عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 20:27
المحور:
الادب والفن
أنت وحيدٌ .. أنتَ وحدَك
أُريدُ صباحاً بلا دَم .
وسأقبَلُ أن ْيكونَ بِلا ضَوءْ .
أمّا مساءاً ..
فلِقِنْديلِ روحي ،
رَبٌّ يحْميهْ .
**
إكرامُ الحنينُ ، دَفْنُهُ ..
في قلبٍ مهجور .
في ثلج البلاد البعيدة .
في الروح التي تشبهُ الليل .
إكرامُ الحنينِ في ..
طَيِّهِ كورقٍ عتيق ،
تمضغُهُ الروحُ كالتبغ
وتنفثُهُ في وجهها
الذي لايزالُ ينبضُ
في عروق الأيام .
***
أنتِ التي وجهُها يشبهُ الصُبْح ..
سأستيقظُ فجرَ الغد .
وأُعِدُّ لكِ طعامَ الفُطورِ ، على غير العادة ،
وأُبْقيكِ غافيةً في السرير .
وحينَ تَفِزّينَ قائلةً ..
سنتأخرُ عن " التصويت " ،
سأُباغِتُكِ بِقُبْلَة .
وقُبْلَةً بعدَ قُبلَةٍ .. بعدَ قُبْلَة ،
سترفضين مغادرةَ البيتِ .
ومعَ كُلّ قُبْلَةٍ جديدةٍ .. جدّاً
ستعرفينني أكثر .
وتثقين بوعودي ، الصعبة التصديقِ ، أكثر .
وقبل إغلاقِ " المحطّاتِ " بقليلٍ ، ستقولين لي ..
أنتَ " تحالُفي " الوحيد ، ياحبيبي الجميل .
وستُصوّتينَ لي .. بكثافة .
***
أنتِ صوتي الذي بَحَّ من الضَيْمِ .
ووجهي الذي سوّدَتْهُ الحروب .
وحَبّةُ الهَيْلِ التي سقطَتْ ..
في فوطة الطين اليابسِ على الروح .
أنتِ الليلُ الذي يحتسي فيهِ أبناؤكِ خمرَ مذاهبهِمْ الرخيص ،
ويمضغونَ فيهِ " كافيارَ " العقائدِ ،
الذي قايضوهُ برغيفِ " تَنّورُكِ " الأسمرِ ،
وأستبدلوهُ بدمعِ أساكِ الذي يشبهُ الفحم .
أنتِ التي لا أحدَ يرفعُ لها لافتةَ في دروبِ العراقِ المُقفَرةِ ،
إلاّ من وجوههم الكالحة ..
أولئكَ الذين سنمضي غداً لتتويجهم ،
ونتركُكِ وحيدةً
تبكين فوق قبورِ ، الذين لولاهُم ،
لَما كانَ هؤلاءِ اللصوص ..أبناؤكِ بالرضاعة .
و لَما كانَ أولئكَ القتَلَة ..
أبناؤكِ بالتبنّي .
***
أنتَ وحيدٌ .
أنتَ وحدَكْ .
مثلُ بيتٍ بلا صَوْت .
مثلُ بصرَةٍ بلا شَطْ .
مثلُ شَطٍ بلا نخل .
مثلُ بغدادَ وحيدة .
مثلُ بغْداداتَ وبصْراتَ يشْبَهْنَ نساءاً قديماتَ
يبْحَثْنَ عنك .
أنتَ وحيدٌ ..
مِثْلُكَ أنتْ .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟