لماذا هم مختلفون -6- الشرف

اكرام نجم

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 15:15
المحور: المجتمع المدني
    

يدخل مصطلح الشرف عندنا نحن العرب في جميع تفاصيل حياتنا , والشرف يعد من اهم ما نمتلكه , الا ان الغريب في مجتمعنا العربي هو ان كلمة الشرف تمس المراة فقط , اما الرجل العربي فهو كائن لا مثيل له , بامكانه عمل اي امر من دون ان يتعرض للمحاسبة والانتقاد من قبل المجتمع , حتى في القران وظف الرجال المسلمين العرب النصوص القرانية لصالحهم وفسروها ابتداءا من رجال الدين والمشايخ الى ابسط انسان امي في مجتمعاتنا وفقا للتفكير الذكوري الذي يلغي ويقمع كل فكراو راي يصدر عن المراة على اعتبارانها ناقصة عقل ودين ,,فقط لكونها تمر بفترة الحيض التي تمنعها وفقا للشريعة من ممارسة بعض الطقوس الدينية فهي تكون غير مؤهلة .. لماذا غير مؤهلة وهي ناقصة دين , فقط لمجرد كونها تمر بتلك الفترة و ترى هل الله كان قاصدا ان يمنحها تلك الصفة ليجعلها ناقصة دين ؟؟ هل الله ليس عادلا ليفرق بين خلقه نساء ورجالا, لكن الله هو عادل وحق وعندما خلق الانسان منذ ملايين السنين لم يقل انني خلقت الذكر مخلوقا مقدسا ورائعا وله الحق في استعباد مخلوقا اخر هو الانثى التي خلقتها لتكون جارية له , كل دورها في الحياه امتاعه جنسيا والحفاظ على نسله من الانقراض وتقديم فروض الطاعة والولاء له كونه كائنا متفردا لايشبهه احد في الخلق . واطلاق عبارة ان المراة ناقصة عقل , وتحتاج لامراه اخرى لتشهد معها مقابل عقل رجل واحد حتى لو كان هذا الرجل مختل عقليا او مصاب بالزهايمر او اميا .
لللاسف ان الذكور من المشايخ ورجال الدين المسلمين فسروا وحولوا القران الى نصوص دنيوية تخدم تفكيرهم الذكوري المتسلط , ليبيحوا لانفسهم استعباد المراة المسلمة وغير المسلمة بجمعها مع اخريات تحت ذريعة ان الاسلام شرع امتلاك اربع نساء (ناقصات عقل ) كما يمتلك اربع سيارات او خراف او بقرات ليرضي الله ورسوله , بالاضافة الى عدد غير معلوم من العشيقات السريات , ولم لا اذا كان هو من افضل ما خلق الله.
الغريب ان المجتمع العربي الذي انتقل من مجتمع البداوة الى المدنية , حاول ان يدخل تلك المفاهيم الى المجتمع العربي ونشرها , والتشجيع على ممارستها بالرغم من العرب هم فئة قليلة بالنسبة لللاقوام الاخرى الاكثر تحضرا التي تعيش في المنطقة العربية , ومن اكثر ما يفخر به العربي هو الشرف , ولكن ماذا يعني الشرف عند العرب وهل ياترى هو ظاهرة تشمل العرب ككل وكل تفاصيل حياتهم؟؟ ام ماذا؟؟
الشرف عند العرب هو يخص المراة فقط لاغيرها؟ كيف ,,, اذا اراد احدهم الاقتران بانثى لابد ان تكون شريفة والشرف هو انها لم تكن قد كلمت او عرفت رجلا قبله وكانت ملتزمة بفرائض الاسلام ووغيرها من المعايير الاخلاقية العربية , وحتى لو كانت تتمتع بكل تلك المواصفات وتعمل عكسها سرا , اما بالنسبة للرجل فالامر مختلف فهو وبالرغم من معاشرته للعشرات من النساء , الشرف هي صفة يجب ان تتمتع بها المراة العربية فقط , الرجل هو قمة الشرف في كل شيء , اما المرأة فكل تصرف تمارسه يجب ان يكون مطابقا للشرف, فاختيار شريك الحياة والعمل والطلاق وانجاب الاطفال او تاجيلهم , وقيادة السيارة , والسماح لذكر ان يعمل لديها في اية وظيفة وغيرها من عشرات الامثلة تقع ضمن اطار الشرف الذي على المراة وحدها ان تحافظ عليه حفاظا على شرفها , في حين ان المجتمع لاينظر للسلوكيات الشاذة والغريبة التي يمارسها الرجل العربي على انها تقع ضمن اطار الشرف والحفاظ عليه , فالاعتداء على النساء والقاصرين من الذكور والاناث , وسرقة المال العام وشهادة الزور , واغتصاب حرية وحقوق الاخرين , وامتلاك اربع نساء ومعاشرة اخريات في نفس الوقت , والكذب والنفاق والوعود الكاذبة , كلها تقع ضمن قانون الرجولة العربية التي تبيح كل تلك الاشياء للرجل العربي دون ان يوجه له اصبع الاتهام او الانتقاد بان كل تلك الممارسات لاتمس لقانون الشرف من قريب او بعيد .
في المجتمعات الغربية فان مفهوم الشرف هو تحقيق العدالة والمساوة في كل شيء , ففي قوانين المجتمع الغربي , يقع ضمن قانون الشرف , الالتزام بالمواعيد والوقت واحترام حرية وخصوصيات الاخرين والالتزام بالقوانين , والتعامل مع المخلوات البشرية ليس كونها ذكور واناث بل كونها مخلوقات متساوية خلقها الخالق لها واجبات وحقوق , وان القانون الارضي لايحاسب المراة اذا ضبطت في واقعة فعل فاضح وتترك الرجل , او اذا ثبتت واقعة فساد اداري او سرقة مال عام او تقصير , الشرف هو الاخلاص لشريكة الحياة او الحبيبة واحترامها واحترام مشاعرها دون الحاجة لغطاء مجتمع ذكوري يبيح له فعل ما يريد كونه رجلا , الشرف في المجتمع المتحضر المتقدم , هو الكلمة والالتزام بها , وليس الوعود المستمرة وعمل عكسها, الشرف هو ليس كلمة فارغة المعنى مرتبطة بالرغبات والشهوات والغرائز , هذا هو الفرق بيننا وبينهم.

لاهاي

#اكرام_نجم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات