أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين الليبراليين














المزيد.....

سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين الليبراليين


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما أعلن د. سيد محمود القمني أنه سيتوقف عن الكتابة نهائيا.. ليمنح الباقي من عمره لتربية أولاده.. بعد أن تلقى رسائل تهديد حازمة من جماعة الجهاد في مصر.. كما قال.. تمهله أسبوعا واحدا للتراجع عن أفكاره الليبرالية.. المرتدة.. وإلا مصيره القتل، حدث جدل كبير.. في مصر خصوصا وعلى الساحة العربية عموما، لم تتطرق الفضائيات العربية إلى ذلك الموضوع الحساس.. على الأقل حتى اللحظة.. لكن قناة الحرة ناقشت الأمر مع ضيوف آخرين من مصر والكويت، واستمر الجدل على صفحات الجرائد المطبوعة والإلكترونية.. بين متشفٍ في الرجل.. ومتهم ٍ له بافتعال الإثارة حول شخصه.. ومتعاطفٍ معه.. ومؤنبٍ له على ما مضى.. ومؤنبٍ له لتوبته عما مضى.. وغير ذلك من ردود الفعل المتباينة، وكان الليبراليون ومدعو الليبرالية.. والتقدميون ومدعو التقدمية.. هم الأشد قسوة على الرجل تأنيبا له على تراجعه، البعض قال بأنه (اختلق) قصة رسالة التهديد للدعاية لنفسه وابتزاز التعاطف المعنوي والمالي، والبعض وصفه بأنه (جبان) ولم يكن صادقا في إيمانه بالتنوير.. والبعض بارك له (التوبة) ساخرا، وغير ذلك مما يصدر من أشخاص بعيدة أيديهم عن النار، ولا تعرف بالضبط كيف سيكون رد فعلهم.. إذا واجهوا فعلا تهديدا بالقتل، فباستطاعتنا دائما أن (نطلب) من الجميع أن يكونوا شهداء.. أن (يضحوا).. لكن كم مرة فكرنا أن نستشهد أو نضحي نحن.. كثيرون يطنطنون بتلك العبارة المحفوظة (أختلف معك في الرأي.. لكنني مستعد للموت دفاعا عن حريتك في التعبير عن رأيك).. لا أصدق هؤلاء كثيرا.. أعرفهم.. وأشك من مراقبتي لمواقفهم أنهم صادقون.. دعهم يتعرضون فعلا لاختبار الموت دفاعا عنك.. غالبا سيفرون حينها بحسم .. يحسدون عليه!
على أن لقضية القمني أبعادا أخرى.. أولا: إذا كان الرجل مدعيا.. ومن يقولون بذلك يحكون (انطباعات واستنتاجات) إذ أنهم لم يعرضوا أدلة على أنه كاذب.. فقد طرح في دائرة الضوء- حتى لو كان مدعيا- قضية من أخطر القضايا التي تواجه الثقافة العربية (القتل مقابل الفكر، السيف أصدق من الكتب)، يكاد يكون هذا التقابل غير موجود إلا عندنا، فهناك مسلحون يتخذون قرار إعدام أحدهم.. لأنه يقول بما لا يقولون، ويؤمن بما لا يؤمنون، ويرى غير ما يرون.. وليس لأنه يرفع عليهم سلاحا، وهذا شيء يحدث في اتجاه واحد فقط.. مسلحون إسلاميون يقتلون أو يهددون بالقتل مفكرا أو أديبا أو فنانا أو ناشطا سياسيا مختلفا معهم.. فلم نسمع حتى الآن أن أديبا أو مفكرا أو فنانا قتل أو هدد بالقتل هؤلاء الذين يختلف معهم فكريا أو دينيا أو سياسيا! هذا شيء مروع.. هذه ظاهرة مخيفة.. تأخذنا إلى حضيض بلا قاع يوما بعد يوم.. قتل فرج فودة ونجا نجيب محفوظ من القتل وما زال نصر حامد أبو زيد مهددا بالقتل.. ومن غير العرب هناك سلمان رشدي وتسليمة ناسرين.. وهناك المخرج السينمائي الهولندي الذي قتل فعلا.. وغير هؤلاء كثيرون، وكلهم وقعوا في هذه المحنة بسبب قولهم أو إيمانهم بشيء (يختلف) عما يقول هؤلاء الرافعون سيوفهم على الناس باسم الدين.. الظاهرة موجودة.. لكن حالة القمني- اختلفنا على مدى صدقها أو لم نختلف- تمنحها تركيزا أكبر لنواجه أنفسنا.. أي مستوىً من البشر نحن؟! وإذا كان الرجل صادقا.. فاللغة التي كتبت بها رسالة التهديد مريعة.. (المجاهدون أيها الكفور يريدون التقرب إلى الله بسفك دمك).. كيف يتراءى لبعض الناس أن التقرب إلى الله هو بسفك دم أديب أو مفكر أعزل؟ ماذا لو انتشرت هذه الفكرة بين مزيد من الشباب.. (يقررون) التقرب إلى الله بسفك دم أحدهم؟ الله الذي نعرف من صفاته المسمى بها (العدل والرحمة والغفران والكرم والصبر والتنزه) كيف يتصوره مجموعة من المهووسين.. إلها متعطشا لدماء عباده؟ لمجرد أن عقولهم التي خلقها هو.. تتساءل؟! لابد أن نبحث ونجند كل طاقاتنا لنعرف.. لماذا شباب العرب والمسلمين دون غيرهم.. من يرون أن الله في حاجة دائمة إلى قرابين يحددونها هم.. قياسا على ما تصل إليه عقولهم هم؟! كيف هو مستقبلنا.. إذا دام هذا المرض الفكري وهذه العلة الدموية في عقول أبناءنا جيلا وراء جيل؟ أي مستقبل هذا؟! وثالثا: حتى بمنطق (حرية الرأي والاعتقاد) التي يطنطن بها الليبراليون.. فإنه (يحق) لأي إنسان أن يعتقد في شيء.. ثم يتراجع عنه! يعيبون على الإسلاميين قتل المفكرين.. ثم يسمحون لأنفسهم بهذا القدر من (السلخ) ضد سيد القمني؟! هؤلاء المدّعون.. لا أصدقهم..



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية: الفلاحون والجيش أرقام ...
- عندما يكون المذبوح واحد منا
- محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي
- وراء الإرهاب الفردي وإرهاب الجيوش فتش عن غياب العدالة
- أنس الفقي يدعو إلى إعلام الأعمال: بحبك يا ستاموني!
- العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي
- وقت تحرك إعلاميي التليفزيون ومصريي الخارج
- مشاريع تنتهي وأخرى تبدأ:مطلب التغيير بين هيكل والظواهري وأم ...
- كفاية تتعولم
- بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في اب ...
- دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول
- ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين الليبراليين