العلم يُثبِت صحة الكتاب المقدس

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ينقسم العلماء والمفكرون اليوم الى قسمين حول نظرية نشأة الانسان والحياة وبقية المخلوقات الحية على الارض ، فريق الايمان يؤيد نظرية الخلق ووجود الله الخالق المبدع والمصمم للكون والحياة والمخلوقات بدءً من آدم وحواء ، ويؤيد كل ما جاء بالكتاب المقدس .
وفريق الملحدين الذي يؤيد نظرية التطور وافكار داروين في النشوء والارتقاء وتوريث الصفات المكتسبة ، ويعتقد الملحدون والتطوريون بنشوء الحياة من خلية واحدة تكونت من مواد كيمياوية واحماض أمينية، ونشأت فيها الحياة بالصدفة . ثم تطورت الخلية الى احياء بحرية واسماك ثم حيوانات برية وقرود واخيرا تطور فرع منها الى الانسان الشبيه بالقرد ثم الانسان الحديث العاقل والناطق . ويستدلون بنظريتهم فقط على المستحاثات الاحفورية وعظام هياكل الحيوانات المدفونة تحت الارض منذ الاف السنين .

فريق الايمان يستندالى الكتاب المقدس والادلة العلمية التي تؤيده باثباتات لا تقبل الدحض .
العلم بكافة فروعه يقدم ادلة واثباتات بصحة الكتاب المقدس وصحة وجود الخالق المصمم للكون ومخلوقاته ابتداء من خلق الكون واجرامه الفلكية ، الى خلق أدم وحواء ونفخ نسمة الحياة فيهما من روح الله ، وخلق كل الحيوانات والنباتات والشمس والقمر .

سنشرح تلك الادلة العلمية مستندين الى مختلف العلوم البحتة التي تؤيد ما جاء في الكتاب المقدس

علم الفلك يؤيد كروية الارض
جاء في الكتاب المقدس ، سفر اشعيا 22:40
( أنه هو الجالس على كرة الارض وسكانها كالجراد )
اثبت علم الفلك بما لا يقبل الشك عن طريق الاقمار الصناعية والتصوير الجوي في المركبات الفضائية ان الارض كروية . والنبي اشعيا ذكر كروية الارض بآية واضحة في كتابه ، فكيف عرف النبي اشعيا ان الارض على شكل كرة ؟ اليس ذلك من الهام الوحي الالهي ؟

اخبرنا الكتاب المقدس ان الارض تدور في فلك دائري حول الشمس وليس بخط مستقيم ، فهي تجري في فلكها بسرعة 600000 ميل - ساعة .
يقول داؤد اللنبي في مزمور 19 العدد 6

" السماوات تحدّث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه ، بذلك تتحادث الايام ابلغ حديث وتتخاطب الليالي ، لا يصدر عنها كلام ولكن صوتها يُسمع واضحا . انطلق صوتهم الى الارض كلها وكلامهم الى اقاصي العالم . جعل للشمس مسكنا فيها ، وهي مثل العريس الخارج من مخدعه ، كالعدّاء المبتهج للسباق في الطريق ، تنطلق من اقصى السموات وتدور الى اقاصيها، ولاشئ يحتجب من حرها" .
الملك والنبي داؤد صاحب المزامير في الكتاب المقدس يقول ان للشمس في السموات فلك تنطلق وتدور فيه ، فهل كان النبي داؤد من علماء الفلك ام انه الهام ووحي رباني يدل على صدق الكتاب المقدس ؟
علم الفلك اثبت ان الارض وبقية الكواكب تدور في فلك حول الشمس والشمس تدور في فلك في مجرة درب التبانة التي هي جزء منها . وهذا يؤيد ما جاء في الكتاب من ان الشمس تدور في فلك وتنطلق الى اقاصي السماوات في الكون .

النور والظلمة بين الكتاب المقدس والعلم
يقول الكتاب المقدس في سفر ايوب 19:38
" اين الطريق الى مقر النور ، وأين مستقر الظلمة ؟ لتعودهما الى حدودهما وتعرف طرق مسكنهما "
اخبرنا الوحي ان للنور طرق وللضوء مسارات وحدود . اي انه يسير وينطلق من مكان الى آخر

والعلم اخبرنا ان الضوء له صفات موجية يتحرك فيها من مكان الى آخر ، وانه جسيمات من فوتونات الضوء تنطلق وتتحرك بخط مستقيم وتخضع لقوانين الجاذبية التي اثبتتها نسبية انشتاين والتجربة العلمية في انحناء الضوء .
وهذا دليل آخر على صحة كتابنا المقدس الذي اثبته العلم .

كما يقول ايوب البار في اصحاح 38 العدد 24:
" ما هو السبيل الى موضع انتشار النور؟"
عرف ايوب بالوحي ان النور والضوء ينتشر وله مسارات .
والعلم الحديث اثبت بالتجربة ان الضوء ينتشر في الفضاء وله مكونات موجية والوان طيف يمكن تحليلها بالموشور الزجاجي ويرى بوضوح في السماء بقوس قزح اثناء المطر . وقد ذكره الكتاب في سفر طوفان نوح .
أدلة علمية من علم المحيطات
جاء في سفر الجامعة 7:1
" جميع الانهار تصب في البحر ، لكن البحر لا يمتلئ ، ثم ترجع المياه الى المكان الذي جرت منه المياه "
هذه حقيقة علمية ، تفسر لنا دورة الماء في الطبيعة . وقد جاءت على لسان سليمان بن داؤود الملك ، فهل كان سليمان متبحرا بعلوم الطبيعة ويعرف نظرية تبخر مياه البحار وتجمعها في سحب ثم تتكاثف وتتحول الى امطار وانهار وتصب في البحار والبحر لا يمتلئ من كثرة المياه ؟
ام انه الهام سماوي ؟

علوم الفيزياء والطبيعة وعلم البحار اثبت صحة ما قاله الكتاب المقدس تماما .
نهر المسيسيبي يصب في الثانية الواحدة في البحر 6.5 مليون غالون من الماء دون ان يمتلئ البحر ، وكل انهار العالم تصب في البحار والمحيطات ويبقة التوازن قائماً ، و الرب الخالق يوازن كل شئ فالذي تضيفه الانهار يعود ليتبخر ويصعد على شكل بخار دون ان تمتلئ البحار وتفيض لاغراق الارض وما عليها كما قال الكتاب المقدس .

جاء في سفر الجامعة ايضا 3:11
" اذا امتلأت الغيوم من المطر تسكبه على الارض " وفي سفر عاموس آية تقول : " هو الذي يبني في السماء مخادعه ، ويؤسس على الارض قبته ،والذي يدعو مياه البحر ويصبها على وجه الارض وأسمه الرب ".

في سفر أيوب 16:38 يقول الكتاب : " هل غصت في ينابيع البحر ، أم تمشيت في أعماق الهاوية ؟ "
ايوب يتكلم بالوحي عن وجود ينابيع في البحر ، وهاوية اي وديان وجبال سحيقة اعماق البحار .
اثبت العلم فعلا صحة الكتاب المقدس واكتشف العلماء وجود ينابيع ماء عذبة في اعماق في البحر ، كما اثبت العلم وجود جبال ووديان عميقة 5-7 ميل داخل البحار بالتصوير عبر الاقمار الصناعية والموجات الفوق صوتية ، وهذا مطابق لما قاله الكتاب المقدس وأيد صحته .

الادلة الطبية لصحة الكتاب المقدس :
12:17 جاء في سفر التكوين
امر الرب النبي ابراهيم ( ان يُختن كل ذكر منكم ابن ثمانية أيام، تختنونه مدى اجيالكم )
لماذا اختار الله اليوم الثامن لختان الطفل ؟ ولم يختر اليوم العاشر او العشرين او بعد شهرين مثلا ؟

الجواب العلمي قاله الطب ليؤيد كلام الله ويثبت صحة الكتاب المقدس انه كتاب من الله .
لقد اثبت الطب وعلم التحاليل الكيميائية ان ايقاف النزف الدموي يعتمد على ثلاث عناصر كيميائية في الدم
1- بواسطة الصفائح الدموية
2- بواسطة انزيم البروثرومبين الذي ينتج الخثرة الدموية لغلق الجرح وايقاف النزف .
3- وجود فيتامين K المسؤول عن انتاج انزيم البروثرومبين في الدم .

الطفل المولود حديثا يزداد في دمه انزيم البروثرومبين تدريجيا حتى يصل اقصى كمية في اليوم الثامن من الولادة ، والطفل الذي يُختن في هذا اليوم لا يتعرض لنزف الدم كثيرا ، والاطباء الجراحون يفضلون اليوم الثامن لأجراء العمليات الجراحية الاضطرارية للطفل المولد حديثا لتقليل النزف الدموي .
اذا اختيار الرب الخالق لليوم الثامن لختن الاطفال لم يكن عبثا . وهذا ما ايّده العلم الحديث بالادلة العلمية و صدق الكتاب المقدس .
جاء في سفر اللاويين 15:17 ما يلي :
" اي انسان سواء كان مواطنا او غريباً ، يأكل جيفة او فريسة عليه ان يغسل ثيابه ويستحم بماء ، ويبقى نجساً الى المساء"
هنا الرب يحذر من اكل الجيفة الحيوان الميت او ملامسته ، ولابد من الاغتسال والتنظيف للجسد والملابس بعد الملامسة لخطورة ذلك على صحة الانسان .
العلم اثبت ان الحيوان الميت منذ وقت طويل اي الجيفة تحوي مليارات الجراثيم الخطرة التي تسبب الامراض والتسمم للانسان اذا اكل لحمها او لا مسها .
ويستوجب عدم اكلها او ملامستها ، والتطهير والنظافة ضرورية ، كما اوصى الرب .
اي ان العلم أيد الكتاب المقدس وكلام الله هنا ايضا .
تحريم اكل لحم الخنزير
حرم الله في سفر اللاويين 7:11 اكل لحم الخنزير وكل حيوان غير مجتر وليس له ظلف مشقوق .
الخنزير حيوان قذر يعيش في الاوحال والقاذورات وياكل كل شئ قذر ولا يبالي ، واثبت العلم ان بيوض الدودة الشريطية ( الوحيدة) تسكن بين الياف عضلات الخنزير، وتنتقل البيوض الى الانسان اذا ما اكل لحم الخنزير بدون طبخ جيد جداً وتصيبه بالدودة الشريطية المؤذية .
العبرانيون في زمن نزول الشريعة على موسى كانوا يفتقرون الى وسائل حفظ لحوم الحيوانات او طبخها جيدا وهم في صحراء سيناء ، ولحفظهم من خطر الاصابة بهذه الدودة وآثارها المرضية ، اوصى بعدم اكل لحم الخنزير. وهذا ما ايده العلم .

كما أمر الرب الاله الناس في زمن العبرانيين المحافظة على النظافة العامة في اماكن التجمعات السكانية ومعسكرات الجيش المكتضة بالاف الجنود ، فطلب الرب بوصاياه لموسى من كل شخص يقضي حاجته في الخلاء ان يحفر حفرة ويقضي حاجته فيها ثم يطمرها بالتراب او الرمل . وهذا فيه منفعة للجميع لمنع انتشار الروائح الكريهة او الحشرات الناقلة للامراض والبكتريا او الامراض المختلفة . وعدم انتشار الجرذان التي تنقل مرض الطاعون بواسطة البرغوث.

كل هذا اثبته العلم من انتشار البكتريا والفيروسات عن طريق الحشرات من فضلات وبراز الانسان والحيوانات وانتقال الامراض المعدية للانسان ، وطمر تلك النفايات والاوساخ تقي البشر من الامراض . وهنا ايضا ايد العلم كل ما جاء بالكتاب المقدس واثبت صحته .

علم البايولوجي يؤيد صحة الكتاب المقدس
قال الله في كتابه المقدس سفر الاعمال 24:17
" الله خالق الكون وكل ما فيه ، فهو رب السماء والارض .... هو يعطي البشر كلهم الحياة ونسمة الحياة وكل شئ خلق البشر كلهم من أصل واحد ، واسكنهم على وجه الارض كلها" .

الله مانح الحياة وخالق كل شئ .
لكن علماء التطور ومؤيدوا نظرية التطور والنشوء الملحدين لايعترفوا بوجود الله ويقولون ليس هو خالق الحياة ، انما الحياة نشات بالصدفة في خلية واحدة تكونت على سطح المياه بمركبات كيميائية تحت ضروف الحرارة والضغط والبرق ، وتطورت تلك الخلية عبر ملايين السنين ، وتحولت الى كائنات حية متعددة الخلايا ، ثم اصبحت اسماك وحيوانات برمائية ن ثم حيوانت برية وطيور ، وظهرت انواع من القرود التي تطور فرع منها الى الانسان الحالي .
هم لا يعترفوا بخلق آدم وحواء ، ولا بتدخل الله في الخلق والابداع لمخلوقاته انما التطور واكتساب الصفات من البيئة وتوريثها للاجيال اللاحقة وليس وجودها الازلي في الجينات الوراثية .
لقد حاول احد العلماء ان يخلق الحياة في دورق زجاجي ليثبت عدم وجود الله وليس الاله هو المسؤول عن خلق الحياة .
قام العالم ستانلي ميللر عام 1950 بتهيئة مواد كيميائية في دورق زجاجي ملأه بالغازات وسلط فيه شرارة كهربائية لمحاكاة البرق وجو الارض قبل الاف او ملايين السنين محاولا ان يخلق اول خلية حية فيها حياة.
لقد باءت كل جهوده ومحاولاته بالفشل ، ولم يتمكن العلم لحد الان من تخليق خلية حية واحدة مختبريا. ولن يستطيعوا طالما ان الله هو خالق الحياة واسمه الرب .
فالحياة لا تولد من جماد بل من مادة حية اصلها آدم حواء ونسمتها روح الله .
يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين 7:2 " وجبل الرب الاله آدمَ ترابا من الارض ونفخ في أنفه نسمة حياةِ ، فصار آدم نفسا حية " .
قال النبي ايوب عن عملية تخليق الانسان في رحم امه :(سفر أيوب 10)
:
9 اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ، أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ؟
10 أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ، وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟
11 كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ.
12 مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً، وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي.
هل هناك دليل اقوى واوضح من هذا لتكوين الجنين ليشهد بصحة الكتاب المقدس قبل الاف السنين ؟

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات