أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيومي خليل - المرجو اعتقالي














المزيد.....

المرجو اعتقالي


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 23:49
المحور: كتابات ساخرة
    


الكاتب : سيومي خليل
المرجو اعتقالي
----------------------------------
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا.
شعر أبو العلاء المعري .
----------------------------------
لأني لم أفعل شيئا يترتب عنه اعتقالي فأنا أطلب من الحكومة الحالية أن تفعل مسطرة القبض علي ،على الأقل سأكون في المعتقل مع معتقلين آخرين لم يفعلوا شيئا سوى أنهم خرجوا في مسيرة 6 أبريل ، وآخرون قبلهم ، وآخرون قبل الجميع عرفوا المعتقل ولم يعرفوا ما الذي يفعلونه فيه .

لأني هكذا * ولا أعرف كيف أصف لكم هذه الهكذا * يمكنكم أن تكتبوا في التقارير الأمنية ،أني شخص مخالف ،ومختلف ،ومخلاف ،ومتخلف ،وأني جذر مكعب واحد ، وأني أتجرأ على مغازلة الحرية ، أعري مفاتنها ،لأرشف من رضاب ثدييها ، ومن حلمتيها اللوزيتين ، وألاعب خاصرتيها ، ولا أخشى أن أمشي معها في أقدس الأماكن ، ولا يهمني أن أقدمها باسمها وعريها لمن أعرف من أصدقائي العبيد .

لأني أفكر في مناقشة ثوب الحكومة الداخلي ، ولونه ،والإثارات الشبقية الذي يبعثه ، ورائحة العطن التي يمكن أن تتشممها نحلات الصباح منه بعد ليلة ايروسية يباع فيه شعب ويشترى ، فإني ادعو رجل أمن مسكين ، وصديق ، وولد الشعب ، أن ينفذ الأوامر الصارمة بمنعي من النقاش ، وباعتقالي مع نفسي متلبسين برشوة العقل كي يفهمنا معنى الفساد ، ومعنى تنازل حزب العدالة والتنمية عن كل ما كان يعترض عليه حين كان يمشي على الرصيف ويحوم حول محل الرئاسة ،وعن المقاربة الأمنية التي تدافع عنها الحكومة دون المقاربات الآخرى .

لأني أحيانا أمشي وحيدا ، وأحيانا أمشي في المسيرات ، وأحيانا أجلس مع الهامشيين ، وأحيانا أجلس مع من اعتقد أنهم يعتقدون أنهم في المركز ، وأحيانا أسمع لأغنية دينية ، وأحيانا أسمع موسقي أناركية،واحيانا اسمع موسيقى رأسي ، وأحيانا اتجهم ، وأحيانا ابتسم ، وأحيانا انتقد هذا ، وأحيانا أثمن فعل من انتقدته سابقا ، لأن الفعل والسلوك هو المنتقد وليس الشخص ذاته ...أرجو أن يتم تفعيل مسطرة البحث في عالمي النفسي ، فالمواطن كما علموه لنا يشبه علبة سردين تحمل صفة دائمة ،وهو واحد يستمد قيمته من صفة الكل ، فإما أن تكون نحن ،وإما أن يتم اعتقالك لتعاد تربيتك من جديد .

لأني عاشق لأشياء لا تعشق ، فأنا كل صباح مثلا أرى هل الشمس عادت إلى هذا الوطن ،وأسأل والدتي كيف كانت الشمس حين كنت صغيرة ، فتتأسف لأن المسؤولين قاموا بطردها ذات صباح فاجر ،كي يبقى لهم الليل غطاء لسرقاتهم ، وأنا مثلا أحب وصف الوطن بمواصفات لم يحبها القاموس يوما ، فهو الغادة ، وهو اللوتس ، وهو نسيج زوجة اوديسيوس ، وهو بيت المعري . وأنا مثلا أعشق الضحك في المآتم ، لأني لم أشهد غير المآتم . وأنا مثلا أعشق الكذب على نفسي حين أُسأل : هل من شيء تغير في البلد ؟؟؟ . لأني عاشق لهذه الأشياء التي لا تعشق أرجو أن تدققوا في خياناتي هذه ،وفي شذوذي، و اطلب أن تتهموا ديوان ترجمان الأشواق الذي أحمله بإفساد ذوقي في الحب .

المرجو اعتقال الأشخاص التالية أسماؤهم :
فقير يعي فقره
جاهل ضاق بجهله
مريض يساور حائط المشفى
فتاة ضاقت بصفة جسد
مجنون لا يفهم في العلاقات الإجتماعية
رفيق يحب الثورة
عاقل يفهم في السياسة
نقابي لا تعجبه النقابات البيرقراطية
شرطي يحب المعتقلين
ربة بيت تعلق بدل صورة زوجها صورة شهيد
عامل يشتم ربه كلما نزل من سيارته
قاصر تنصح شيخا بعدم الرؤية في مفاتنها
إمرأة تدعو للمناصفة
غبي يبدي رأيه
ساذج يحاضر في الذكاء .
المرجو اعتقال هؤلاء قبل أن يتكاثروا ،ولا تنفعكم العصى لإسكاتهم .



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمشي كأنه يحلق
- بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي
- بشار بن برد في مسيرات فاتح ماي .
- فرنكشتاين ينتقل من بغداد إلى الرباط
- أوصاني
- الجامعة والقتل وسوء الفهم .
- الهندام الديني
- صناعة المعتقد
- *لحسانة بلا ما * والإنتحار
- دراسة سيوسيولوجية لظاهرة التشرميل
- أنت أيها الطائِرُ لا تطير
- إنتحار الأمل
- الإنسان الديانة التي تسعى إليها الفلسفة
- لما نحب التخيل ؟؟؟
- علمانية أكثر
- معركة الأرقام في السياسة
- صناعة المجازر
- مشهد من مصر
- حق -واجب
- في إرتقاب إمانويل كانط


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيومي خليل - المرجو اعتقالي