أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق الحاج - د.القمني..بين الفكرة والساطور














المزيد.....

د.القمني..بين الفكرة والساطور


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 13:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لايستطيع أي انسان ان يحتفظ ببروده ورباطة جأشه وهو يري المخرز يقترب رويدا رويدا من العين أوحين يرى زهرة تفرم بسكين كذلك لايستطيع مفكر يحترم نفسه وقراءه عوضا عن قناعاته ان يصمت عندما تواجه الفكرة بمسدس أو قنبلة أو حتى بشتيمة بذيئة من لسان جاهل .
الدكتور محمود سيد القمني الذي تعرفنا عليه باحثا جريئا من خلال كتبه التاريخية يتنازل وتحت ضغط ارهاب فكري معين عن كل ماكتب..لم يفاجئني ما سمعته من المذيعة الذكية منى الشاذلي في برنامج الساعة العاشرة على قناة دريم.. وان ما أحزنني ليس حال الدكتور القمني وانما حال المستفيدين من التراجع القسري والقهري للفكر المستنير أمام لغة التهديد والوعيد .
اني أختلف كثيرا مع الدكتور القمني أحيانا في جرأته الزائدة وأحيانا في غلبة منحى الميل والسرعة على المنحى الموضوعي ولكني لا أتصور ان يتم قمع علني لعقلية باحثة بهذه السهولة في القرن الحادي والعشرين وتحت سمع وبصر دعاة الاديان والمبادىء التي لاتفتأ تؤكد صباح مساء على حرية الفكر .
كان من الممكن للذين أرسلوا التهديد المثير للشك للدكتور القمني - باسم القاعدة في بلاد الرافدين - ان يواجهوا الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي ويقرعوا الحجة بالحجة بدلا من اللجوء الى طريقة غير حضارية وتعود بنا الى القرون الوسطى .
ان هذا الجو الخانق ..يذكرنا بما جرى قديما لابن المقفع وبن رشد والحلاج وما جرى في الستينات لسيد قطب وما جرىحديثا للصحفي سمير قصير وجورج حاوي وما يجري الآن للدكتورة نوال السعداوي والدكتور نصرالدين ابو زيد ويذكرنا بفتاوى اعدام قصص وروايات
خارجة عن النص المألوف .
ويذكرني ماجرى ل د.القمني بحادثة جرت لصديق مشاغب في الثمانينات حينما رش متعصبون وجهه بماء النار..!! وتخلت عنه شجاعته وذووه.فاضطرتحت ضغط الخوف والجنازيرالى الخضوع لمراسيم استتابة علنية في مسجد قريب..!!
أنا كمسلم ابن مسلم ..وموحد بالله ..ومؤمن برسله وملائكته وما أنزل..لاأقبل أن يزايد علي في ديني أو ايماني أحد مهما كان هذا ال أحد .ومن هنا يظل ايماني قائما بأن الفكر كالماء والنار والكلأ متاح للجميع بالاحتكام الى قاعدة "أنت حر طالما لم تضر " .

الخطورة في الامر ان هذا التهديد يعتبر سابقة قد يستغلها قطاع فكر..!! ويرهبون بها أي مفكر يرون فيه خطرا على تابوهات وتقاليد يستفيدون منها ويعيشون تحت ظلها وبالتالى سيكون على حرية الفكرة والكلمة السلام وستنحني كل الرقاب تحت ساطور أعمى مشرع بالدم ورائحة القتل .

لا ألوم على الدكتور القمني تراجعه الدراماتيكي عن كل ماكتب في السابق حرصاعلى حياته واسرته ..فهو انسان أولا وقبل كل شيء ويخاف مثلنا جميعا.. وأتحدى من يقول بعكس ذلك في جو الارهاب من التكفير الى قطع الرقاب ، ولكني أعتقد ان هذا التراجع مؤقت ويزول بزوال المؤثر . ولو قال قائل ان التهديد بالقتل مسرحية مفتعلة من الكاتب أو الناشرطلبا للشهرة فالرد عليه وبكل بساطة ان الدكتور القمني ليس بحاجة الى ذلك لان مبيعات كتبه تفوق مبيعات الكثيرين من الكتاب المشهورين .

ان حراسة العقائد والمبادىء العظيمة بالجنازير والسواطير لن يجلب لها الاحترام والقداسة بقدرما تجلب هي لنفسها القدرة الدائمة على البقاء والخلود ولربما تعطيها الفكرة الاخرى أفقا وبعدا جديدين يقربانها الى مزيد من الفهم والسطوع .
فالدين .. أجل وأرفع من ان ترتكب باسمه حماقات وظلاميات..فلا الدكتور القمني بقادر ان يزعزع ايمان المؤمنين قيد انملة ولا المهددين بقتله يستطيعون خنق الفكرة الى الابد.

ومن هنا فان للمثقفين المؤمنين بحرية الكلمة دورا وموقفا واضحا لابد منه وهو الوقوف جميعا في وجهه الارهاب الفكري أيا كان هدفه ومصدره .



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الرئيس القادم..؟!!
- ما وراء تفجيرات لندن
- فت عدس
- انهم يسرقون الوطن ..وفي وضح النهار..!!
- أقنعة..
- أيها التابع..من المبتدأ
- البراقشيون..
- حقيقة..
- الفاعل والمفعول به
- دروس في حلب التيوس..
- حرام..حرام..يافرات..
- تدنيس..!!
- كفاية..!!
- ما فوق الكلام
- بين البينين
- من سنغافورة..الى البندورة..!!
- ..!!أنا اسمي عبد الصمد
- أهربي مني..!!
- أغنية للمقتول عشقا..!!
- صعلوك بين الملوك


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق الحاج - د.القمني..بين الفكرة والساطور