض الاستحواذ على السلطة بهذه الوسائل ، هل بإمكاننا كشعب نأمل الاستقرار والسلام ان نسلم امرنا لشخص لم تردعه لا الاخلاقية الاسلامية ولا الاخلاقية السلمية في الصراع من اجل كسب الانتخابات بهذه الوسائل ، من الحصول على اكثرية الاصوات بفرض الامر الواقع ، على انه القائد المهيب قد حصل على اغلبية الاصوات في بغداد ولا اظنه قد حصل عليها في مسقط رأسه . لذا هي اسئلة للأخريين ومجرد ألتفكير بعواقبه يجعلني اقف بقوة بوجه الولاية الثالثة ليس لشخص الطالب لكن للوقوف بوجه سنة لا نرغبها لمستقبل العراق ، متمنيا ان نتجنب ماراتون طويل لتشكيل الحكومة ، وتخلي صاحب نظرية الولاية الثالثة عن فكرة الاستحواذ عنوة على الكرسي ، وأتمنى ان نكون جميعا بمستوى ان نتشارك من اجل تخليص البلاد والعباد من العبودية لشخص واحد ، بل تداول السلطة سلميا . وأتمنى ان يستطيع الاخوة في التحالف الوطني ان يبرزوا وجها اخر ان كانوا فعلا حريصين على مستقبل العراق. اما الذي يعتقد انه هو الوحيد المنقذ ، اعتقده متغطرسا لدرجة عدم الثقة بالأخريين على انهم ليسوا قاصرين وبأنهم ايضا بإمكانهم تحمل المسئولية. اعتقد من المعيب ان ثةتؤمن بأنك تستطيع قيادة شعب بهذه الطريقة ، وأنت الاعلم بما قمت به من اساليب للنيل من الاخريين المتخاصمين وبشتى الوسائل ، اتمنى ان نستطيع يوما ما الى كشف ملفات الاخريين ليس للنيل منهم لكن للإقرار بان في البلاد قانون وقضاء ومؤسسات لا تدين بالولاء إلا للوطن مع ان المعتقدين بهذا هم القلة في وطن تتغلب فيه المصالح الحزبية والشخصية والفئوية على غيرها من المصالح التي تهم الوطن وفقراءه الذين هم تحت خط الفقر الذي ينعم بخيرات يسرقها ارباب السلطة ويوزعونها مناقصات لأعوانهم ومنغصات لعامة الناس . ولا يبقى الا وجه ربك ذو الجلال والاكرام.
#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفط وحنديرية الفكر والعقل
-
صوتها من الأعماق
-
في ضيافة زوار الفجر
-
اسطورة الامهات ابدية
-
الأم الخيمة والعويل
-
الحب في رعاية زوار الفجر
-
حب ، وحب في زمن صعب
-
الثالوث جنس مقدس 8
-
صاحبة الصوت هنا
-
امي والله
-
الصوت حاجة هنا وهناك
-
ايهما ال(هنا) .. ام ال (هناك) ارحم
-
أين الخلل ، فينا أم منا
-
الحياة لمن يستحقها
-
نكسة الاتحاد الوطني في الانتخابات وللمرة الثانية مسئولية من
...
-
ديمقراطية رحم المجتمع
-
هل يتمكمن العراق ، ان يتحول الى مشروع حضاري ، لدولة مواطنة ،
...
-
الدولة الطائفية المسيسة والدروع البشرية
-
الفيليون قضية دولة العراق بعد قرارالمحكمة
-
الفيليون ليسوا ملفا على الرف
المزيد.....
-
أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
-
الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه
...
-
53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة
...
-
مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور
...
-
-نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس
...
-
بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك
...
-
الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب
...
-
76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
-
جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|