أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمر يزبك - من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟














المزيد.....

من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 08:48
المحور: كتابات ساخرة
    


لاعجب أن عالم الاجتماع الفرنسي "بيير بورديو" سارع الى إصدار كتاب عن التلفزيون، عندما أنشأ داراً للنشر، وكان كتابه عن أهمية الاهتمام بهذه الوسيلة الاتصالية دون الشعور الذي يلازم المثقفين بدونية التنظير لما يبثه وما يتلقاه المشاهد منه، فكل وسائل اتصالنا مرهونة في الغالب باستغباء العقل، والغث والخداع والتأصيل للغيب، والشعوذة والدجل، والتلفزيون السوري الذي لو اضطر بورديو رحمه الله، أن يشاهده لساعة واحدة على الأقل، لكتب كراسات جديدة تطالب بالاستغناء عن التلفزيون برمته! ولاعجب أيضاً أن قناة الفضائية، والمفترض أنها نافذة سورية على العالم الخارجي، أن تحمل في برامجها كمية من الابتذال والشعوذة والضحك على عقل المشاهد، والاستخفاف به، وتغييبه وتعويمه.
في البرنامج الصباحي اليومي (صباح الخير) والذي يبدو أنه منتج وموجه لسيدات البيوت اللواتي، يقلبن فناجين القهوة، المسترخيات اللواتي يشاهدن مشعوذة الفضائية الجديدة التي تخرج كل يوم لتضرب في المندل، مع ابتسامة المذيعات البليدات، ولتستقبل هواتف الممسوسات، والخائفات،والعاشقات والباحثات عن حل لمعضلات حياتهن، وبغض النظر عن الربح الذي تجنيه شركة الاتصال التي قامت، بجلب السيدة ( نجلاء قباني ) الى التلفزيون، وعن البرامج المعتمدة في فضائيات كثيرة أخرى، حيث سنسلم بالسخف والابتذال الذي يقتضيه الترويج والمُشاهدة على الشاشات العربية، ولكني أشك، وأتجرأ لأقول، اتحدى أن يكون هناك فضائية ما في العالم كله، تجعل قارئة أبراج تجلس أمام الكاميرا لساعة، تحدد مصائر البشر وتنصح الزوجات والأزواج ( أحيانا بقلة أدب وتلميحات واضحة) وترشدهم الى الصواب والخطأ، وإن كانت تعتمد في موهبتها تلك على الفضول وغواية الكلام والعقل الغيبي، والتسطح الذي تعيش فيه أغلب النساء العربيات،، فهذا لايعني أن لايكون هناك في التلفزيون السوري ، صوت واحد يتجرأ ويقول لها: توقفي عن الشعوذة.
وإذ كان لابد لشركات الربح والاعلان، زيادة أموالها ، فليخرج صوت حيادي، هادئ ويشير إليها، فنحن لانحلم بتغيير واقع الحال في التلفزيون السوري ( فساد ورشوة وروتين وبيروقراطية) ولكن أضعف الايمان، أن لا ندع تلك السيدة تبتذل علم الفلك من جهة وتستخف بعقول البشر من جهة أخرى، والأهم من ذلك، وفي أسوأ الأحوال، أن تخصص لها فترة زمنية أقل من السخاء الزمني الذي تسرح وتمرح فيه .
كنت في أحد الصباحات أغادر منزلي الى التلفزيون نفسه، لمتابعة مونتاج فيلمي، بعد أن قضينا شهوراً لمونتاج بسيط لفيلم وثائقي، ولم ننته حتى الأن! لأن جزر المونتاج مشغولة دائما؟! لحساب من ؟ لا أحد يعرف؟ استوقفتني جارتي وطلبت مني حمل هدية للسيدة نجلاء! أرادات الجارة تقديم شكر وعرفان، بعد أن أنقذتها من خيانة زوجها لها بعد اتصال مباشر وعلى الهواء أخبرتها فيه عن اسمها واسم زوجها فقط، لاغير ! لقد ارتد الزوج المسكين عن الخيانة! بعد أن تركت أطفالها الثلاثة في البيت لوحدهم أسبوعا كاملاًً، لأن السيدة المشعوذة، لفتت انتباهها وبكل تبجح، الى ضرورة الحزم مع زوجها( أبو عين بيضا ونفس خضرا)
أما كيف ارتد المسكين ، فعليكم ان تسألوا مشعوذة الفضائية، السورية، كيف تتصل بالله في الليل!



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه
- دمشق تدعوك
- المثقف بين الإتباع والإبداع
- سينما... يا بلدي
- الصورة التلفزيونية وفصام الواقع
- الطوفان في بلاد البعث
- سيناريو كاميرا:انطون مقدسي وخديعة الغياب


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمر يزبك - من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟