جمعة الحلفي
الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 03:44
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هل تبقى، بعد الآن، لأحد من أشقائنا العرب، من حيرة تبيح له السؤال عن سرّ أحزاننا نحن العراقيين، فلدينا، اليوم، ما يكفي لإجابات دامية من هذا النوع،
ولديهم ما يكفي من البراهين على فداحة الخسارات، التي دفعها العراقي ولا يزال يدفعها، على مذبح حريته المنشودة وأمله في الاستقرار والحياة الكريمة. أم تبقى من العذر لأولئك الصامتين، الأشبه بالشامتين، بعد كل هذا العويل المرير، الذي يدمي القلوب ويصدّع الأفئدة؟ إنه عويلنا القديم نفسه، ذلك الذي عرفت سجون وأقبية وقبور، الطاغية، كيف تثيره فينا كل حين، وها هو يبدأ، مع الإرهاب والإرهابيين، فصله الجديد.
ففي أسبوع واحد فقط تنقل العراقي من مجزرة مطار المثنى إلى مجزرة الأطفال في بغداد الجديدة، ومن مجزرة المسيب المروعة، إلى سلسلة لا تنتهي من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال والتفجير، أفلا يكفي نقيع الدم العراقي هذا لإرواء عطش الإرهاب والإرهابيين، كي يبلغوا جنتهم الشيطانية!
ألا يكفي كل هذا لكي يقف العراقيون، جميعاً، لحماية ضرعهم وزرعهم ونسلهم ومستقبل وطنهم، في مواجهة وحوش الظلام وعشاق القبور؟
ألا يكفي كل هذا لاستثارة ضمائر الشرفاء في العالم، بعد أن يئسنا من ضمائر ذوي القربى؟
لقد وقف العراقيون بالأمس لكي يسمعوا العالم صمتهم المدوي، فقالوا كلمتهم الفصل بإدانة الإرهاب والإرهابيين ومن شجعهم ووفـّر لهم المأوى وساعدهم بالمال أو بالكلمة أو بالإشارة المشبوهة.
لقد انتصر العراقيون بالأمس مرة أخرى، حين وقفوا صفاً واحداً يلوحون، بدموعهم الزكية وعويلهم الصامت، لضحاياهم وأحبتهم. انتصروا وسينتصرون حتماً، لكنهم سيبقون حزانى، فمن حزنهم المعتق ستنبثق بشرى المستقبل الذي ينتظرون.
#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟