حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1260 - 2005 / 7 / 19 - 10:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد تفجيرات لندن الإرهابية في السابع من تموز الجاري ، يبدو أن العالم قد نهض من غفوته الطويلة على أصوات تفجيرات لندن ، التي إستهدفت الناس عشوائيا وبلا تمييز كعادة الإرهاب والإرهابيين دائما .
وكأن الذي حدث ويحدث في العراق من أعمال إرهابية إجرامية ، هو شأن عراقي ، ويجب أن يتحمله العراقيون وحدهم فقط ، وأن أصوات تفجيرات العراق اليومية الإرهابية ، والتي تستهدف الجميع بلا إستثناء أيضا لم يصل صداها بعد ، الى العالم الذي يعتقد أن ساحة المعركة في هذه المرحلة الراهنة مع الإرهاب الدولي هي العراق دون غيره .
وأن هناك من يسمي ويطلق الى يومنا هذا، على العمليات الإرهابية في العراق بأنها ( مقاومة وجهاد ) ، أما في لندن وغيرها ، فأنها عمليات إرهابية ، وهذا صحيح إن ما حصل في لندن إنه عمل إرهابي ووحشي ، ولكن نفسه الذي يحدث وحدث في العراق لأن الإرهاب واحد في كل زمان ومكان .
أن عمليات التنديد والإستنكار والشجب ، ينبغي أن لا تكون موسمية ، وأن لا تميز بين هذا البلد وذاك ، لأن الجميع مستهدف ، فلذلك يجب أن تتسع وتتواصل ضد الإرهاب بكل أشكاله ، لأن المعركة مع الإرهاب والإرهابيين هي ليست شأنا خاصا بدولة معينة دون سواها ، لأن الإرهاب شامل والقتلة يستهدفون البشر أينما كانوا ، ولا يوقفهم دينا أو قومية أو مذهبا أو عرقا .. ولا يعرفوا رحمة وإنسانية ، إنها الحرب ضد البشر والحياة .
أن ما يحدث في العراق ، هو نفسه الذي حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر ، والذي حدث أيضا في إسبانيا وموسكو وإندنوسيا ولبنان والمملكة العربية السعودية واليوم في لندن والقائمة تطول ، لأن الإرهاب لا يتوقف عند هذه الحدود أبدا ، فلذلك يجب تعزيز وتقوية جبهة الكفاح والعمل ضد كل من يمارس الإرهاب ويسانده ويدعمه ويموله في كل مكان من العالم .
وأن يبادر الجميع ويعمل على تنظيم مظاهرة دولية في يوم واحد ووقت واحد ، للمساهمة في التنديد بالإرهاب الدولي ومواجهته في كل الأساليب والطرق الممكنة ، ولا خيار أمامنا غير ذلك .
وعلى العالم أن يسمع أصوات تفجيرات العراق الإجرامية كل يوم ، لأن هذه الأصوات هي واحدة من بغداد الى لندن مرورا بتنزانيا في إفريقيا ، وأن يتضامن مع شعب العراق ويساعده للخروج من محنته الحالية ، والقضاء على الزمر الإجرامية التي تهدد العالم بأسره ، وليس العراق لوحده كما يعتقد البعض .
أن بغداد تناديكم يا أحرار العالم ، لكي ترفعوا أصواتكم عاليا ، بأن الذي يحدث في العراق هو جريمة كبرى بحق العراقيين بإسم دعاة ( الجهاد والمقاومة ) ، ولكنهم صانعي الموت والخراب والدمار في كل ركن من أركان الوطن الحبيب، والذي إمتد ويمتد إرهابهم الى مدن وعواصم العالم الإخرى .
وأخيرا عندما سمعنا من الذين يطلقون على الإرهاب في العراق ( مقاومة مشروعة ) ، بأن الذي حصل في لندن هو من الأعمال الإرهابية ، نقول لهم صح النوم !! ، إذا كان الإرهاب في العراق ( مقاومة )، أما في لندن فهو إرهاب وجريمة ، ويجب أن يدان ، وهذا صحيح ، ولكن يجب عليكم أن تدينوا الإرهاب في العراق أيضا .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟