أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - خمسة بعل افضل من عشرة سقي














المزيد.....

خمسة بعل افضل من عشرة سقي


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 08:40
المحور: كتابات ساخرة
    


ذهب قروي إلى طبيب يشكو ألماً مبرّحاً في صدره استقبله الأخير بقسمات حانية وأخذ يسأله عما يشكو وما هي الأعراض التي يشعر بها وبعد المعاينة الدقيقة والفحص السريري تبين أنه مصاب بانسداد الشعب الهوائية نتيجة التدخين الشره شرح الطبيب للقروي ما هو المرض الذي يستوطن رأتيه وما هي مسبباته ونصحه بأن يقلع عن التدخين نهائياً وإلا سيحمل على نعش خشبي عاجلاً أم آجلاً... لم يفاجئ القروي بتلك الكلمات ولم يخشى شيأ مما روّعه الطبيب, إنما عاجله بسؤال كان يقبع على رأس لسانه, كم تتوقع أن أعيش يا دكتور إذا أقلعت عن التدخين قال الطبيب: عشر سنوات على أسوء تقدير, وإذا رفضت أن أتخلى عن صديقي ورفيق عمري ,كم تتوقع أن أعيش قال: بحدود الخمس سنوات إن لم تتدخل الأقدار, ولا أظنها تتدخل, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي القروي وهو يقول للدكتور, خمس سنوات سقي, أفضل بكثير من عشر سنوات بعل.
تذكرني هذه النكتة الظريفة بحكاية كنت قد سمعتها من جدتي وأنا طفل صغير...
تقول يحكى أنّ قريةً صغيرة يعيش سكانها على الناتج المحلي الشحيح أي بشيء يسمى الفقر المدقع , فمنتوج القرى الجبلية عندنا ضعيف جداً لقلة اهتمام الحكومات المتعاقبة ولندرة الأراضي المنبسطة في تلك الأماكن المرتفعة .المهم اتفق سكان تلك القرية النائية , على عرف جديد لم يخطر ببال أحد لولا البطالة القاتلة التي كانوا يحيونها , ليكون مثلاً صارخ في وجه الشقاء , وهو على الشكل التالي .
عندما يموت أي شخص من سكان القرية يكتب على قبره فقط الفترة الزمنية السعيدة التي قضاها وهي فقط التي تحسب من عمره... أتت الموافقة بالإجماع على هذا الرأي دون معارض من قبل القرويين وسبب هذا القبول كما تقول -ستي -الأمل- علّه يمر مسؤول وينقل تلك الصورة إلى مسؤولين آخرين فترقّ القلوب القاسية وتهبّ الحكومة إلى المساعدة وإصلاح الأرضي إضافة إلى شق الطرقات وفتح المدارس والمستوصفات و و .
فكنت ترى وتقرأ على القبور المتناثرة هنا وهناك الجمل التالية هذا عاش سنتين ونيّف, وذاك سنة واحدة وثلاثة اشهر, وآخر سبعة أشهور وأيام معدودات , وهكذا كانت تطالعك القبور بساعات ودقائق مع العلم بأنّ أصحابها بلغوا ثمانين حولاً قبل ان يتوفاهم الله ولا حول لهم ولا قوة بشيء يسمى سعادة,... إلى أن ينتهي بك المطاف عند قبر في زاوية مهملة من زوايا المقبرة , كان مكتوب عليه بالحرف الواحد كما كانت تغلظ جدتي الأيمان-- جبر من بطن أمّو للقبر-- أي لم يعش طوال حياته لحظةً واحدةً من السعادة.
ونحن بهذا الزمن الحديث وهذا التطور العلمي والتقني ومع هذه الشبكة العنكبوتية العجيبة والتي نستطيع من خلالها أن نسمع أصواتنا إلى دواني الأرض وأقاصيها.... إذا طلب منّا ان نوصي بعد عمر طويل أن يكتب على قبورنا عدد الأيام التي عشناها سعداء في بلادنا,وهي الاعمار الحقيقية التي تحسب لنا على غرار ما كان يفعله سكان تلك القرية المشهورة بفضل تلك –النهفة- وليس بشيء آخر, فكيف ستكون العبارات المكتوبة, أنا على سبيل المثال أوصي أن يكتب على قبري متأثراً بصديقنا جبر من--- ضهر بيّو للقبر



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تستعر النيران
- كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا
- الحرمان وراء كل عّلة
- ان تضيء شمعة افضل من ان تلعن الظلام
- شر البلية ما يضحك
- الديكة تختال الآن
- هو عيد الأبطال
- عيد العمال لنا نحن العمال
- لا تذهبوا بعيدا في أخيلتكم
- حكى بدري
- معمعة حامية الوطيس
- اسئلة تحتاج الى اجوبة
- تيتي متل ما رحتي جيتي
- تطابق الحريات بين الحضارات
- العالم يحكي عن حق قد طبق في بلد السودان
- الحقوق العجائبية للمرأة الشرقية
- حنين
- الخرافة مازالت سائدة
- كلمات تتلوها كلمات
- انا غلط لأني نمط


المزيد.....




- بعد حكم الإعدام.. حكم جديد ببراءة مغني الراب الإيراني توماج ...
- Admhec “القبول بالجامعات” معدلات القبول الموحد في الجامعات ا ...
- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة
- نجم شهير يتعرض لموجة غضب كبيرة بسبب انسحابه فجأة من فيلم عن ...
- تونس: الحكم بالسجن أربع سنوات على مغني الراب -كادوريم- وحرما ...
- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - خمسة بعل افضل من عشرة سقي