هل هناك حق على الكسل؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 11:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يساعد احيانا النظام الاجتماعي في الدول الاوربية الغربية على الكسل و الغش خاصة بعد التعرض للبطالة و الاعتماد على المساعدات المالية التي تمنحها الدولة للعاطلين عن العمل لدرجة ان الذي الذي يثبت بانه اكسل انسان في بلده لربما يفوز بجائزة و يدخل وسائل الاعلام ليصبح مشهورا فوق ذلك و يتمتع بسفرة او عطلة سياحية على حساب الدولة on holiday on the dole. كلمة dole كانت الطمغة لاستلام صدقات الدولة.

الحق على الكسل Le Droit à la paresse هذا هو عنوان كتاب فرنسي ظهر في عام 1880 كرد فعل على حق الحصول على عمل
https://en.wikipedia.org/wiki/The_Right_to_Be_Lazy#Paul_Lafargue_and_The_Right_to_be_Lazy
لذا ترجمته الانجليزية بحق رفض العمل لان العمل و كما يمارس في معظم المصانع و المعامل و الدوائر على الاكثر احتقار و اهانة للبشر.

لقد تم و لا يزال يتم تشغيل الاطفال و النساء و الرجال تحت ظروف عمل قاسية في كثير من البلدان الفقيرة مثل بنغلاديش لاجل صنع ملابس تباع باسعار رخيصة في العالم المتطور. عادة ما تقوم الجاليات الاجنبية في الدول الغربية باعمال دنيئة حقيرة يرفض ابن البلد القيام بها او يقوم بفتح محلات لبيع الشاورمة و الاغذية الشرقية العفنة التي لا تحمل تاريخ انتهاء المفعول و تترك دون تبريد و تغطية في الهواء الطلق و يقوم البائع بلمسها بيديه القذرة حتى اذا كان في المرحاض بقليل.
بسبب مرض البطالة هناك تقريبا 100 طلب على وظيفة شاغرة واحدة اي رغم هذا الاحتقار و الاستغلال فان على الانسان ان يحسب نفسه محظوظا اذا حصل على عمل لدرجة ان هناك ناس تتعقب اسماء الموتى في حقل الوفيات في الجرائد بدل ملاحقة اعلانات الوظائف الشاغرة في الجرائد و الانترنيت لكي يستطيع تقديم طلب للعمل بامل الحصول على وظيفة الميت.

طبعا لا يستطيع الانسان ان يرفض العمل الا عند الاضراب و يزعم السياسيون و ارباب العمل بانه ليس هناك حق على الكسل و على الانسان ان يقبل كل انواع العمل حتى اذا كانت حقيرا و مضرا بالصحة و الراتب الشهري مخزيا ثم ماذا عن الطفل و المرأة الحامل و المريض؟ الا يجعل العمل الانسان عبيد الراتب الشهري؟ اليس العمل هو نوع من بيع كرامة الانسان رغم ان الدستور الغربي ينص على حفظ كرامة الانسان؟

احيانا الكسل افضل من العمل و الذي يعمل في وظيفة معينة على سبيل المثال في بلد مثل العراق قد يتعرض الى الحرق و يتحول الى الفحم بسيارة مفخخة. نعم يجب ان يكون هناك حق على الكسل كي يشعر الانسان بوجوده نفسه لان العمل اصبح مركزيا في حياتنا اكثر من العائلة ينهك القوى و يجعلك تنسى حتى انك كائن موجود يعيش على هذه الارض. يقتل العمل الاحساس بالوجود اي انك تموت قبل ان تموت بفضل العمل. لاحظ بانك تشعر بوجودك فقط اذا كنت عاطلا غير منشغلا ملتهيا بالعمل.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات