عبد الكريم وشاشا
الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 03:57
المحور:
الادب والفن
فما زلت أذكر ...أنّا مشينا وحيدين
نبحث عن فندق للعناق ..
وحين وجدنا الشوارع مهجورة.
والفنادق ممنوعة على العاشقين
اخترعنا الفراق
يوسف الصائغ
جاءت ذكرى "فرانز" قوية واضحة كعنوان عريض..
فرانز بجسده الصخري المفتول يتهاطل من سماء مرشوشة بدم الغروب، فرانز الرذاذ وبخار شلال وجسد تتفصده الشهوة..
تعرينا أنا و"ميم"، ودخلنا في كيس النوم، سلحفتان في قوقعة واحدة..
لغتنا خاصة يا "ميم" ، لا تنتبه لفرنسيتي الرديئة ولا لفرنسيتك الفصيحة.. سأترك الكلمات تنساب داخلي، تنز من مسامي ليمتصها جسدك.. وانزلقت إلى صدره أهمس، التصق بي أكثر؛ الحب والموت، وهذا الجسد بينهما سبيكة زلقة من اللذة والمرض..عديدون مروا من هنا قبلك يا ميم، ذابوا وكهنود أحرقوا عظامهم على صدري. كما قال ذلك المجنون "بيدرو" ، أنت يا "كاتــيا" تشبهين صحراء العرب، حارة غامضة خطيرة. قومي بزيارتها، سترمحين في شساعتها، وتلفحك شمسها حتى الاحتراق..كنا نتسكع في الجنوب الايطالي، ملابسنا رثة وأجسادنا تفوح منها رائحة البيرة والعرق. نتحشش فتنتفخ عيوننا تنفتل للداخل. بيننا وبين العالم زجاج ملون؛ عرايا نسبح في النافورات العامة نسخر من قماءة العالم ونحن نتأرجح على حافة جسر شاهق وأحلم محمومة بالجبل السحري حيث اختفى الفتى الشجاع المدلل " هانس كاستورب" وانتهت حكايته في حمأة ومطر وغسق ورائحة الحرب القادمة كرائحة ضبع تشتم من بعيد.. بيدرو مهووسا لا يكل عن ذكر "أدسو" السارد والشاهد.. أدسو الراهب وهو يضاجع فتاة مجهولة في دير من القرون الوسطى مرعب برهبان يتساقطون قتلا، يتوصل إلى أن النفس عندما تصبح رائقة، النبوءات كلها تتحقق والفضيلة الوحيدة هي أن تحب كل ما تراه.. أدسو تلقى من جسد الفتاة مباهج لا توصف غذا جسده كله عين واحدة من أمام ومن خلف، يرى بها كل ما يحيط به بنظرة واحدة، عبرها فهم وهذا ما لم تقدمه له كتب الدين، أن الحب الذي هو قبلة وعناق هو وحدة وخلاص وخير
#عبد_الكريم_وشاشا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟