مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 07:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خواطر لمن يعقلون - ج18
1.. المسلم لا يُحبّ البدع ويعتبرها ضلالة وصاحبها في النّار... لكنّه لو قرأ تاريخ بدايات الإسلام بطريقة محايدة وأعمل عقله وإستعمل المنطق لعلِم وتأكّد من أنّ الإسلام هو نفسه بِدعة إخترعها ورقة بن نوفل وإبنة عمّه خديجة بنت خويلد. لكنّ معظم المسلمين لا يبحثون، وإن بحثوا فهم لا يستعملون عقولهم...
2.. رسّخ الجهل الإسلامي في عقول أتباعه أكذوبة أنّه في زمن "الجاهليّة" كانت المرأة بلا قيمة وكان العرب يئدون بناتهم، فأصبح الأمر مسلّمة بالنّسبة للمسلم. وبما أنّ المسلم قد تعوّد على تعطيل عقله في كلّ ما يتعلّق بتفحّص صحّة ما يتمّ حشوه في دماغه تحت مسمّى "الإسلام"، فهو لا يتساءل أصلا: إذا كان العرب "الجاهليّون" يدفنون بناتهم أحياء، فكيف كانوا يتكاثرون؟ هل كان الرّجال ينكحون بعضهم؟ ومن أين أتت خديجة بنت خويلد؟ وهند بنت عتبة؟ وفاطمة بنت أسد؟ وأسماء بنت عميس؟ وآمنة بنت الأرقم المخزومية؟ بل من أين أتت آمنة بنت وهب؟ وهل والداها رجلان؟ وهل آمنة إمرأة أم رجل؟ فإذا كانت إمرأة، لماذا لم يتمّ وأدها؟ أم أنّ الوأد خرافة؟ نعم، يا عزيزي المسلم ذو العقل المعطّل، إنّها خرافة.
3.. في حصّة التّربية الإسلاميّة:
الأستاذ: "موضوعك جميل وتحليلك مقبول، لكن لديك بعض الأخطاء اللّغويّة التي يجب إصلاحها."
التّلميذ: "أخطاء؟"
الأستاذ: "خذ الجملة التّالية التي كتبتها في نهاية الموضوع: الإجتهاد والإفتاء لا يضطلع بهما إلاّ الرّاسخون في العلم والحافظين للقرآن وتفاسيره والأحاديث... هذه الجملة لا تستقيم لغويّا."
التّلميذ: "كيف لا تستقيم؟"
الأستاذ: "الرّاسخون في العلم والحافظين للقرآن: هذا خطأ. الأصحّ أن تقول: الرّاسخون في العلم والحافظون للقرآن."
التّلميذ: "إذن، الجملة لا تستقيم؟"
الأستاذ: "لا. فهي مخالفة لقواعد اللغة."
التّلميذ: "أنت علّمتنا أنّ القرآن معجزة لغويّة لا توجد فيه أخطاء".
الأستاذ: "نعم. هو كذلك. القرآن الكريم لا توجد فيه أخطاء لأنّه كلام الله عزّ وجلّ."
التّلميذ: "إذن لا يوجد أيّ خطأ في موضوعي."
الأستاذ: "ماذا تقصد؟ الجملة التي ذكرتها لك فيها خطأ لغوي... ثمّ ما العلاقة بين موضوعك والقرآن الكريم؟"
التّلميذ: "لقد ورد في القرآن، في سورة النّساء: والمقيمين الصّلاة والمؤتون الزّكاة، فقست على الآية. فإن كان هناك خطأ، فالخطأ الأوّل في القرآن. فهل الله يخطئ؟ وإذا كانت الآية صحيحة لغويّا، فموضعي صحيح أيضا ولا أخطاء فيه."
...
الأستاذ: "يلعن القرآن على ربّ اللّغة على أمّ المواضيع على ........"
خلاصة الحكاية: أصيب الأستاذ بجلطة دماغية ومات.
----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html
#مالك_بارودي (هاشتاغ)