أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 10:11
المحور:
الادب والفن
نحن أصدقاء، وليس الزمان لنا صديقًا، أنا لا أتوقف عن السفر، وأنت لا تتوقف عن الكتابة، فالكتابة سفر بين قارات الكلمات. هناك لقاء في بيتي جرى بيننا لن أنساه، جلسنا في جو أقرب إلى أجواء "الزيني بركات" التي ترجمتها مرتين، لأني أضعت ترجمتها الأولى، لم أبح بهذا لأحد سواك، ورجوتك ألا تقول لجمال الغيطاني لئلا يجن جنونه. كان حديثنا طويلاً يدور حول غياب الأدب في الغرب وورق العنب اللبناني الذي حل محله في ثلاجاتنا. قدمتُ لك منه طبقًا وبعض المخللات مع قنينة بيرة جرعناها بتلذذ، وتوصلنا إلى أن الأدب الفرنسي وباقي الأدب الغربي بدون تراجيديا، لهذا الأدب عندنا لا يتقدم، ويتأخر في العالم. ولنؤكد ما توصلنا إليه سُقنا "تراجيديات"، كتابك، بصيص أمل بصيغة الجمع. بالنسبة لي، كان هذا الكتاب نهاية لنوع من الكتابة، تأسيسًا لكتابة جديدة، ولم يكن التراجيديا القادمة، العملاقة، لكنها للكاتب الجديد في كتابك أمها. ذهبتُ بك بعد ذلك لأجعلك تكتشف حي "شاتليه" حيث كانت الحسبة القديمة في قلب باريس، كانت تختلط فيه روائح من كل صنف، شرقية وهندية وصينية وفرنسية وإيطالية وإسبانية وأمريكية وبرازيلية، من كل صنف، وفي قلب روائح الكون، على مقربة من النوافير، كان المتعاطون للمخدرات يترامون هنا وهناك، يركلهم الزمان بقدمه. كانت التراجيديا ما بيننا، ولا تراها أقلامنا.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟