أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - لماذا نخطأ ولا نعتذر.. اذا كان الاعتذار من شيم الشجعان.!؟














المزيد.....


لماذا نخطأ ولا نعتذر.. اذا كان الاعتذار من شيم الشجعان.!؟


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا نخطأ ولا نعتذر.. اذا كان الاعتذار من شيم الشجعان.!؟
د. شاكر كريم القيسي
رغم اننا نتحدث ،عن الاخلاق وعن القيم، وعن الدين الاسلامي الحنيف، انه دين تسامح ومحبة والفه، وان ديننا الاسلامي من اكثر الاديان حثا على التوبة والاعتذار، وان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم هو من قال( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) والخطأ بالتأكيد هو سمة من سمات البشر، وكل انسان معرض للخطأ، وليس من العيب أن يخطأ الانسان، ولكن العيب هو ان يتمادى باستمرار ذلك الخطأ، كما ان الاعتذار هو سلوك حضاري ومهارة اجتماعية تزيد الالفة والمحبة والتقارب بين جميع افراد المجتمع، كما انه ليس غريبا ان يخطئ الانسان في حق الاخرين، ولكن المشكلة تكمن في اصلاح ذلك الخطأ والاعتذار، فنحن العراقيون نرى الاعتذار أنه خنوع وذل ومهانة بل هو على العكس قوة وشجاعة ومراجعة.
في بعض المجتمعات الغربية خاصة يملكون شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار فمثلا فرنسا اعتذرت عن ماضيها الاجرامي في الجزائر وتقدمت باعتذار رسمي لدولة الجزائر، واليابان اعتذرت عن ممارساتها الوحشية تجاه اسرى الحرب البريطانيين انذاك، ورئيس وزراء اسبانيا يعتذر عن خطأ ارتكبه، ووزير فرنسي يقدم استقالته بسبب فضيحة ، وقدَّم رئيس وزراء كوريا الجنوبية شونغ هونغ استقالته بسبب الطريقة التي تعاملت بها حكومته مع كارثة العبَّارة التي وقعت في 16 أبريل/نيسان وخلَّفت أكثر من ثلاثمائة شخص بين قتيل ومفقود. وقال شونغ في بيان استقالته "شعرت بأنني كرئيس للوزراء، يتعين علي أن أتحمل المسؤولية وأن أستقيل". مقدما اعتذاره لذوي الضحايا وللشعب الكوري ، ومن مجتمعنا العربي تقدَّم مدير هيئة الطيران المدني بالسودان، محمد عبدالعزيز، باستقالته للرئيس عمر البشير، وسبَّب عبدالعزيز الاستقالة بفقدان البلاد لقيادات في سقوط طائرة تلودي بولاية جنوب كردفان ، ما أودى بحياة 32 بينهم دستوريون وعسكريون.
وعزا مدير الطيران المدني استقالته إلى فقدان السودان لزمرة من أخير وأنبل وأشجع قياداته وأبنائه الأبرار، ما يمثل فجيعة وطنية ومصاباً جلل يقتضي تنحي المسؤول الأول عن سلطة الطيران المدني أياً كانت مسببات الحادث مع التأكيد على تحملي لنتائج التحقيق وتبعاته”.
وذكر لنا القرأن الكريم قصص عن الاعتذار قام بها الانبياء انفسهم وهذا موسى عليه السلام: بعد أن وكز الرجل بعصاه فقتله.
(ودَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ-;- حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰ-;-ذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰ-;-ذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ-;- فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ-;- فَقَضَىٰ-;- عَلَيْهِ ۖ-;- قَالَ هَٰ-;-ذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ-;- إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) ﴿-;-15﴾-;- ( القصص 15).
ثم قدم الاعتذار (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم) (القصص : 16).
وآدم عليه السلام : اعترف بذنبه عندما أخطأ هو وزوجة وأكل من الشجرة المحرمة
( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف : 23).
لماذا نحن في العراق مسؤولين في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية نرى يوميا او نتسبب يوميا بالأف الاخطاء تؤدي بحياة البشر والزرع والضرع والممتلكات نتيجة اخطاء فادحة متكررة من قبل الاجهزة المرتبطة بالسلطات انفة الذكر ولا نجد من يقدم استقالته او ان يعتذر، نحن بحاجة كبيرة لنشر ثقافة الاعتذار في مجتمعنا، بعد ان علملنا ان دول تقدم اعتذارها لدول ، وحتى الانبياء يعتذرون، نحن في أشد الحاجة لغرس وتعميق هذه الثقافة في مجتمعنا وفي بيوتنا إذا أردنا النهوض والتقدم والتطور والرفعة لديننا ولوطننا ولمجتمعنا. ان نقدم الاعتذار للشعب العراقي العظيم، عن الكوارث التي حلت بالبلاد ، من تفجيرات اجرامية ، وقتل بالكواتم وغرق مدن واقضية ونواحي ، كبيرة وتلوثها، بعد ان اعدت مدن منكوبة واحراق متعمد، لا ألاف الدوانم من الاراضي المزروعة بالمحاصيل، الزراعية الحنطة والشعير والاشجار المثمرة ، دون ان يظهر احدا من المسؤولين الامنيين، في الوزارات الامنية ان يعتذر ولو لمرة واحدة ، او ان يقدم استقالته، عن التفجيرات الدامية التي تهز البلاد من اقصاه الى اقصاه مثلما لم يظهر وزير البيئة ويبين اسباب الكوارث التي اصابت مدن بأكملها منذ اكثر من شهر، من جراء الغريق الذي تتعرض له ، بعد ان اعلن رئيس حزب المؤتمر الوطني احمد الجلبي، الثلاثاء، عن اختفاء وزير البيئة سركون صليوا في اوروبا وغلق جميع هواتفه، وهذا ما يذكرنا باهزوجة اهلنا في ميسان ( يادار العز بيج اصليوه).. متى نكون شجعان ونفهم فضيلة الاعتذار اذا كانت من شيم الكبار.!!؟ ايها المسؤولون...



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستبقى عزيزا يا عراق..
- اذا طاح الجمل تكثر سكاكينه.
- الناخب العراقي الغيور: تمهل قليلا ثم صوت..
- ديمقراطيات متعددة وليس ديمقراطية واحدة..!!
- هكذا هو العراق اليوم؟!!
- العراقيون الاصلاء والقرار العادل في الانتخابات..
- حملات انتخابية: مشاريع انتخابات ام مشاريع صفقات.؟!!
- ليس هذا الشباب الذي نريده ونتمناه ؟!!
- العولمة والعالمية: خير وشر لابد ان نفرق بينهما ؟
- -ديمقراطيات -الربيع العربي الى اين؟
- هل يتراجعا مجلس الوزراء ومجلس النواب عن قرارهما.؟
- العمود الصحفي وحيرة القارئ..!!
- الفهم والتصور الصهيوني للعولمة..
- كلام من زمن فات.. له شجون وذكريات..
- مقالات: مدح أم نفاق..!!؟
- مناشدة للمتقاعدين فقط..؟
- برلمانيون وسياسيون يجهلون مفهوم( الاغلبية)..!!
- سياسيو العراق يلبسون الشباب ثوب الطائفية..!!
- كتاب واعلاميون يغردون خارج سرب المجتمع..!!
- تأملات متقاعد في العراق- الجديد-..؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - لماذا نخطأ ولا نعتذر.. اذا كان الاعتذار من شيم الشجعان.!؟