عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 23:31
المحور:
الادب والفن
أصابعها الطويلة .. التي تشبهُ الليل
ديموغرافيّاً ..
أنا لا أموتْ .
يموتُ الأصغَرُ منّي سنّاً بكثير .
هذا شيءٌ .. غيرُعادلٍ جدّاً .
عاطفيّاً ..
أنا الذي يغمُرني الحُبُّ ،
واكتبُ عنهُ القصائد .
و هُمْ ..
الفِتيَةُ الذين آمنوا بقلبهِمْ
لا يجدونَ سبيلاً إلى لَمْسِ أصابعها الطويلة .
أصابعها التي تشبهُ الليل ،
في الجانبِ المُضيءِ من الروح .
هذا شيءٌ .. شائِنٌ جدّاً .
جُغرافِيّاً ..
أنا في البيت .
أعيشُ مثلُ حَلَزونٍ سعيد .
وكلّما أجْفَلَني الضوءُ ،
ذهبتُ إلى الليلِ ،
في قوقعتي اليابسةِ ..
و نِمْتُ .
بينما .. هُمْ
، الأصغرُ مِنّي سِنّاً بكثير ،
الذينَ أستطيعُ أنْ أكونَ جَدّهُمْ على الفور ،
يخرجونَ إلى دروبِ المدينةِ
، باحثينَ عن فَرَحٍ مُحْتَمَلْ ،
فتقتُلُهُم الأشباحُ
التي لا تُحِبُّ " الموطّا " .
تاريخيّاً ..
هذه الأشياءُ تحدثُ ، لَنا ، هُنا .
نحنُ الكومبارسُ الطيّبونَ
الذين أستأجرَتْنا الآلهة ،
، لنؤدي دورَ البطولة ،
في هذه الكوميديا الفجّة .
شخْصِيّاً ..
هذه الأشياءُ غريبةٌ جدّاً .
هي أشياءُ قد تجعلُ منّي فيلسوفاً ، أو حكيماً ، أو مجنوناً .
أو عاشِقاً بـ " أثَرٍ رَجْعيّ " .
أو طاعِناً في العَيْش ْ .
أو " أُستاذاً " شبيهاً بفَحلِ نخلة ..
، حيثُ اكونُ موجوداً دائماً ،
في تلك " القاعةِ " المُخيّبةِ للآمال ..
كأنّني لن اموتَ .. أبداً .
كأنّني نوحْ .
نوحُ العاجزُ عن الحُلْمِ بالطوفان القادِمِ ..
بينما الكثيرُ من تلاميذي
، الذين يشبهونَ الضوءَ ،
لن يحضروا غداً إلى " الصَفِّ " ،
لأنّهُمْ .. ماتوا .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟