نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 23:51
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"الأقلية" ـ سواء كانت دينية أو مذهبية أو قومية ـ مجرد شعور؛ مكانه الحقيقي ـ الرأس،،، التفكير.
هل كان المرحوم غسان سلطانة يشعر أنه ينتمي لأقلية،
أو هل كان الشهيد مشعل التمو يشعر أنه ابن أقلية؟
أوهل يشعر الأسير البطل فايق المير أنه ينتمي لأقلية؟
أوهل يشعر سوري من طينة سميح شقير، أو حبيب صالح، أو ميخائيل سعد، أو منذر ماخوس، أو أسامة محمد، أوجورج صبرا، أو عبد الباسط سيدا، أو فيصل القاسم، أو أو .... هل يشعر أيُّ من أمثال هؤلاء أنه ابن أقلية؟
ـ !!!
هناك مئات الآلاف، الذين هم من أبناء الأكثرية ـ بيولوجياـ لكن كل واحد منهم يشعر بأنه "أقلية"... وهو فعلا كذلك!
لأنه انسلخ عن شعبه، وتعالى عليه، وازدرى هموه، ويعتبر نفسه "نخبة" وشعبه "رعاع".
أذكر أنه في البدايات؛ أطلـَق الثوارُ على إحدى الجمع اسم "غزوة...."،،، لم أعد أذكر التسمية كاملة. لكن هذه الحادثة رسخت في ذاكرتي، لما ترافقت به من دلالات؛
لي صديق درزي سجن لفترة طويلة في سجون المقبور. أيـّد تلك التسمية، وما أن فعل ذلك حتى تعرّض لانتقادات لاذعة من قبل "المثقفين" "التقدميين" "اليساريين". سألوه هؤلاء:
ـ كيف تؤيد مثل هذه الفعالية وهي تـُقام تحت تسميتين دينيتين "جمعة" و"غزوة" وأنت العلماني المثقف التقدمي اليساري؟؟؟
فرد على أولئك المتثاقفين بمطلع بيت الشعر الشهير:
وما أنا إلا من غزية......
خلاصة القول؛ هناك من تقذفه الأقدار في وسط "أقلوي" فيتقوقع، فتضيق عليه القوقعة، فيسعى للانتقام مستخدما المكر والنفاق والغدر. ونتيجة الغدر والمكر محسومة مهما طال الزمن.
وهناك من ينفتح على أبناء وطنه بصرف النظر عن خصوصياتهم، فيحتضنهم ويحتضنونه.
من هنا نرى أن تعريف "الوطنية" بسيط؛ هي أن تحترم كل أبناء وطنك باستثناء من يعمل في غير صالح أكثرية الشعب.
أما الدين، أو المذهب، أو القومية ـ فأمر شخصي جدا جدا، ولا يجوز لأحد أن يتعرض له بسوء.
#نصر_اليوسف (هاشتاغ)
Nasr_Al-yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟