أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة














المزيد.....

القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 01:03
المحور: كتابات ساخرة
    


معايير الناس وجهات نظر , أن يبدي صاحبي (سيّد حسين ) رأيه في (الوضع) ليس كما يعبر عنه صاحبي (روكان) في (حصيبة) أو صديقي العتيد (سلمان) الساكن في حافات المياه في قرية البدو
سيد حسين يرى الدنيا ربيع والجو بديع وإن كانت بغداد تحترق , مادام يتلقى مايريد محمياً بقوات و يمتلك مئات الآلاف من الدولارات فالأمر يستحق خصوصاً حين يختم الشهر في باريس كي ينتعش أو يذهب كل شهرين الى ديترويت ليكمل بناء بيته الجديد حيث سيستقر في نهاية الأمر , لم أصدق كل ماقال ذلك المبدئي الحامل للجنسية الكونية في آخر مرة لاقيته , فهو على الدوام يتكلم ضاحكاً , عن أنه سيتقاعد بأي لحظة ليكون(شكسبير مشيغان) التي ستصبح بعد بضع سنين محافظتنا السابعة عشر , ( قل العشرون مولانى لا تفاولنا بروح جدّك) , يضحك مجدداً !
أما روكان فالأمر عنده مختلف , الدنيا بنظره مشوار يسوقه بسرعة نحو القبر , أضطر الى ترك سلواه في زراعة الفستق بعد سلسلة المداهمات اليومية للعصابات المنفلتة , أولئك الذين يرفعون شعار (أنت عدو لنا مالم تكن معنا) , أخبرنا في آخر مرّة رأيناه في مقهى الشواكة حين جلب لنا آخر (صوغة فستق) أن جميع أهالي قضاء القائم رهائن عند تلك (المزعطة) وفوق تلك البلوى تأتي قوات ملثمة لتنتقم منّا , يضحك كثيراً حين نمازحه بأنه صار واحد منهم , أولئك الأرهابيين كما تصفهم الحكومة المتوترة , أقصد الموقرة , يجيب ضاحكاً : لن أخلص منكم حتى لو تحولت الى عذراء داخل شرنقة !
سلمان هو الآخر مثقف رغم أنفه , جنى عليه كولن ويلسون كما يدّعي , فلم يشفع له (العقال) وصديقاته (الأبقار) كي يكون بمنئى عن أن يكون مختلف , فقد نزل خلال آخر عشر سنين من مرتبة القرويين الى آخر درجة في سلّم البدو , يرتحل على الدوام من بابل الى كربلاء يجوبها بحثاً عن عمل , لم ينتهز الفرصة ليكون شيخاً في مجلس الأسناد , كان سيتلقى مبلغ خمسمائة ألف لو أستقر في بابل , بل كان سيحصل على مليون وربع لو كلف نفسه وتحمل السكن في بغداد الصامدة , مبالغ كانت ستأتيه بدون أي جهد , أستنكافه جعله مفلساً , ردد ضاحكاً بطريقة الهمس بعد أن نسي مصطلحاته الفلسفية التي أشتهر بها : الثقافة شارة من أبو منارة ونياله الما عنده عقل ويفكّر !
حلقة ضيقة من أربعة , نتواصل كل بضع سنين , مختلفين في التملك , متشابهين في الكينونة والضحكة والحلم , بهم تختصر حكاية جيل سابق يكاد ينقرض , كلما أستذكرت قصة واحد منهم أبقى أدندن مع نفسي (چذاب دولبني الوكت) لأتوه بعدها وأنا أحاول تفسير ظاهرة ألتهام المجتمعات لأبنائها , وكيف تحبذ أن تبدأ بأكل اللامنتمين العفويين فهم عندها الوجبة السهلة غير الممتنعة .
ربما يكون الخلل في المباديء نفسها , أو أن المباديء مثل (فستق روكان) لا تعيش الا في بيئة ملائمة , أو أنها تصيب متخذها بداء الفرار الذي أصاب ( حسين وسلمان) وجعلهما ينفران من البيئة الموبوئة غير الآمنه دون أن يكملا رسالتهما التي أفنوا لأجلها حياتهما , أما التفسير الموضوعي الأقرب للحقيقة فهو ( تضاؤل نسبة هؤلاء أمام الغالبية المرتزقة) والدلائل القريبة تؤكد آخر تفسير لنظريتي الغير موسومة وهنيئاً للفائزين في أنتخاباتنا !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا
- حكاية من الثمانين !
- دعوة أوباما و بوتين للترشّح في أنتخاباتنا
- رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز
- واجبات مستحبات الله وكيلك كلاوات
- الخامط والمخموط والجاهل بينهما
- للكبار فقط
- الأبناء يرقصون الهجع والأمهات تحترق
- غزو العراق ونبوءة الشيطان الأجرب
- جفاف في جرف النداف
- يلّي نسيتونا يمته تذكرونا
- بهارات وملح لمؤتمر الأرهاب
- سطور في الكذب المقارن
- القشطيني ونقطة نظام
- ترقبوا ثورة النساء
- بخيرهم ما خيّرونا و بصخامهم عمّوا علينا
- أصدقاء أم خراعات خضرة بكروش
- أسطوانات الطغاة للفوز في الأنتخابات


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة