جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 22:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الشخصية و اللاشخصية
كنت اسمع بان فلان ابن فلان شخصية دون تعريفها و كنت اتصور لربما بسبب كرشه و وزنه و ثقله احتكرت هذه الصفة على الرجل لوحده لان المرأة لم تكن لها شخصية مهما زاد وزنها و ثقلها. تطورت صناعة السلع بالتدريج لتلبي طلباتنا الشخصية المختلفة لاننا نختلف عن بعضنا في اذواقنا و طلباتنا و طولنا و عرضنا و جنسنا و ثقافتنا و عمرنا و تحفظاتنا.... لذا قسمت السوق الى اقسام مختلفة target groups فهناك ازياء و الوان نسائية و رجالية و ازياء و الوان الشباب و الشياب..
توسع الفرق الظاهري و بمرور الزمن و بالتدريج بين المرأة و الرجل في الشعر الطويل و استعمال العطر و.....توسع على المدارس و الحمامات و المراحيض لدرجة كلما ذهبت مع زوجتي الى الجامعة في العطل اصبحت اتوسل بها ان تسمح لي ان استعمل مراحيض النساء و اتعجب من نظافتها و ينتابني شعور خاص باني الان في مكان له سحر معين خاص بضيوف الشرف و زاد وعي بالمفردات الخاصة بلغة المرأة ـ مفردات خاصة نادرا ما يتفوه بها الرجل الى ان بدأ الفرق يتضيق بموضة unisex او androgenous للجنسين دون تميز مثل unisex hair salon و unisex jeans و اصبح للرجل شعر طويل و بدأ باستعمال العطر و بدأت المرأة بارتداء نفس الملابس.
لربما يتهيأ لك بان تلبية الاذواق و الرغبات المختلفة personalisation يعني ابراز الهوية الفردية الى اقصى حدودها او بعبارة اخرى تحولت الى عملية تشخيص لدرجة يستطيع كل شخص ان يختار على سبيل المثال سيارته الخاصة وفق ذوقه تختلف عن جميع السيارات الاخرى في العالم و لكنك تصطدم بالحقيقة المرة عندما تكتشف باننا نتعرض لحملة شرسة او حياة قاسية متعبة تسلب منا شخصياتنا depersoanlisation و تحولنا الى لا احد nobody او الى رقم.
احيانا و رغم ميزاتي الشخصية الفريدة اشعر باني في حلم او لا وجود لي في الواقع او تتلاشى الحدود بين حياتي الواقعي و حياتي اللاواقعي لدرجة ابدأ بلمس اطرافي لاتاكد باني فعلا موجود مثل ما يعيشه سجناء الحرب او الذين تعرضوا للتعذيب في زنزانات المتسلطين و يخرجوا من اجسادهم لينظروا الى انفسهم من الخارج و كانما هم في فيلم سينمائي هم الممثلون و المتفرجون في آن واحد.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟