أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمودة إسماعيلي - يكرهون الغرب ويحبون بلدانه














المزيد.....

يكرهون الغرب ويحبون بلدانه


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 13:41
المحور: كتابات ساخرة
    


العرب والأفارقة والغرب أسيويين، وحتى لا نقول الكل نكتفي بقول الأغلبية : حينما تفكر بمتابعة الدراسة فإن أول وجهة تطأ تفكيرهم هي التسجيل بجامعة بإحدى الدول الغربية، وكذلك الأمر بخصوص العمل، حتى بالنسبة للمنتوجات، يثقون ويختارون الماركات الغربية ويتركون ماعداها من منتوجات شرق أسيوية أو حتى محلية.

هناك، في الغرب كثيرون يرون فيه حياة أفضل، لكن هناك من يرون فيه الحياة، ولا حياة إن لم تكن هناك في الغرب : وهذا ما يفسر انتحار البعض لأجل الوصول إلى هناك، إلى أي دولة غربية تقع خلف البحر، وكأن الإنسان هنا يعيش في رحم جحيمي ضيق، فإن لم يذهب هناك ليولد، فإنه سيُجهض بخروجه هنا. كل الأحلام تُعلّق وراء البحر، ومادام الإنسان هنا فهو جثة فقط : لأن العقل والخيال والمشاعر هناك، ولم يعد هنا غير الملابس ووجبة طعام رديئة، سيتم التخلص منهما عند أول بادرة، هما والجيران ومقهى الحي والدكان وكل الوجوه التي لا علاقة لها بالحياة : طالما أنها ترضى البقاء هنا، جحيم ليس مثله حتى في الكتب المقدسة.

رغم ذلك، فهذا لا يمحو الصورة الاعتقادية عن الغرب : الكافر، الصهيوني، الذي نجح بفضل استغلاله للآخرين (منهم الفئات المهووسة بالعيش هناك)، المكروه، الإباحي، العنصري، الضال دينيا والعلماني.

لهذا فكل من لهم استعداد لفقدان عضو داخلي كالكبد أو الطحال، مقابل الذهاب للعيش هناك ـ وكأنهم يستقبلون الناس بالمفرقعات والراقصات الاسكندنافيات ! ـ فكل ما يرغبونه هو الأرض : فنوع الآجر والجبس في المنازل هناك جميل وأفضل ! أما أفكارهم وثقافتهم فهي سخيفة بل يجب أن يتعلموا منا ـ ويتحولون لحيوانات مفترسة إذا تم الثناء على أفكار غربية أو مفكرين غربيين أو إظهار مزايا لأي شيء ينتمي لثقافتهم أمامهم (رغم أن الثقافة ليس لها مساحة جغرافية محددة ! إنما هي كالأمواج تجوب كل مكان بشبه الكرة الأرضية التي تملأها المحيطات).

لهذا يجب أن نفهم كل هذه التراجديات حول الرغبة بالذهاب للغرب (حتى لأجل زيارة)، إنها فقط لأجل المشي فوق الأسفلت هناك ولمس جدران الكاتدرائيات، لأن مواد البناء هناك ذات جودة عالية، أما بخصوص الثقافة التي تم عبرها تأسيس الجامعات والمؤسسات ـ التي تتورم أصابع الباحثين عن عمل أو حتى حصة تعليمية هناك من كثرة الرسائل ـ فذلك أيضا لرؤية الجودة التي تم بها بناء تلك الهياكل، فالغرب لا يعرف جيدا حكمة الشرق، حكمة الطبيعة والتداوي بالأعشاب والحبة السوداء والأفكار المضادة للعيشة السوداء.

إنهم لا يحبون الغرب، بل يحبون بلدانه : أي شوارعه ومنازله. فبماذا الغرب أفضل منهم ؟ فقط بنوع الآجر المستخدم بالبناء !

وكأن منازلنا مبنية بالحشيش ! .



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يراك الآخرون ؟
- تحليل الوضع السياسي المصري (الراهن) في ظل قراءة ميكيافيلية
- سوريا : أخطر منطقة في العالم بالنسبة للإنسان !
- اعتياد المواطنين للعبودية عبر خطاب الصبر
- عقدة الإنتماء : أو انعكاس صدمة الدولة على الأفراد
- الإنسان ليس كائن بل مفهوم
- أسئلة لما بعد الموت
- الطبيعة البشرية للأفراد تنعكس في الصحفي
- الميكانيزم الدفاعي الجماعي : أو كيف يتصرف المُجتمع المصدوم م ...
- تحويل الأطفال من كائنات ذكية إلى مرضى نفسيين
- التشريع الذكوري للحكم ب-إخصاء- المرأة سياسيا
- تقرير خاص عن حالتك النفسية
- السلطة الوراثية للرجل على المرأة
- ما يقوله الناس
- شخص قد تعرفه
- أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة
- الأمراض الفيسبوكية : 3 حالات
- الإسلام ليس مُسلماً
- ضياع الشهيد السوري بين النظام والمعارضة
- إهانة الأقزام في السينما والتلفزيون


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمودة إسماعيلي - يكرهون الغرب ويحبون بلدانه