حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 03:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
كتبت أكثر من مرة حول نهاية حكم أغلب الزعماء العرب ، الذين إنتهى حكمهم في حالتين ، أما الموت وهذا أمر طبيعي ، أما الحالة الإخرى فهي ، الهروب خارج الوطن بعد الإطاحة بهم ، أو التعرض للقتل ، أو العيش بين الحفر كما فعل الدكتاتور الأهوج صدام لحين إستسلامه المهين .
أن تصريحات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد تجاوزت الحالتين السابقتين ، وأراد أن يضيف حالة ثالثة غير مسبوقة من قبل في منطقتنا ، وهي ترك السلطة طواعية للقيادات الشابة ، كما قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من خلال تصريحاته الإعلامية العلنية الأخيرة ، وهذه إن أخذت طريقها للتطبيق ، فإنه سيصبح الزعيم العربي الأول الذي يخرج من السلطة بإرادته ويفسح المجال للآخرين .
ولكن بنفس الوقت ، أن هذه التصريحات الإعلامية ، ليست بالضرورة قد تؤدي الى ماتريد الشعوب في إنتخاب قادتها بشكل ديمقراطي حر ، لأن هناك أكتر من إحتمال لهذه التصريحات ، أما إنها مقدمة لدعاية إنتخابية للرئيس نفسه للإنتخابات القادمة في اليمن ، أو إنها تمهيد الطريق لإبنه أحمد علي عبد الله صالح ليحل مكانه لرئاسة الجمهورية اليمنية عبر التوريث الرئاسي !!، لأن الرئيس اليمني أشار في تصريحاته الى دور القيادات الشابة ، لكي تكون البديل المناسب له في المرحلة القادمة بعد تخليه عن الحكم .
أن تصريحات الرئيس اليمني ، كانت واضحة ولا تحتاج الى تفسير وتحليل غير ذلك ، أما الأيام القادمة فهي التي سوف تؤكد صحة ذلك من عدمه .
لأنه تزامن مع ما أعلنه الرئيس اليمني ، تصريحات لبعض قادة حزب الرئيس ، حزب المؤتمر الشعبي اليمني ، يصرون هؤلاء ، على ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح لدورة إنتخابية جديدة بإسم حزبهم ، ويعارضون تخليه عن الحكم !! .
نأمل أن يحول الرئيس اليمني تصريحاته الى واقع ملموس في الأيام القادمة ، لكي يكون النموذج المتميز والفريد بين أغلب القادة العرب ، لأنه إختار طريق التخلي عن السلطة سلميا ، دون إنتظار آخر لحظات الموت ، أو الإنهزام بالقوة ، كما حدث لمن سبقوه والأمثلة كثيرة على ذلك .
والى ذلك اليوم الذي نجد فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منتصرا ، على من يريد منه أن يبقى في السلطة الى الأبد ، أو إنه قد تراجع عن كل تصريحاته وبقي في السلطة ، أو سلمها الى إبنه بالوراثة .
وهذا ما ترفضه الشعوب ، لأنه تعبير إستبدادي ، يلغي حريتهم في إختيار شكل النظام السياسي الإجتماعي الذي يريدون تحقيقه لهم ولبلدانهم .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟