سيناريو التهدئة السعودي .....هل ينجح ....؟؟؟

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 03:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان ما يحدث في دول الربيع العربي يحتاج الى وقفة ... فالتغير في بوصلة السياسة السعودية والتخلي عن مجموعة الصقور وعلى رأسهم الامير بندر .... ومحاولة الانفتاح على ايران ومغازلة حزب الله في لبنان وفتح باب الحوارات السرية مع بغداد ما هي الا قراءة جديدة للمملكة التي ادركت ان معركتها القادمة مع الاخوان المسلمين ....وعليه فالمطلوب تحييد ايران الشيعية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الاخوان ...ودعم مصر بقيادة المشير السيسي وكذلك دعم الانقلاب العسكري الذي قام به اللواء خليفة حفتر في ليبيا لضرب الاخوان ..... وكذلك عقد صفقة بين الجنرال وحزب الله لحل مشكلة الفراغ الحاصل في
رئاسة الجمهورية اللبنانية ..... وتهدئة الساحة اللبنانية والتجاذبات السياسية بين جميع الاطراف.وستكون صفقة الحكم في لبنان اول تعاون بين ايران روحاني والسعودية بعد ازاحة المتشددين من السلطة . وسيكون هذا الاتفاق بالون اختبار للتعاون بينهما في المستقبل وحفظ الامن في الخليج العربي ..وتجنيب دول الخليج اي تغير على مستوى الحكم.....ومحاولة التوصل مع ايران على حل المشكلة البحرانية ومحاولة توجيه ضربة الى قطر لتحجيمها وانكفائها الى الصراع العائلي على السلطة......وعلى الاقل تهدئة الاوضاع مع العراق دون التخلي عن دعم السنة المتشددين لتقويض حكم الشيعة ....اما بالنسبة لسوريا فالامر المطلوب هو ان تتوارى السعودية اعلاميا عن التدخل في الشأن الداخلي وتبادل الادوار مع فرنسا محاولة لاصدار قرارات من مجلس الامن تدين الحكومة السورية ومحاولات نزع الشرعية عن الحكومة ..... في مسعى محموم لمحاولة التهرب من الفيتو الروسي ....؟
ان حزمة التغيرات التي ننتظر حصولها في مصر والعراق ولبنان وليبيا وسوريا .....و بانتظار ما سيحدث في تونس والجزائر ....سوف تسعى السعودية الى تهدئة الاوضاع في هذه الدول وتصحيح مساراتها ومحاولة كسب لحلفاء كبار ولاعبين اساسيين في المنطقة ....كمصر ....ومحاولة بعث الروح في اتفاقية الدفاع العربي المشترك .....كونها تعتقد ان معركتها القادمة مع الاخوان تحتاج الى قوة مصر لتحيد قطر في المرحلة القادمة حتى لو دفعت مصر السيسي لتوجيه ضربة تأديبية لقطر الداعمة للإخوان والتي ستجد لها تأييدا في الشارع المصري لما فعلته وتفعله قطر من تدخل في مصر لدعم الاخوان . ان سيناريو التهدئة السعودي يجد له في ايران من يناصره ويعمل على تهدئة الاوضاع لكسب المعركة الاهم مع مجموعة 5+1 الخاص بالملف النووي الايراني ..
.....
اما اسرائيل فلقد ادركت اخيرا ان سلامها مع قطر وتطبيع علاقاتها معها لم يجدي نفعا ولم يحقق لها نصرا... ولم يؤثر على جماهير الامة العربية التي حزمت امر زعامتها وتبعيتها لعناوين معروفة هي مصر وسوريا والعراق منذ بدء التاريخ .... .ومن هنا فالا حرى كسب وتطوير علاقاتها مع مصر ابتدءا التي ترتبط معها بمعاهدة سلام ومن ثم فأن مجيء قادة اقوياء مدعومين من قبل امريكا وعن طريق الانتخابات وعقد اتفاقات سلام معهم هو ما يحقق لإسرائيل والأنظمة الخليجية التي ارتبطت مصيريا بالمصالح الامريكية .....سلام الاقوياء الذي تطمح له اسرائيل ....
ان امريكا وروسيا والصين في سباق مع الزمن لكسب الاصدقاء والحلفاء ومناطق نفوذ .....في هذه البقعة من العالم المهمة .....ذلك ان هذا القرن يرسم نهايات الهيمنة الامريكية على العالم كقطب اوحد ....وليسجل صعود مجموعة البريكس كقوة اقتصادية تسعى للهيمنة وملء الفراغ الذي يسببه الانسحاب الامريكي من مناطق نفوذها في مناطق كثيرة من العالم ......نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية وتراجع نمو الاقتصاد الامريكي بسبب حروبها في افغانستان والعراق ....
ان واحدا من السيناريوهات التي تشتغل عليها امريكا وإسرائيل هي اعادة تقسيم بعض الدول الى دويلات صغيرة على اسس عرقية وطائفية .....لكن ليس كل ما خطط له في دوائر المخابرات ممكن ان ينجح كما نجح في السودان ....والمهم ان نعرف انه لولا وجود الاخوان المسلمين في الحكم لما تمكنوا من تقسيم السودان......؟
ان السعودية وهي تتهيأ لمعركتها القادمة مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين .... سيكون لزاما عليها ان تجري تغيرا في طاقم الحكم الملكي والدفع بجيل الاحفاد الى واجهة السلطة لممارسة الحكم في ظروف صعبة وحساسة ....فأن اكثر التقارير تقول انه بعد النصر القريب الذي سيحققه الجيش العربي السوري وفوز الرئيس بشار الاسد بالانتخابات التي ستجري في حزيران من هذا العام .....ستشهد السعودية عودة الالاف من المقاتلين السعوديين من سوريا الى المملكة... وان اغلب هؤلاء من المقاتلين المدربين على حرب العصابات والحالمين بإقامة الدولة الاسلامية والحكم الرشيد والتابعين لعدة مدارس فكرية متشددة منها تنظيم الاخوان المسلمين ....الامر الذي يهدد استقرار الحكم في المملكة وشرعية العائلة الحاكمة منذ اكثر من سبعين عاما . من هنا ستجري العائلة السعودية الحاكمة تغيرات مهمة في المنظومة الحاكمة من الامراء بدفع الامراء الاحفاد الى تسلم مناصب صنع القرار وإدارة المعركة القادمة مع الاخوان ....؟

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات