|
محمد بن آمنة أم محمّد بن عبد الله أم محمّد بن زرف الحائط - ردّا على مقال عبد الحكيم عثمان
مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 07:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
محمد بن آمنة أم محمّد بن عبد الله أم محمّد بن زرف الحائط - ردّا على مقال عبد الحكيم عثمان
كتب عبد الحكيم عثمان مقالا، منذ سويعات، عنوانه "محمد ابن امنه ابن زرف الحائط ردا على مقالات مالك بارودي" فإنتقدني وأطال في إنتقادي وإتّهمني بتهم كثيرة... لذلك أردت الرّدّ عليه في مقال منفصل فأبيّن له أخطاءه وأخطاء غيره ممّن دأبوا على إنتقاد مقالاتي.
يبدأ عبد الحكيم عثمان مقاله قائلا: "يعنون مقالاته مالك بارودي بمحمد بن آمنه"... إذن، الإعتراض الأصلي كان على قولي "محمّد بن آمنة"... لكن، ألا تلاحظ أنّه إذا كنت أنا قد سمّيت رسول المسلمين بـ"محمّد بن آمنة"، فأنت يا عبد الحكيم قد تجاوزتني بأشواط وأشواط بقولك "محمّد إبن آمنة إبن زرف الحائط"... فأيّهما ألطف وأحسن، أن أنسبه إلى أمّه أم إلى "الحائط"؟ أليس قولك هذا "كفرا" صريحا في الشّرع الإسلامي؟ أليس هذا إعتداء على مقدّسات الإسلام الذي تدّعي صباحا مساء أنّه دينك وتحاول بشتى الطرق تجميل صورته البشعة؟ أنصحك بقراءة "الصارم المسلول على شاتم الرسول" لإبن تيميّة والإطلاع على حكم الإساءة لرسولك... ولكنّ السّؤال الجوهري الذي يجب أن أطرحه عليك هو التّالي: أنت بنفسك أسأت لرسولك وسمّيته "محمّد إبن آمنة إبن زفت الحائط"، فكيف تعترض على ما ورد في مقالاتي وتأتي بأشياء أبشع منها؟ فعلى ماذا تعترض أصلا؟ أليست بداية مقالك كفرا؟ ألا يجعل هذا مقالك ساقطا منذ البداية؟
ثمّ ينطلق عبد الحكيم عثمان في فقرة أشبه بهلوسات محموم، لا نقاط فيها ولا فواصل، فيقول: "يعنون مقالاته مالك بارودي بمحمد بن امنه محتقرا الايتام او اللقطاء ان كان رسولنا حشاه من هذه الشرحتين منافيا كل الاعراف والقواعد والقوانين لانسانية التي اعتمدت ونتعامل بها في عصرنا الحالي وضاربا بعرض الحائط شرعة حقوق الانسان في موقع او مؤسسة من اهم اولوياته ترسيخ مبادئ الانسانية وثوابتها متجاهلا مشاعر الملايين ان لم نقل المليارات من الايتام وحتى اللقطاء وناقضا لكل جهد بشري على المستوى الفردي او على المستوى المؤسساتي المدني والحكومي للتخفيف عن هذه الشريحة من البشر التي لم يكن ذنبها انا ولدت بدون اباء ومتسخفا بمكانة المرأة وبدورها في بناء المجتمع ومستهزءا بها وطاعنا بشرفها في موقع يسعى للسمو بمكانة المرأة ويرفع الحملات تلو الحمالات لمناصرتها ودعمها لنيل حقوقها على كل المستويات والاطر محتقرا باسلوبه هذا الايتام وللقطاء ومثبطا لهم في وقت وزمان تبذل كل الجهود وعلى كل المستويات اعلاها وادناها لااشعار هذه الشريحتين بمكانتهما الضرورية في المجتمع وحثهم على تجاوز محنتهم التي ماكانوا بظهورها طرفا اوسببا ودفهم للتفاعل مع الفعاليات المجتمعيه واشعارهم بان تيتمهم او عدم شرعيتهم ليست سبة او عار في الوقت الذي يسعى الكاتب من خلال اتهام رسولنا صلى الله عليه وسلم انه ليس ابن شرعي حاشاه اتهام كل ابن غير شرعي او يتيم بان عدم شرعيته سبة وعار عليه دفاعا لهم بهذه العناوين الى الانطواء على ذاتهم واعتزال المجتمع او الانتحار او حمل العدائية للمجتمع الذي كان وراء تيتمهم او عدم شرعيتهم ويدفعهم بهذا الاسلوب اما الى ان يكونوا عبئا على مجتمعاتهم او الى ان يشكلوا فريقا هداما معادي للمجتمع ويدفعم الى التحول الى مجرمين".
يا سلام على الإنسانيّة... فعلا، لقد أفحمتني، يا عبد الحكيم عثمان... وزيادة على ذلك، فقد قمت بقفزة عملاقة، من مجرّد تسميتي لرسولك بـ"محمد بن آمنة" إلى إدّعاء أنّي أسبّ وأشتم كلّ الأيتام واللقطاء... أنت تستحقّ فعلا أن تدخل في كتاب غينيس للأرقم القياسيّة كصاحب أطول قفزة... أعذرني، لكن هذه القفزة، في نظري، لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص مختل عقليّا لا يُفرّق بين الأشياء أو عن مدلّس يحاول بشتى الطرق إقناع الناس بأنّ الماعز يطير... بطبيعة الحال أنا لا أقول أنّ محاولتك فاشلة، فقد نجح رسولك في إقناع أتباعه بأنّ البغل يطير. ومن يقتنع بطيران البغل يمكن أن يقتنع بطيران أيّ شيء آخر، خاصة إذا كان أقلّ من البغل حجما ووزنا.
لكن، دعني، قبل أن أردّ على هذه الهلوسات، أقتبس شيئا من مقالاتك السّابقة. في مقال سابق عنوانه "انها صفات وليست سباب او شتائم"، تقول: "وردت في القرءان الكريم عبارات يعتبرها البعض سباب وشتائم وهذه العبارات زنيم عتل كالحمار يحمل اسفارا. ياخوان انها صفات وليست شتائم وليست سباب انها صفات تصف حال من يتمتع بها قد تكون جريئة ولكنها عبارت تصف وصف دقيق حال اصحابها". وتقول أيضا، في تعليقك الثاني على نفس ذلك المقال: "الاخت رحاب عثمان سئلت لماذا العبارات التي وردت في القرءان عتل زنيم ليست سباب بل صفات. اختي الفرق بين الصفة والشتيمة او السباب عندما عذرا بلا مؤاخذه اقدم لك مثل عندما نعلم شخص ما معلومة ونكررها له اكثر من مرة ولم يفهمها ماذا نقول له غبي او عديم الفهم فهل هذا سباب ام توصيف ولكن عندما نقول لشخص فاهم غبي تصبح شتيمة فعندما تكون الشتيمة او السباب بحق شخص يستحقها فعلا تصبح صفة وليست سباب اما عندما تقال بحق شخص لايستحقها تصبح شتيمة ولك التحية". إذن، أنت تعتبر أن الكلام السافل الذي أتى في القرآن ليس من الشتائم في شيء ولكنّه في الحقيقة، حسب قولك، توصيف... وأنا أقول لك: لماذا تكون "زنيم" و"عتل" و"كالحمار يحمل أسفارا" مجرّد توصيف ولا تعتبر أنّ تسميتي لرسولك بـ"محمد بن آمنة" شتيمة؟ أليس هذا كيلا بمكيالين؟ لماذا لا تستعمل نفس المقياس الذي إستنبطته لتبرير تفاهات القرآن مع الألفاظ الواردة في مقالاتي؟ أم أنّك من هواة النّفاق والكذب والتّزوير، تدور مع الرّيح أينما دارت؟ بالنّسبة لي أنا، من يستعمل مقياسين مختلفين ويكيل بمكيالين بهذه الطريقة المفضوحة لا يكون إلاّ منافقا وكاذبا ومدلّسا... لا تغضب، فهذا توصيف... ونفس هذا التوصيف ينطبق على محمد بن آمنة وعلى قرآنه، فالأصل في الإسلام إنعدام وجود قواعد واضحة وهذا ما يؤدّي إلى التّناقض والغرق في الهلوسة والشخابيط...
ثمّ، ما المشكلة أصلا في أن أقول "محمّد بن آمنة"؟ أوّلا، كتب التراث الإسلامي تذكر أنّ ولادته كانت بعد أربع سنوات من موت عبد الله، أبيه الإفتراضي. ثانيا، أليست آمنة هي أمّه؟ بطبيعة الحال، هي أمّه ولا أدري أين القذف أو الشتم في نسبة الولد إلى أمّه... فأصدق النّسب ما إتّصل بالأمّ، لأنّها هي التي تحمل الرّضيع في بطنها، وهي الوحيدة التي تعرف إن كان إبنها من زوجها أم من شخص آخر. ثمّ أين الإستخفاف بالمرأة حين أنسب إبنا إلى أمّه؟ أم لعلّك تريدني أن أنسبه إلى الجيران مثلا؟
الأدهى والأمرّ أنّك تستنجد بقيم حقوق الإنسان وحقوق المرأة للدّفاع عن رسولك الذي لو عاش في زمننا هذا لكان جزاؤه السّجن المؤبّد أو الإعدام بسبب كلّ جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة التي إرتكبها والتي تزخر بها كتب التراث الإسلامي أو الإقامة حتّى آخر أيّام حياته في أحد مستشفيات المجانين بسبب إدّعائه للنّبوة... ولن أطيل الحديث في هذا الأمر، فمقالاتي السّابقة فيها ما يكفي من الأدلّة على أنّ رسولك كان مجرما إرهابيّا وأورث أتباعه ما نراه اليوم من إرهاب في كافّة أرجاء الأرض... لكن، دعني أسألك سؤالا بسيطا: أنت تدّعي الدّفاع عن الأيتام واللّقطاء والرّثاء لحالهم، فماذا فعل رسولك لهم؟ الجواب: رسولك حرّم التّبنّي من أجل الفوز بمؤخّرة زينب بنت جحش وضمّها لحريمه، حرّم التّبنّي الذي يضمن لليتيم واللقيط أسرة تعتبره إبنها ويحضى فيها بكلّ حقوقه كأيّ طفل عاديّ وعوّضه بالكفالة... ولا أظنّك تجهل عمق الفرق بين التّبنّي والكفالة... فلا تحاول إعطاءنا دروسا في الإنسانيّة وحقوق الإنسان وأنت من أتباع أكثر شخص أضرّ بالإنسانيّة وداس على حقوق غيره...
أكتفي بهذا القدر من الكلام، لكي لا يأخذ الموضوع أهمّيّة لا يستحقّها... مع تحيّاتي لكلّ أتباع محمد محمّد بن زرف الحائط الذين لا تستهويهم كتاباتي، فللنّاس في ما يعشقون مذاهب، كما يقال.
--------------------------- الهوامش: 1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته: http://utopia-666.over-blog.com 2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية": http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: وحي إلهي أم شيطاني؟
-
محمّد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات - نحو شرح للحديث
...
-
محمد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات - ردّا على مقال ع
...
-
محمد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات - ردّا على تعليق
...
-
محمد بن آمنة، رسول المسلمين، وجماع الأموات
-
خواطر لمن يعقلون - ج17
-
فصول من مغامرات عاهات الثورات الزائفة: رئيس الجمهورية التونس
...
-
محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج1
-
محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج2
-
خرافات إسلاميّة: علاقة محمد بن آمنة بالشيطان بدأت عند ولادته
-
رسالة إلى المصريّين المسلمين: قرآنكم يُورّث أرض مصر لبني إسر
...
-
أيّها المسلمون، عدم إعترافكم بشرعيّة وجود دولة إسرائيل تكذيب
...
-
أعينوا إسرائيل على تأسيس دولتهم من الفرات إلى مصر، إن كنتم ف
...
-
لاموسوعة بيضيبيديا - مقال حول معارضة القرآن
-
تونس ثلاث سنوات بعد ثورتها البائسة: حين تُرفع صور رموز الإره
...
-
خرافات إسلامية: أين ضاعت آيات رضاعة الكبير أيّها الأحبّاء ال
...
-
السّورة التي سقطت من قرآن محمّد بن آمنة
-
خرافات إسلامية: كتب المسلمين تفضح تفاهة القرآن ولغوه وتناقضا
...
-
خرافات إسلامية: كتب المسلمين تفضح تفاهة القرآن ولغوه وتناقضا
...
-
خواطر لمن يعقلون - ج16
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|