أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نعيم عبد مهلهل - هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟














المزيد.....

هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 08:52
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


في طفولتنا دفعنا نعاس الفقر أن نسرق جيوب آبائنا الشبه خاوية لنحصل على أربعين فلسا هي ثمن تذكرة الدخول إلى السينما ..كان مقررا أن نرى فيلم صوفيا لورين سقوط الإمبراطورية الرومانية لكن الفيلم أبدل قبل العرض بدقائق بآخر هو لروجيه فاديم وبطولة الممثلة الفرنسية برجيت باردو .
أشتد الصفير والاحتجاج وقذفت الشاشة بقشور البرتقال وتلطخ وجه الحسناء باردو بزبد الصرخات لكنها ما أن حركت وركيها وأرت الجالسين ما فوق الركبة حتى ساد القاعة صمت رهيب لتبدأ واحدة من اجمل سمفونيات تخيل الجمال بذاكرة طفولية وليبقى هذا الأغراء المعجون بالعسل والسمن البلدي وقشطة الكيري متعلق بذاكرتي مثلما يتعلق القميص الأبيض على حبل مودة السطوح ليعلن قرب لقاء حبيب بحبيبته .
ذهبت تلك الأيام . وأسطورة برجيت باردو ذات الجمال الفرنسي الذي يهيج حتى طوب الطين الجاثم في جدار غرفتي كأنه أثر سومري تحولت إلى شيخوخة هرمه لاتعتني سوى بالقطط والديكة والكلاب التي مل من تربيتها أصحابها .
أنا كبرت أيضا كما تكبر خواطر الجنود لحظة دنو الأجل المحتوم برصاص الصولة لكن صورة المرأة الترفة المعجونة بأنوثة الخلق ونعومة كؤؤس ثمالة الملوك ولمعان شعرها الذهبي كدموع أمهات فاقدات فلذات أكبادهن في حرب برزان ظلت عالقة بمخيلتي كما يعلق العجوز صور الشباب الذي تمناه أن يعود يوما ليخبره بما فعل المشيب …
يمكننا أن نتصور المرأة في كينونة الحلم جسدا يمتشق خيالينا للحظة الود ويمارس معه لعبة من لعب الحرب ، الكر والفر ، المهاتفة السلكية ، الرسائل المتبادلة ، لقاءات الغرام ، وغيرها هناك حرب لمواددة انفرادية أي لا يلتقي فيها الجسدان ولا تتبادل عواطف الرسائل بل ثمة شعور غير متبادل هو يحبها في خلسة وهي توده دون أن يعلم .
هكذا تدخل المرأة في لب المعنى . كائن يعتمر الفقه الحسي قبعة وبها يغازل فحولة الذكر ، ومن الفحولة يتصبب عرق رغباتنا ،ومن العرق تتصبب قصائدنا .
أدرك في جوهر المرأة معنى التكميل وأتصور النول الأول ودبيب خطوات الحزن على الأرض قبل أن تنمو أول وردة فأسعى لتبيان كشف الماهية الوجودية لسلطة هذا الكائن على القادم الذي فينا . ضرع ثدييها ، تنهيدتها ونحن في الحجر أطفالا رضع ، ابتسامتها ونحن نعود إليها من أول يوم مدرسي في حياتنا ، دموعها حين نأتي بنعوش الشظايا شهداءا من حروب لا نفهمها . كل هذه المكونات لطبيعة وجود البشر تقترن أولا واخيرا بيهمنة الروح والبوح لهذا البشر الذي خدع في لحظة حلم وخسر الجنة لكنه ربح تكوين جديد بدأ من الألواح وانتهى في صعود المركبات إلى المريخ ودخول المارنيز إلى بغداد .
أجد في المرأة ما لا أجده في الإناث الباقية من تكوينات الطبيعة . ففي المرأة تجد الهديل وخفق جنحة الوزة وطنين أجنحة النحلة وحفيف ورقة الشجرة ، ومنادمة الدجاجة للديك ومراوغة لبوة الأسد ولهاث أنثى الذئب وتقوس رقبة المهرة وأنحاء الغيمة باتجاه الأرض وحتى في النص الأدبي تحتل المرأة روح المعنى ومقدمة الكتاب وأرث النهاية . وستاندال يقول : عندما أجد المرأة في أول فصول رواياتي ،أرتاح أيما راحة .
أنا أيضا مرتاح وأنت تتدلين من نافذة هذا المقال مثل غصن لبلاب غادره الخريف ليمسك شموع الربيع بأصابع باردة ، تفجرين لهفتك في فكرة أن أكون لك وتكونين لي وفي هذا امتزاج لحالة أن نكون معا في الطريق الأبدي لصناعة الحياة الحلوة تلك التي كان سقراط يتمناها حين ترتفع ثرثرة زوجته لتطالبه ان يقف حافيا على ثمار العنب ويعصره بقدمية ليصير خمرة تقدمه نذرا لأولمب الذي جاء أليها في واحدة من أطياف الخيال وأمرها بتقديم الكأس بمصاحبة عزف الموسيقى والغناء فكان على الفيلسوف مرغما أن يعصر الكرم بقدميه ويغني أغنية أخذتها من بعده تينا جارلس وهي تقول :
لك سكرة العنب يا حبيبي
فضمني إليك مثلما ضم يولسيس موج البحر إلى أحضانه
وأحملني بحنان نسائم البحر
مثلما حمل هرقليس الكرة الأرضية ..
تذكرني هذه الأغنية بهوس الرغبة لاقتناء جمال المرأة كأي تحفة غالية الثمن أرى من خلالها رقاد الزمن على سطح الوجود فالمرأة هي ابتكار معرفي ليس لقدرتنا على أن نبدع ونشتهي ونريد بل أن كل تحول لاتلامسه أنامل أمراة لايعد تحولا وان كان فيبدو باهتا .
وهو وحدهن من توجه إليهن كاسترو في أول خطاب له لثورته عندما قال : انتن سر ثورتنا وإيقاع حياة كوبا القادمة .
عالم المرأة . عالم للون والسحر وهي تعبر في رؤى التكوين شكلا مكملا للحياة الحلم ، فهي العاشقة والمربية والملهمة وهي أول هاجس سكن الذاكرة البشرية لصناعة الألوهية حين صنع الدمى على شكل نساء وسجد لها مفترضا أن الخصب الذي تصنعه المرأة بالإنجاب هو الحياة كلها .
والآن هل يكفي أن تقول لامرأة : أنت رائعة ومن ثم تذهب بعيداً .
أعتقد أن هذا لا يكفي . ورغم هذا ثمة من يقول أن باستطاعتي أن أفعل .حينها يكون قد حقق انتصارا ولكن مع أمراة مغفلة . فالمرأة القوية ماسكة سحرها بيديها وروحها لن تستسلم بسهولة .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتبة السعودية وجيهه الحويدر ..أمراة دأبت على أشعا ...
- قصائد للعلم الأحمر والرغيف الأحمر والخد الأحمر .. قلبي قوس ق ...
- من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرس ...
- المثقف وأيام الآن العراقي
- يوتيبيا خضراء ..وجفن أمراة ترتدي قمراً بلون المقصلة
- حكم مأخوذة من متن كتاب الحياة
- دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية
- سيناريوهات لرعاة المطر ورعاة البقر ورعاة الأفيال السومرية
- قضاءالجبايش العراقي وبطة شنغهاي
- أنت تشبه دالي ..وأنا أشبه صدر الدين حمه
- يازمان الوصل في الأندلس ..نحيب عبد الله الصغير بين مدريد وكا ...
- رؤى في تأسيس الديمقراطيات القادمة ..مقالة النائب البرلماني ع ...
- الذاكرة الصينية والقمر الياباني
- الملائكة المندائية وتوأمت الروح بالمهد والضوء والتعميد
- أوغاريت تقطر ورداً..وكلاديس تقطر شهداً..وأمي تقطر خبزاً وفرا ...
- حوار مع الروائية والكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- كيف تحولت خديجة الى أولتيكا برودسكي..؟
- رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج ...
- عشق وحرب وطفولة
- حوار مع الشاعر البحريني قاسم حداد ..دلمون القصيدة بمعطف القر ...


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نعيم عبد مهلهل - هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟