أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الرحمن يونس - لماذا لا تضع السلطات العربية الرجل المناسب في المكان المناسب ؟















المزيد.....

لماذا لا تضع السلطات العربية الرجل المناسب في المكان المناسب ؟


محمد عبد الرحمن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


منذ أن انغمست السلطات العربية المعاصرة في ملذات الحكم الأسطورية ، من مال ونساء وجنس وخمور وعربدة، وفي مفاسده أيضا من ظلم وقهر لعباد الله البسطاء ، وتجاوز للقوانين ، وإخضاع هذه القوانين لمصالحها ورغباتها، أرتأت أن تختار لنفسها بطانة وحا شية فاسدة ، لا خلق لها ولا ضمير ، حتى تستطيع هذه السلطات من خلال هذه البطانة أن تكرس نفسها بسلطة السيف والبطش، وقد كان معظم أفراد هذه البطانة من الرجال الذين لا تاريخ معرفي لهم، ولا تاريخ أخلاقي إنساني لهم، والذين لم يسهموا أبدا في تطوير مجتمعاتهم والعمل على رقيها وتقدمها ، بل سخروا أنفسهم ليكونوا أدوات وظيفية مستلبة تعمل وفق ما تمليه عليها هذه السلطة ، فقربت هذه السلطات القضاة الفاسدين، والوزراء الفاسدين، ومدراء الجامعات الجهلة، وعمداء الكليات الذين لم يكتبوا بحثا في تاريخ حياتهم، والذين ترقوا من خلال سرقة أبحاثهم الجامعية ، أو من خلال شرائها بقوة المال والسلطة. إني أعرف عميدين من عمداء الكليات في إحدى الجامعات العربية الخليجية ترقيا من رتبة أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك، ولم يكتبا كلمة واحدة، بل فرضا على الأساتذة الذين يعملون تحت إدارتهم على كتابة مثل هذه الأبحاث ، وذلك بتهديدهم بطريقة وقحة ، قائلين : إما أن تكتبوا لنا أبحاثا وإما سنلغي لكم عقود عملكم . وما كان من بعض الأساتذة إلا أن رضوا بواقع الحال ، خوفا على رزقهم وعلى رزق أطفالهم ، أما البعض الآخر فقد رفض ، وفؤجئ في آخر العام الدراسي بأن ألغي عقد عمله ، كما حصل تماما مع أستاذ صديق من السودان الشقيق ، فقد أبعد الرجل عن عمله ، بعد أن كتب عميد الكلية إلى رئيس الجامعة طلبا يطلب فيه إلغاء عقد عمل هذا الأستاذ لأن الطلاب لا يحبونه ، ولأنه يتأخر عن موعد محاضراته، مع العلم أن هذا الأستاذ السوداني كان من أكثر الناس خلقا وتهذيبا وانضباطا ، والتزاما بمواعيد محاضراته .
في العالم العربي، هذه الغابة الحزينة الشاسعة، لم تضع السلطات العربية الرجل المناسب في المكان المناسب أبدا ، ولم تكرم أصحاب الكفاءات ، والشرفاء الحقيقين العاملين على دفع بلدانهم نحو مسيرة الرقي إلى الأمام، ولم تقرب أصحاب العقول المستنيرة، وأصحاب الأيدي النظيفة الذين يتجسد همهم الأول في بناء بلدانهم وتحديثها وتطويرها ، بل عمدت بطريقة مدروسة مقصودة ومبرمجة إلى إبعاد الشرفاء عن ساحة الفعل الحقيقي ، وأحيانا إلى إقصائهم بتهم ملفقة لهم ، كان من شأنها أن تبرزهم أمام محبيهم وأهلهم بأنهم أعداء للوطن وخائنون لمنجزاته ومكتسباته، وبأنهم متآمرون عليه .

إن السلطات العربية لاتقبل النقد ، ولو بكلمة واحدة، فالقاضي العربي لا يقبل أن تقول أمامه أنا مظلوم يا سيادة القاضي، والوزير العربي لا يقبل أي شكوى أو تظلم من شأنها أن تمس أيا من أفراد حاشية وزراته المرتشين والفاسدين .
وهكذا، وفي ظل الظلم السائد في أروقة العالم العربي، فإن هذا العالم صار مجموعة من القبائل والعشائر والطوائف ، والقطعان التي تأكل بعضها ، غابت الأمة الدولة ، والمدينة ببعدها المديني والحضاري والقانوني المنظم، ليحل محلها القبيلة بعرفها اللاقانوني ، غاب قانون العقل ليحل محله قانون سيد القبيلة ، ساد قانون الغاب وألغي قانون العقل، وأبعد الشرفاء أصحاب العقل بطريقة قصدية ، فمنهم من نأى بنفسه عن هذا الغاب، ومنهم من أجبر على أن يتغيب، أو يطلب الغياب ، واستلم أراذل الناس وسفلتهم وطغاتهم المناصب الحساسة والمهمة في بنية الدولة القبيلة، وأبعد الشرفاء ، وأدخلوا السجون لأنهم قالوا لا،لكل هذا الفساد المرعب.
ويرى فقهاء المعتزلة :
أنّه يجب أن تتوافر في الإمام مجموعة من الشروط ، باعتباره حاكماً أعلى في الدولة ، وهذه الشروط هي :

. ـ العدالة على شروطها الجامعة .1

. ـ العلم المؤدّي إلى الاجتهاد في الأمور المتجددة والأحكام .2

. ـ سلامة الحواسّ ، من السمع والبصر واللسان .3

4 ـ سلامة الأعضاء من نقصٍ يمنع عن استيفاء الحركة وسرعة النهوض .

. ـ الرأي المفضي إلى سياسة الرعيّة وتدبير المصالح .5

. ـ الشجاعة والنجدة ، وحماية الأمّة ، وجهاد العدو .6
لمزيد من الاطلاع ينظر : ((/الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البغدادي (ت450هـ/1058م): الأحكام السلطانيّة، طبعة القاهرة، 1960م، ص6 )).
إن من يتأمل حياة المسؤولين العرب وأفعالهم وأقوالهم وممارساتهم، يجد أنها تخلو تماما من هذه الشروط التي جاء بها فقهاء المعتزلة .
وبدلا من يكون المسؤول العربي المعاصر أخا كريما وصديقا للمواطنين البسطاء المقهورين المظلومين ، وعاملا على رفع الظلم عنهم، فإنه نصب نفسه عدوا لهم، وعمل على زيادة ظلمهم واستلابهم، وفي الوقت نفسه عمل على تشجيع الظالم الباطش، والثري المتنفذ، ورضي هذا المسؤول أو ذاك أن يكون خادما لهذا الظالم، مناصرا له، منافحا عنه ، وعمل على إرضائه في غيه وطيشه واستبداده، وقبل رشوته، والجلوس على موائده المسروقة من قوت الشعب البسيط .
مقولة (( الرجل المناسب في المكان المناسب))، والأكفاء في مواقع البناء والتعمير الحقيقية ، التي نادت بها السلطات العربية حتى تكسب رضى شعوبها مقولة خادعة مضللة كاذبة ، لقد قربت أراذل الناس، ووضعتهم في مناصب لا يستحقونها، وأبعدت الرجال الشرفاء الحقيقين عن مواقع البناء والتعمير والرقي والتنوير . لكم الله أيها البسطاء الغرباء والضعفاء المستلبون العاجزون الفقراء، المظلومون الذين لم يدافع أحد عنهم ، في مسيرة حياتهم القاسية، والتي نصبت السلطات العربية نفسها، وعبر تاريخها الطويل، عدوة لكم ولأحلامكم في الحق والخير والعدل والسلام .
ويحضرني الآن ، دعاء لرسولنا الكريم ، عليه أفضل الصلاة والسلام، و على آله وصحبه أجمعين ، رواه عنه الإمام علي زين العابدين،( عليه السلام) وقد أكد الرسول في هذا الحديث أن الله كنزكم، وصاحبكم، ومعينكم: (( يا معين الضعفاء، ياصاحب الغرباء، يا ناصر الأولياء، يارافع السماء، ياأنيس الأصفياء، ياحبيب الأتقياء، ياكنز الفقراء، (...) يا أكرم الكرماء)).
لمزيد من الاطلاع ينظركتاب : شهر الله، مناسبات ـ أحكام ـ أعمال ، دون ذكر لدار النشر،ولا لتاريخ النشر، ص 192 .
د. محمد عبد الرحمن يونس
أستاذ بجامعة ابن رشد بهولندا، ومدير العلاقات العامة بالجامعة
أستاذ في جامعة جين جي الوطنية ـ الصين .



#محمد_عبد_الرحمن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا كرامة للعقل العلمي المعرفي في العالم العربي
- الحوار المتمدن منبر فكري لتكريس ثقافة العقل والتنوير والحوار ...
- الحوار المتمدن منبر فكري مهم
- العدد السابع من مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية
- العدد الأول من مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية المحكمة
- ملوك ملوك أفريقيا تتساقط آخر رياش طواويسه
- قراءة في ديوان ( طيف) للشاعر جابر علي خليل
- العدد 129 من مجلة العرب تصدر في طوكيو، اليابان
- العدد الثاني من مجلة بروق التي تعنى بالقصة القصيرة
- قراءة أولى في مجموعة ( عناق) القصصية للقاص جمعان الكرت قراء ...
- قراءة أولى في مجموعة ( عناق) القصصية للقاص جمعان الكرت قراء ...
- الفساد هو أشد آفات المجتمعات العربية المعاصرة فتكا وتخريبا ل ...
- الإعلان عن تشكيل لجنة الأدباء والكتاب بالمجلس العالمي للصحاف ...
- ثلاثة كتاب يسرقون بحثا للدكتور محمد عبد الرحمن يونس
- الفساد والمفسدون في العالم العربي ثنائية التخلف والظلم في ج ...
- قراءة نقدية في مجموعة القاص السعودي فهد الخليوي ( رياح وأجرا ...
- مدخل في مفهوم المكان في النصّ الحكائيّ
- مدن ألف ليلة وليلة المركزية والفرعية
- بوابات المدينة قصة قصيرة
- عرض كتاب الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة ...


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الرحمن يونس - لماذا لا تضع السلطات العربية الرجل المناسب في المكان المناسب ؟