امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 14:52
المحور:
كتابات ساخرة
كعادتي في الفترة الأخيرة ، تحّزمتُ بالحزام الطُبي ، بسبب أوجاع الظَهِر .. قبل التوجُه لحديقة المنزِل .. وما أن بدأتُ بتشذيب الشُجيرات ، حتى شعرتُ بألمٍ في رقبتي ، فدخلتُ الدار وإرتديتُ مُثّبِت العُنق ، الذي يُحّدِد الحركة ، ثم عُدتُ الى الحديقة .. وبعد دقائق ، ومن جراء التنّمُل في فخذي الأيمن .. دخلتُ المطبخ ، وغليت الماء ، ثم سكبته في " كيس الماء الحار " ، وربطتُ الكيس ، على فخذي ، بإحكام .
ذهبتُ لإحضار هاتفي النقال ، من غرفة النوم .. وإستوقفني منظري في المرآة .. حزام الظَهِر العريض الذي يلفُ وَسَطي ويَشُدُ كرشي .. مُثّبِت العُنق الذي لا يتيح لي الإلتفات يمنة أو يُسرة .. كيس الماء الحار المربوط على فخذي . حقاُ كان منظراٌ طريفاً ! ..
أمعنتُ النظر ، مُتذكِراً ، بأنني وقبلَ كُل هذه الإجراءات .. كنتُ قد إبتلعتُ ستة أنواع من الحبوب الخاصة بالفترة الصباحية .. المتعلقة ب القلب / الضغط / السُكري / تخفيف الدم ، سوف تلحقها ظُهراً حبة أخرى للسُكري ، وفي المساء ثلاثة حبوب للضغط والسُكري والكوليسترول .. ومرةً واحدة في الشهر ، آخذ أبرةً في البطن ، تُساعد على عدم إنتشار السرطان !.
عموماً .. دّققْتُ في منظري العنتيكة .. ولم أتمالك نفسي من الضحك .. نعم ضحكتُ من الأعماق على نفسي ، وعلى مَنظري وعلى هذه الأحزمة والمُثبتات والأكياس والأدوية .. وترائى لي ، وكأنني على وشك التفّكُك ، لولا هذه الأشياء التي تربطني وتشدُ مِن أزري ! .
تعالى ضحكي وأنا أُشيرَ بسبابتي الى المرآة : إنظروا الى هذا السِكراب ! .. ويا للمُفارقة .. كانَ هو أيضاً ، الذي في المرآة .. يُشيرُ عليَ بسبابتهِ ويضحك ويقول عّني سكراب ! .
شكرتُ الله .. لأنني كنتُ وحدي في المنزل .. فلو كان الآخرون موجودين ، لتصّوروا بأنني جُنِنْت . أم هل هي فعلاً علامات الجنون ؟
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟