نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 20:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ولدت في حي فقير واسمها مدينة الحرية , هذه المدينة تكاد ان تكون في خارطة الأرض مدينة ذات كثافة سكانية بالمرتبة الثالثة في بغداد , الناس بها بسطاء (على باب الله) يعملون بجهد كبير من اجل لقمة العيش الصعبة ونحن نعيش بالحصار الذي فرضته على شعبنا من قبل امريكيا وحلفائها منذ سنة 1991 , بسبب دخول صدام حسين الكويت ! على كل حال دائما الشعوب هي تتحمل اخطاء غباء حكامها ,
كان لي صديق اسمه غالب ,هذا غالب انسان مثقف ووعي الى ابعد الحدود , كان لديه ثلاث اخوة واختان , كلهم كانوا يعملون في مهنة الطب والمحاماة , ولكن كانوا يقيمون خارج العراق , لمعارضتهم سياسة نظام صدام حسين ..
وكان صديقي غالب هو اصغر اخوته وكان مدللا من قبل والديه .
عرفت بعد علاقتي به انه لا ينتمي الى اي حزب سياسي او كتل او منظمات , ولكنه علماني ! , على الرغم ان والده ووالدته ملتزمين بالدين ويمتلكون تعصبا من هذه الناحية ..
تعودت يوميا ان اخرج مع صديقي لنسير بين شوارع مدينة الحرية , لكل شارع في مدينة الحرية صبية يلعبون ويمرحون وتراهم على شكل مجاميع , الكثير من الأمور صادفتنا ونحن نسير , شاهدت كثير من ابناء الشيوخ ورجال الدين والذين يسيرون على منهج التعاليم الاسلامية يقومون هؤلاء الصبية بضرب قطة محصورة بينهم , فيقوم صديقي بالنهر عليهم والصراخ بهم من اجل الكف عن ضرب هذه القطة المسكينة ! , ومرة من المرات وانا اسير مع صديقي صادفنا مشهد لن انساه ابدا .... شباب يضربون كلبا بلا رحمة بالعصي الغليضة , وما كان من صديقي الا قام مسرعا للدفاع عن هذا الكلب , وكان غاضبا من تصرفات هؤلاء الشباب وكاد رفقه بالحيوان ان تنقلب علينا وضدنا هذه اللمة الشبابية ؟ , نصحت صديقي بأن لا يتدخل وقلت له : ما الذي يهمك يا صديقي يوجد رب ليعاقب كل من يضرب كلب او قطة ..... قال لي : يا صديقي اعتقادك هذا هو من دمر حياتنا وجعل البشر يعتدون على الحيوانات ! واردف قائلا : لا توجد جنة ولا نار ويجب علينا ان نكرم الحيوانات قبل البشر , ويجب علينا نعيش سعداء لنكمل باقي حياتنا قبل ان نموت ونحن عشنا بعذاب الحياة ؟
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟