أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - المستقبل العراقي وتحديات الهوية الوطنية














المزيد.....


المستقبل العراقي وتحديات الهوية الوطنية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المسائل التي كثيرا ما تشغل بال المهتمين بالدراسات المستقبلية وخاصة في الجانب السياسي هي مسألة التنازع بين الهوية الوطنية ومؤثرات التغيرات الإقليمية والدولية في صياغاتها المحتملة أو الممكنة ,عانت الهوية العراقية الوطنية منذ أستقلال العراق كدولة عن السلطة العثمانية ومن ثم دخولها عصبة الأمم المتحدة من التشكيك والطعن بماهية هذه الهوية حتى أن أول ملوك الدولة العراقية الحديثة وهو غير عراقي ونصب خارج إرادتهم كي يضمن لمن يدرس الظاهرة هذه بالخروج بقناعات تؤيد توليه الحكم وأسرته للعراق وهو ليس جزءا منه أنه طعن بالهوية العراقية متناسيا أنه أصلا نتاج مجتمع تجمع من شتات عربي وغير عربي.
الهوية العراقية تتعرض اليوم للكثير من التجريح والتلميح بعدم وجود ملامح خاصة وشخصية لها على مستوى الواقع والتنظير وبالتالي يكون هدف تفكيك هذا الخليط اللا متجانس والغير واقعي تحصيل حاصل وحتمي ويجب العمل عليه مستندا أيضا أن التجربة السياسية والاجتماعية لما يقارب القرن من الزمان هو تاريخ العراق كدولة يؤيد أتجاه التفكيك وبساعد على تسويق المهمة , هما نستعرض للقارئ الحجج التي يسوقها البعض حول عدمية وعبثية فكرة العراق كدولة , في العلم الأجتماعي هناك حقائق ومفاهيم وخلاصات أبرزها أن لا مجتمع نقي جنسيا ودينيا وتكوينيا في العالم كله لا اليوم ولا بالأمس ولا غدا.
الدول التي نشأت حديثا كأمريكا وأستراليا ونيوزيلندة وغيرها لم تنشأ على فكرة الهوية الخاصة ولا على روابط مشتركة وإنما نشأت ونمت وتجذرت من خلال العامل الاقتصادي المرافق لقوة المصالح العسكرية الإستراتيجية ,لكنها تخطت عامل الهوية باختيارها مبدأ المواطنة ولم تعمل على تكريس مفهوم الوطنية الخاصة ,الدول القديمة والتي عمرت تاريخيا لم تسلم من الحال الذي يدان به العراق الآن لا بريطانيا ولا فرنسا ولا مصر ولا حتى الهند يمكن أن تحمل بصمات وطنية خاصة بل هي تتعرض دوما لنفس الهزات الأجتماعية لكنها أيضا نجحت في الحفاظ على النسيج الأجتماعي بتقوية مفهوم المواطنة وإعادة فهم الوعي بها.
الدول المجاورة للعراق لا يمكن استثنائها من نفس المأزق العراقي بل أن البعض منها لا يمكن أن يعد مجتمعا ذا ملامح خاصة كما هي حال المجتمع العراقي , تركيا إيران مجتمعات تجمعت تحت عوامل عنصرية قادتها الأقلية العسكرية صاحبة النفوذ السياسي والمالي والعسكري الفرس في إيران والترك في بلاد الأناضول , أما الدول الجديدة فهي التي يجب أن توجه لها الانتقادات والتشكيك الخاصة بالهوية وأقصد بها الكويت ومعظم بلدان الخليج والأردن وإسرائيل ,هذه المجتمعات لا رابط حقيقي بينها ولم تنجح لحد الآن في إرساء مبدأ المواطنة,الكويت هناك البدون والجنسيات الدرجة الاولى والثانية , هناك المواطنين والوافدين , الأردن يعاني من نفس الحالى الأردني والفلسطيني والشيشاني والشركسي والحوراني وغيرهم ,اسرائيل برغم أن العرب هم المواطنين الأصليين لكن المجتمع الإسرائيلي قائم على التقسيم عربي بدوي جبلي 48 اشكنازري سفارديم وأخيرا الفلاشة.
إذن مسألة الهوية الوطنية اليوم لم تعد شرطا في بقاء أو زوال الدول والمجتمعات كما هو الحال في التاريخ بشرط أن ننجح بربط المواطن بالوطن بعلاقة محترمة من الطرفين علاقة يشعر بها أن أحترام وتقدير المواطن داخل مجتمعه مصدر القوة والافتخار بالوطن , تدعيم وترسيخ مفهوم المواطنة القائم على القاعدة الإنسانية التي تتيح لكل مواطن الحق في أن يختار المجتمع الذي يعيش به وعليه أن يحترم عقده الأجتماعي ويسعى للحفاظ عليه هو المبدأ الذي يمنح المجتمعات الحديثة والفاعلة والمنتجة الهوية الوطنية المميزة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة _ تبسم والنبي ...فأنت انسان
- العراق ومستحقات تشكيل الحكومة القادمة _ قراءة في واقع الأزمة
- الطريق الجديد
- دائرة الدين والأخلاق والقانون ج2
- دائرة الدين والأخلاق والقانون
- بيان مرشح خاسر
- منهج التأزيم وسياسة الإلهاء.
- الدين والدولة ج3
- الدين والدولة ج2
- الدين والدولة ج1
- الجمالية في السرد القرآني ,سورة يوسف مثالا
- الحلم العراقي
- نظرية الطائفة الدولة ج2
- نظرية الطائفة الدولة.
- جمهورية العقل ج2
- جمهورية العقل ج1
- السلام الآن...
- العراق المستقبل وحدة أم خيار التفكيك ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج2


المزيد.....




- شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
- بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟ ...
- هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
- باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ ...
- وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص ...
- تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
- من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين ...
- سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص ...
- وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - المستقبل العراقي وتحديات الهوية الوطنية