|
الثقافة البدوية العربية و تخلف الشرق
موريس رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 17:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أختلف علماء الاجتماع و الأجناس و التاريخ بما فيهم المحسوبين علي العرب (اتباع القومية العربية) فى التعريف و التوصيف لكى يمكن التفرقة بما يسمى لفظيا .. العرب / البدو / الأعراب / العربان .. انا لا اريد الخوض و التحدث عن الجذور التى اجمع المؤرخون على عدم أمكانية تحديدها تاريخيا لعدم وجود إثباتات علمية و شواهد اثرية على تاريخية ما يُقال و يُحكى عن عرب العاربة و المستعربة و عرب البائدة .. أرجع إلى مقالة جولة في تاريخ و جذور العرب (*)
لا يزال ابناء القبائل و العشائر فى ارض جزيرة العربية و فى البلاد المستعربة الآخرى يستعملون المسميات السابقة كتوصيف اجتماعى الذى قد يصل الى حد الازدراء و التحقير باستعمال لفظتى أعراب و عربان
من خلال النبش فى الحكايات (التاريخية) العربية و ما يُحكى عن محمد (ص) و عن اصحابه من بعده يُلاحظ فعل "قتل الحقيقة و إخفائها " من قِبل حماة الإسلام و شيوخه يعتبر وسيلة مثلى لكى لا تتحول تلك الحقيقة كشاهد تاريخى أو فلسفى منطقى يعارض التضليل و الأكاذيب المحمدية التى بُليت بها البشرية .. من خلال الإخفاء المستمر و القتل احيانا يتم حماية هذا الفكر البدوى من الرافضين غير المعترفين بيه و من الكافرين غير المسلمين و الأعداء التاريخين له من اليهود و المسيحيين لكونهما يمتلكان الحقيقة التاريخية الكاشفة لبؤس هذا الفكر الدموى الكريه
الانقضاض خلسة و غدرا و القتال لسيطرة على المكان و اغتنامه بما يحوى من بشر .. يتجسد هذا الفعل مع حالة البدو الرحل الساعين وراء الكلأ و الماء .. بعد احكام السيطرة على الآبار و النساء و الاطفال و الأغنام يقيم هؤلاء البدو الجدد حول تلك الآبار ويستقرون لكى يدافعوا عما سرقوه و اغتنموه فيتحولون تلقائيا من بدو رُحل الى عرب غير رحل مستقرين فيخرجون فى قوافل تجارية على فترات بغرض استبدال الأغنام و منتجاتها ببضائع و حاجيات أخرى .. لكن هناك دائما الخطر القادم من قطاع الطرق المتخصصين فى سرقة القوافل التجارية من الرعاع و الصعاليك أو ما يطلق عليهم الأعراب و العربان اللذين يتم تارة احتوائهم و دمجهم بالعشيرة فيصرون عرب منهم و تارة أخرى يتم إرضائهم و شرائهم بالإتاوات أو حتى منازلتهم و قتلهم لقضاء عليهم
لم يبذل هؤلاء جميعا أى مجهود بدنى و ذهنى (تطور حضارى) لإيجاد الوسائل البديلة التى تساعدهم على حفر آبار المياه بالاعتماد على أنفسهم و ليس على الطبيعة بتحرك الطبقات الأرضية المسببه فى ظهور تلك الآبار المتفرقة و المتصارع على امتلاكها
يُلاحظ استمرارية نفس الفكر الثقافى إلى الآن من خلال الصراع الدائم من أجل السيطرة على الآبار النفطية و الغاز الطبيعى و باقية مناجم الثروات الأرضية المختلفة فلا يتم اكتشافها أو استخراجها أو استغلالها من قبل المدعين أصحاب لها (العرب) أنفسهم لكنهم يقومون فقط بتحصيل الريع المتبقى بلا مجهود بدنى أو ذهنى .. أى نفس فلسفة اخذ الأتاواه و الشعور العميق فى الوجدان بعدم الامتلاك و عدم الملكية الحقيقة لأرض و التاريخ
قام محمد (ص) باحتواء بعض قطاع الطرق من الأعراب و العربان (حوالى 72 و هم المهاجرون مستقبلا) من خلال اموال "خديجة" زوجته الغنية لكى يسيطر على أهله عشيرته التى همشته طوال حياته لشكوكهم فى نسبة إليهم فعاداه اكثر من (80%) من اعمامه و ابنائهم و طردوه خارج مكة (قريش) ليسكن الخيام مع اتبعاه الجدد لمدة ثلاث سنوات تحت حماية و نفوذ خديجة .. اثناء تلك الفترة ارسل بعض اتباعة (هجرة اولى) إلى الحبشة طالبا لحمايتها على أهله و عشيرته و فشل فى ذلك .. كان من محصلة محاولات الأستقواء بالخارج و بالغريب .. بلال الحبشى و سليمان الفارسى فقط لا غير .. بعدما ماتت خديجة هرب مع اتباعه (هجرة ثانية) الى قرية يثرب (المدينة) الغنية بأبنائها من اليهود و ضامرا لهم الشر بتواطئه (البيعة الصغرى و الكبرى) مع رعاع و صعاليك يثرب من قبيلتى الأوس و الخزرج .. بمعنى لو انحصرت يثرب فى صعاليكها و رعاعها (من الأنصار) و بلا قبائل يهودية و بلا كنوز و اموال و غنائم ما ذهب و ما هرب (هاجر) محمد(ص) إليها و لفعلوا معا اشياء أخرى أشنع
انتقلت تلك الثقافة البدوية مع اللأعراب و العربان الى جميع " الدول المستعربة " كغزاة و مستوطنين و مدمرين و مجرفين لجذور و التاريخ و اللغات الوطنية لأراض التى وطؤها التى تعتبر حقائق و شواهد ثابتة على الأرض كاشفة لهم و لتخلفهم الحضارى و لكذبهم و تضليلهم الفكرى و التاريخى و الدينى المستقدم معهم .. استطاع هؤلاء بمرور الوقت من تكوين فئات ضالة كثيرة من الكارهين لجذورهم و اوطانهم من الإخوان و السلفيين الوهابين و القومين العروبين و تحت مسميات اخرى كثيرة فيستخدمون نفس الأدوات و نفس الفكر الثقافى
ما يفعله الإخوان المسلمين و السلفيين الآن اثناء هروبهم الى الخارج و ذهابهم الدول الغنية (قطر و ليس الصومال أو جزر القمر) لكى يستقوا بهم على الوطن .. حدث من قبل فى العراق و ليبيا و تونس و لازال يحدث فى سوريا و اليمن و سيحدث مستقبلا فى لبنان و السودان و الجزائر و المغرب و السعودية .. لم يأتى هؤلاء بجديد من عندهم لكنه الفكر الثقافى البدوى المتغلغل فى الوجدان ، فبدون عروبة و بداوة لا وجود لإسلام
محبتي
« ملحوظة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) مقالة فى الحوار المتمدن فى 16- 09- 2013 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=378261
#موريس_رمسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تلاشى قوة مصر الناعمة
-
حُماري بينَهَق
-
مفهوم الصليب من وجهة نظر فلسفية
-
غطاء العفة – قصة قصيرة
-
الشرق و انعدام مفهوم الانتماء و الولاء
-
دستور بلا هوية لشعب فاقدا للهوية يقوده لهاوية
-
رسائل الغرب لا تُفهم في الشرق
-
الإسلام ثقافة غير إنسانية
-
الكلب هاو هاو
-
الخلود و العدم (الجزء الخامس)
-
الخلود و العدم (الجزء الرابع)
-
سيارة للبيع - قصة قصيرة
-
الأزهر و قيادة الإرهاب الدولي
-
مصر و فقدان الهوية
-
المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية
-
الوحدانية و التوحيد من وجه نظر فلسفية
-
التشابه بين فلسفات الخلاص و القصاص و الثأر
-
الطقوس الوثنية في الإسلام
-
6 أكتوبر 73 حرب تحرير سيناء
-
ثورة 30 يونيه الشعبية تجب جميع الثورات السابقة
المزيد.....
-
نتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة خلال زيارته إلى أم
...
-
السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق
...
-
هيغسيث: -داعش- تكبدت خسائر جراء الضربة الأمريكية في الصومال
...
-
قلق في إسرائيل بسبب منصب رئيس وفد المفاوضات مع حماس
-
وزير الخارجية المصري: لن تنعم المنطقة بالسلام ما لم تقم دولة
...
-
تقدم روسي.. وترمب يصر على الحل بأوكرانيا
-
لقطات جوية من مكان تحطم طائرة طبية في مدينة فيلادلفيا الأمري
...
-
بولندا.. مرشح المعارضة للرئاسة يتعهد بإعادة 20 مليون بولندي
...
-
ويتكوف ونتنياهو يتفقان على بدء مفاوضات المرحلة الثانية لوقف
...
-
الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية ارتكبت جريمة حرب جديدة بقص
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|