|
لقاء سريع مع لجنة دعم الديمقراطية
محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 1260 - 2005 / 7 / 19 - 10:26
المحور:
مقابلات و حوارات
يتابع العراقيون ، بحماس بالغ ، تفاصيل عملية كتابة الدستور ، وتجري نقاشات حادة احيانا حول محاور الدستور وتأثيرها على حياتهم اليومية ومستقبلهم . والعراقيون في الخارج جزء من هذه الحركة ولهم نشاطات متميزة . وقد اصدرت مجموعة منهم بيانا تدعو فيه الى توحيد صفوف الديمقراطيين من اجل ان يكون لهم مساهمة وحضور فاعل وتأثير في كتابة الدستور ، ومجمل العملية السياسية . وقد التقينا بأثنين من المبادرين لتشكيل لجنة دعم الديمقراطية هما د. شيرزاد الطالباني و د. فاروق رضاعة ليتحدثا عن اللجنة ونشاطها . * لايزال الديمقراطيون يتحركون بالطريقة القديمة )كجزر ديمقراطية معزولة) ، فكل مجموعة في الداخل والخارج تصدر بيان وتطلب من الآخرين التوقيع عليه ، اليس من الافضل ان تطرح الوثائق وتترك مفتوحة للتشاور والتطوير ، ومن ثم التوحد ؟ د. شيرزاد الطالباني : - توقعنا ، نحن في لجنة دعم الديمقراطية في العراق ، ان يحدث ما حدث في الانتخابات الماضية ومبادرة تأسيس لجنتنا (لاحظ بياننا التأسيسي في 17/09/2004 والمرفق) كان اساسها ايماننا بان العملية السياسية والتوازنات الموجودة على الساحة السياسية العراقية تتطلب وحدة القوى الديمقراطية . وقد حاولنا لفت نظر التجمعات والاحزاب ذات الاتجاه الديموقراطي الى ضرورة البحث عن شكل مناسب لوحدة صفوف الديمقراطيين العراقيين ، لكن ، مع الاسف ، لم تتمكن هذه القوى من القفز على تباين وجهات نظرها حول امور تعتبر ثانوية مقارنة بالهدف المركزي المهم . انني اعتقد انه لم تجر الاستفادة ، حتى الان ، من التجربة الانتخابية ، بل ما تزال صفوف الديمقراطيين على شكل "جزر معزولة" ويطيب لي ان اكرر جوابي على سؤال مشابه من اذاعة صوت اميركا قائلا : " نعم نحن خائفون على الديمقراطية ، خائفون على العراق لأن جراحنا كثيرة ولاتتحمل حتى خدشا". اقول ايضا : كان من المفروض ان يجري طرح افكار للنقاش بصدد وحدة قوى الديمقراطية ، ومن ثم الاتفاق على ما هو مشترك واساسي للحد الادنى ، لكنني اقول مرة اخرى بكل اسف ، ان الزمن سبقنا ، (من الان الى منتصف اب) ولو استمرت هذه الحالة فان التأريخ يعيد نفسه ، لكن بالنسبة للاتجاه الديمقراطي فقط . أما د. فاروق رضاعة فيقول : - مما لاشك فيه أن فكرة طرح مشاريع للحوار أولا ، وتطويرها ، ومن ثم دعوة العراقيين لتأييدها فكرة جيدة ، ولكن عندما تكون الافكار عمومية ، ولا تحمل خلافا أساسيا ، وضغط عامل الوقت ، يؤدي أحيانا الى طرح الافكار مباشرة من قبل مجموعة من العاملين في الحقل السياسي والفكري . وأعتقد ، وآمل أن أكون مخطئا ، أن ما يجري أحيانا ما هو الا من مخلفات التفكير الحزبي الضيق . وأود في هذا المجال أن أفرق بين العمل السياسي داخل الوطن ، وهو المؤثر والفاعل والاساسي , والعمل السياسي خارج الوطن وهو مساند ومساعد في أفضل الحالات . فالعمل السياسي والاوضاع السياسية داخل الوطن يتطلب البحث عن صيغ جديدة ، حيث هناك اتجاهان اساسيان حول بناء الدولة العراقية وادارة المجتمع وهما : الدولة الدينية ، ومعها التوجه لادارة شوؤن المجتمع على أساس ذلك ، والاتجاه الثاني هو اقامة الدولة المدنية العقلانية ، ومعها التوجه لادارة شوؤن المجتمع على أساس المؤسسات واستعمال العقل وليس الغيبيات لتفسير الظواهر الاجتماعية وحل مشكلات الوطن على أساس العقل . وعلى هذا الاساس يجب أن يجري تطابق بين الموقف الفكري والعمل التنظيمي , وهذا يتطلب البحث عن صيغ تعبوية تنظيمية توحد نشاطات من يدعو الى الدولة المدنية العقلانية ويجعل منها عمل مؤثر . أن توحد جهود هذه الاطراف سوف يمنحها زخم كبير أكبر بكثير من طاقاتها التنظيمية ، والامثلة كثيرة في هذا المضمار . أن جبهة من نوع جديد واسعة تجمع بين تنظيمات سياسية وشخصيات فكرية وثقافية واقتصادية ألخ ستكون ذات تأثير كبير ، حيث تتجاوز المماحكات الحزبية والعنعنات الشخصية ، وهذا الامر يبقى بيد الاطراف العاملة في الحقل السياسي والثقافي داخل الوطن . أما خارج الوطن حيث النشاط السياسي مساعد للداخل ومحدود التأثير على الداخل فقضية حل بعض الاشكاليات أبسط بكثير مما هو في الداخل .
* في بيانكم تدعون لوحدة الصف الديمقراطي وصولا الى افضل شكل سياسي ، هل لديكم النية في تكوين تنظيم سياسي جديد ؟ د. شيرزاد الطالباني : - نحن في لجنة دعم الديمقراطية بدأنا العمل الجاد في سبيل تحقيق هذا الهدف " وحدة القوى الديمقراطية " منذ تموز 2004 ، علما اننا لسنا تنظيما سياسيا ، بل مجموعة ضغط ، تعمل على حث الاحزاب والاتجاهات الديمقراطية للتوحد على برنامج مشترك للمرحلة القادمة . يقول المثل الشعبي " عانة عانة يصبح كردانة " فلو توحدت القوى الديمقراطية لما ضاعت كثير من الاصوات وربما لتغير وضع التحالفات ، وهذا ما كنا نصبو اليه في تحركنا وبياننا التأسيسي . لجنتنا تجمع لمثقفين وناشطين واكاديميين وسياسيين ، لا يمثلون فئات سياسية ، وتجمعهم قناعات مشتركة ، حول عراق ديمقراطي اتحادي على اسس حضارية وازالة اثار الماضي الأليم من جميع جوانبه واطلاق الحريات السياسية والفردية والاجتماعية ، واقامة النظام الفدرالي بين المكونتين الرئيسيتين العرب والاكراد مع الاحترام الكامل لحقوق المكونات الاخرى والاقرار به وتطبيع الاوضاع في جميع انحاء العراق ، كما ورد في البيان التأسيسي . ويؤكد رضاعة : - لجنة دعم الديموقراطية ، هي مجموعة ضغط ، ومن بين أعضائها منتسبي أحزاب سياسية ومستقلين ، وهي تتعامل بالاساس مع قضاية فكرية وأشكاليات فى المجتمع العراقي وتنظم لقاءات لباحثين في قضايا المجتمع المختلفة ، ولذا ليس في النية على الاطلاق تشكيل تنظيم سياسي جديد , وحين ندعو لوحدة الصف الديمقراطي ، فهذه الدعوة من مراقب في الخارج لمن هو داخل الوطن حيث العمل السياسي الاساسي .
* لو طلب منكم ان تحددوا اهم مقترح لكي يتضمنه الدستور القادم ، فما هو هذا المقترح ؟ د. شيرزاد الطالباني : - املي ان يتضمن الدستور الاقرار بفدرالية حقيقية للشعب الكردي . لقد مر تأريخ العراق والاقليم الكردي بوجه خاص بمراحل اليمة جدا ، فإذا اعتمدنا حق الشعوب في تقرير المصير ، فإن الشعب الكردي إختار ادنى مستوى لهذا الحق وذلك لترسيخ الوحدة الوطنية وبناء عراق متماسك بإختيار طوعي . ارى ضررا كبيرا على هذا الشعور والانطلاق المخلص من جانب الشعب والبرلمان والقادة الاكراد إذا سارت الامور بشكل اخر . املي فى المساواة ، الديمقراطية ، حقوق الانسان وحقوق المرأة .. واملي .. واملي ... لكن املي الحقيقي في العدالة ، فبالعدالة سيتمتع الشعب الكردي بحقوقه ، والمكونات الاخرى بحقوقهم ، والمراة بحقوقها ، وبالعدالة نحكم ونحاكم ، وبالعدالة نبني ونعمر ، وبالعدالة نبيع ونشتري .. بالعدالة يجري توظيف العاطلين ، وبالعدالة نوزع الثروات ونوظفها ، وبالعدالة نرشح وننتخب ... وبالعدالة نتفق على دستورنا الدائم . بينما يذكر د. رضاعة : - هناك مقترحات عدة ، ولكن الاساسية منها ان يكون البرلمان او مجلس الشعب أعلى سلطة تشريعية ولا تخضع قراراته للنقض من أية جهة ، والمحكمة الدستورية مخولة فقط التأكد من عدم وجود تناقض بين قرار البرلمان والدستور العراقي ، وفي حالة وجود ذلك يعاد القرار للبرلمان , كذلك يهمني أن يؤكد الدستور أن المواطنة العراقية هي هوية كل العراقيين ، وهذا ما هو موجود في معظم دول العالم ، ففي المملكة المتحدة الصفة الوحيدة التي توضع في الجوازات هي صفة مواطن بريطاني سواء كان هذا الشخص مسيحيا , يهوديا , مسلما ,أو من أي دين أخر , كذلك سواء كان من انكلترة أو سكوتلاند أو ويلز أو ايرلندة . بالاضافة الى أمور كثيرة يهمني اثارتها وتأكيدها في الدستور وبشكل سريع حقوق المرأة ، الحريات الشخصية , فصل السلطات , ملكية الموارد الطبيعية وخاصة النفط .
* ماذا انجزتم بعد اعلان البيان ؟ وماالذي سيتم انجازه لاحقا ؟ د. شيرزاد الطالباني : - اول انجاز هو التفاف مجموعة كبيرة من الناشطين والمثقفين حول هذا الطرح وبقائنا تجمعا متماسكا ، وهذه نادرة في عراقنا . كان لنا نشاط متواضع ولكنه واضح في بريطانيا لحث العراقيين للمشاركة في الانتخابات ، اقمنا عدة ندوات لشرح الاوضاع السياسية في العراق ، مناقشة نتائج الانتخابات وكيفية تكوين الحكومة الحالية ، ارسلنا مناشدات للجهات المختصة حول امور غير طبيعية حدثت في العراق . جرت داخل لجنتنا مناقشات جادة ملتزمة وبناءة حول النقاط المحورية في الدستور ووصلنا الى قناعات مشتركة ، اصدرنا نداء لوحدة الديمقراطيين ، بلغ عدد الموقعين عليه 2000 في حوالى اسبوع ، قمنا بإعداد خطة للنشاطات للتوعية والاعلام لدستور حضاري اتحادي . في المستقبل ، ندعو المتخصصين للمساهمة ( في شهر تموز) في الحلقات الدراسية لمناقشة النقاط المحورية في الدستور ، مثل الفدرالية ، الدين والدولة ، الدولة المدنية حقوق الانسان والفرد والمرأة واخيرا الموارد والاقتصاد ، نامل في توزيع ملخص بسيط وواضح لنتائج هذه الحلقات الدراسية في جميع انحاء العراق وبدون مقابل ، نقيم مؤتمرا للحقوقيين العراقيين في الخارج لبحث مسالة الدستور . ومهرجان ثقافي حول الدستور ، وسيكون لنا دور فى التعبئة للاستفتاء على الدستور والانتخابات القادمة . ويشير د. فاروق رضاعة الى : - ان لجنة دعم الديمقراطية نشرت برنامجها لمناقشة قضايا عقدية في المجتمع العراقي وسوف تكون حتما موضوع نقاش عند طرح مسودة الدستور العراقي . وقد بدأنا بتوجيه الدعوات لمختصين معظمهم من خارج العراق ويمكن قراءة برنامج اللجنة ، حيث نشر في بعض الصحف العراقية والصفحة الالكترونية في موقع صوت العراق .
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء مع الفنان العراقي أحمد مختار
-
وزارة الثقافة والنشيد الوطني
-
البعث ... في العراق الديمقراطي !
-
لقاء مع الفنانة فريدة والفنان محمد كمر
-
لقاء مع الفنان طالب غالي
-
هل هذا زمن الصمت ؟
-
احمد مختار يعزف في الجزائر
-
مجرد سؤال
-
لقاء مع الفنان فلاح صبار عن النشيد الوطني الجديد
-
المواطن هو الحل
-
المصالحة مع عروس الثورات !
-
لا تضيعو هذه الفرصة !
-
مقابلة مع الباحث القانوني محمد عنوز
-
واخيراً ... للعدالة كلمة ! - لقاء مع القاضي العراقي السابق ز
...
-
هايد بارك ...
-
مجلس الحكم في بحر العواصف
-
احفاد حسنة ملص ... مرة اخرى
-
لقاء مع الباحث القانوني محمد عنوز
-
من فضلكم... لحظة !
-
تمنيات مواطن في آخر زمن المنفى
المزيد.....
-
خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته
...
-
شولتس يشتم أحزاب ألمانية بكلمات جارحة بسبب مقاطعتها لكلمة زي
...
-
المغرب: رسو سفينة إسرائيلية في ميناء طنجة يثير موجة من الجدل
...
-
وزير الخارجية الإسرائيلي: أردوغان مجرم حرب
-
هولندا تحث رعاياها على مغادرة لبنان
-
طريقة جديدة لخداع الجيش الإسرائيلي على حدود مصر
-
أسانج في أستراليا أخيرا: عانق زوجته بلهفة ووالده تنفس الصعدا
...
-
تواصل احتجاجات كينيا ردا على عنف الشرطة أمام -البرلمان-
-
مقتل جندي تونسي على الأقل في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدو
...
-
اتهامات بالتخوين.. ما سبب الغضب من رؤساء إيران السابقين؟
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|