أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 14:01
المحور:
الادب والفن
وهبت للشعر الملحون نصف حياتي الأول وللمسرح نصف حياتي الثاني، فللأول والثاني جمهور واحد، المصغون والمشاهدون، وفي الجزائر كان الشعر الشعبي تصاحبه الحركات المسرحية والأغاني والطبول كما كانت الإلياذة في زمن الإغريق. أردت من هذا التمهيد أن أقول لك كم هي سعادتي كبيرة وأنا أقرأ ثلاثيتك المسرحية "أم الجميع"، ثلاثية الأولى من نوعها في الأدب العربي، لأنها ثلاثية مسرحية لا ثلاثية روائية، ولأنها فريدة المواضيع، ومع الأسف لم تُخرج مسرحيًا لأشاهدها، فالمسرح العربي غير موجود، وثلاثية مسرحية عن التراجيديا الفلسطينية منذ النكبة إلى بيروت مسئولية إخراجها كبيرة تخيف رجال المسرح، وتجعل الجاد منهم يتردد أكثر مما يجب، ورجال المال المنتجون يفضلون المسرحيات الهزلية التي تضحك الجمهور. على عكس البكاء، الضحك من السهل عليه انتزاع ثمن مائة تذكرة على مليون نفر. حتى الضحك لا يجذب إلى المسرح كل الناس! لكن من عجيب جمهور الضحك هذا أنه يضحك حتى وهو في قلب المَشاهد الأكثر تراجيدية، فلا بد أنك تذكر ما وقع في مسرح المدينة الصغيرة بوعريريج، ونحن نعرض مسرحية لكاتب ياسين، عندما كنتُ مفتشًا للأكاديمية، ولا بد أنك تذكر ما انتهينا إليه، ونحن نتمرن على مسرحية من قلمي، عندما كنتُ أستاذًا في السوربون، لهذا أغلقتُ باب المسرح، وترجمتُ بعضًا من قصصك الأولى "الأعشاش المهدومة". هل تذكر يوم كنتُ أجيئك بها إلى بيتك على الدراجة كلما انتهيت من واحدة؟ فأنا التقنية عدوي الأول، أعيش ببساطة الذين يعيشون في جبال الأوراس، ولا أملك جهاز تلفزة، نفضل عليه أنا وزوجتي الألمانية المطالعة والحديث عن فاوست.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟