أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - ثوار أمريكا !!














المزيد.....


ثوار أمريكا !!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثــــــــــــــــــــــــــوار أمريكا ..!!
في أحدث خطوة لتعقيد الوضع ( المعقد أصلاً ) في سوريا , قررت الادارة الأمريكية منح بعثة (الأتلاف الوطني ) الذي يتزعمه أحمد الجربا الصفة الدبلوماسية , في سابقة خطيرة تتعارض مع اصول القانون الدولي , وتضع حلفائها في حرجِ كبير ودقيق بين المجارات والتأني , لأنه يغلق الطرق للتسوية السياسية التي أقرت بها جميع أطراف الصراع , بعد تعذر الحسم الميداني وحجم الخراب وتفاقم مشكلة اللاجئين الذي تجاوزت أعدادهم الملايين .
هذه ( الهبه ) السياسية التي منحتها الأدارة الأمريكية لجماعة الجربا في هذا التوقيت بالذات , تمثل تلوين جديد للموقف الامريكي يبدو في مرتكزه الاقوى , رداً انفعالياً على قوة الأداء الروسي في أحداث أوكرانيا , بعدما ( فرش ) الأمريكيون حلبةَ صراع مفاجئ لـ ( تجييك ) القوة , تعملق فيها الرئيس الروسي ( بوتين ) مسنداً بالاذرع الدبلوماسية والمخابراتية لفريقه المحنك , ليطيح بغريمه وجوقته , بضربةِ سياسية أعادت جزيرة القرم الستراتيجية الى أصلها وأسقطت مخطط ( غلق المنافذ ) عن الاسطول الروسي باتجاه البحر المتوسط , مع تعديل لكفة الميزان الاقتصادي لصالح الاقتصاد الروسي في واقعة أداء مخابراتي مميز, أزاح شركات غربية عملاقة كانت تسيطر على مواقع متقدمة في جداول بورصة موسكو, بعد اشارات مخطط لها باحكام , كانت بثت الرعب في اوساط تلك الشركات , عن حتمية نشوب حرب تأكل أرصدتها , فكان الحصاد سياسي وأقتصادي بامتياز .
لاشك في أن ( قطار ) السياسة الأمريكية للأدارات المتعاقبة بعد الحرب العالمية الثانية , كان يسير على سكةِ خادمة لمصالح أمريكا دون مصالح الشعوب , تأسيساً على دورها الفاعل في مواجهة النازية , وكأن ذاك الجهد كان وحيداً , وهي مفارقة لاتستقيم اصولها ومخرجاتها مع الواقع الذي يعرض لوحة مكتضة بتضحيات الشعوب التي كانت ضحية للنازية في صفحات جبروتها , وكانت الأساس في مواجهتها والانتصارعليها وحماية البشرية من شرورها , الشعوب التي دفعت ضرائب قاسية من دماء ابنائها ومن ثرواتها وبناها التحتية وأقتصادها العام , ومنها الشعب السوفيتي الذي هزمت قوات جيشه الأحمر, القوات النازية ولاحقتها الى برلين لتسقط النازية في مثل هذا اليوم ( التاسع ) من أيار عام 1945 .
لقد درجت الادارات الامريكية على ( تدجين ) جماعات مختارة وفق مواصفات معتمدة من دوائرها المخابراتية , تعتقدها الأفضل من بين المتوافقين مع مخططاتها , وهذا ماحصل في افغانستان لمواجهة الروس , حين اعتمدت الجماعات الاسلامية بمساعدة السعودية وقطر لتوفير القيادات والمال وتسهيل المرور عبر مطاراتها , قبل أن ينقلب السحر على الساحر وتُشكل ال ( الدمى ) المختارة قياداتها لتبرز القاعدة تكويناً لاتزال ملفاته السرية في معضمها قيد الكتمان .
لقد اجتهدت أمريكا في افغانستان في خبز (عجينة ثوار ) على طريقة حلفائها من الحكام العرب , قبل أن تعود الى منهج أدارتها وتتخلى عنهم , ليكون ذلك بدايةً لفصلِ من سجل الأخطاء الأمريكية الفادحة التي يعاني منها العالم بأسره في هذا القرن , حين ترافق مع تفكيك المعادل السياسي للهيمنه الأمريكية المتمثل في منظومة المعسكر الاشتراكي , الذي سعت أمريكا حثيثاً مع الحليف الغربي , وبشتى الوسائل لتغيير أنظمته , فكانت ردود الأفعال تمثل صوراً وممارسات لاتختلف في أساليبها ومناهجها عن النازية المقبورة قبل ستة عقود .
الآن تعيد الأدارة الأمريكية دورة أخطائها من جديد , تطلق العنان لقطعانها في أكثر من مكان , لتخلط أوراق السياسة بأجندات مصالح كارتلاتها الأقتصادية دون أكتراث للحرائق ولالنتائجها المدمرة لاستقرار البلدان وحياة مواطنيها , فمن افغانستان الى العراق الى اليمن والى ليبيا والى ساحة الدمار السورية التي تصر أمريكا على بقائها مشتعلة , تكون سياسة الأدارة الأمريكية مساهمة في قتل الشعوب , وليس من أجل الحياة الكريمة لها .
لقد عرفت البشرية أي نوعِ من الموالين تختار أمريكا , وقد خبرت الشعوب أي جنسِ من المناصرين تحتاج أمريكا , وقد سجلت الذاكرة الانسانية أي صنف من الحكام هم الموالون لأمريكا , وقد خبرت الانسانية أي خرابِ أتاها ويأتيها من أمريكا , وعلى الجانب الآخر لازال التأريخ يسجلُ فصولاً من البهاء والرفعة والخلود لزعماء حركات التحرير والمقاومة التي وقفت ولازالت تقف بوجه أمريكا , وأي خلود فاز به ويفوز من قاوم و لازال يقاوم ( ثـــــــــــوار أمريكا ) ومرتزقة جيوشها , من فيتنام الى كل بقاع الأرض التي دنسها البسطال الأمريكي , والتي يفكر في تدنيسها مستقبلاً .
علي فهد ياسين





#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي القادم .. الشعب ينتخب والقادة يختارون نوابه ...
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! ( 8 )
- الانتخابات العراقية .. انتخبت القائمة ( 232 ) منسجماً مع ضمي ...
- الانتخابات العراقية .. تكاليف العودة الى كافتريا البرلمان .. ...
- الانتخابات العراقية والذمم المغلقة ..!!
- الانتخابات العراقية .. جرأة الفاشلين .. !!
- ارهاب وخراب بسبب عدم اكتمال النصاب
- نقول شُكراً لمن يستحقها ..!!
- العرب .. مؤتمر قمة للحُكام المُخفقين في خدمة شعوبهم ..!!
- الأُمهات .. أكثر المتضررين من أخطاء قادة العراق
- من هُم سُراق الأثار في ذي قار ؟؟
- الدرس البليغ في المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي العراقي في ...
- موازنة الشعب يُعرقلها ضُعف اتزان حُكًامه
- الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات
- اكتمل نصاب المنتخب الوطني ولم يكتمل نصاب البرلمان .. !!
- حصاد نوعي ل ( مناجل ) كاظم الركابي في الناصرية ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..7
- قادة العراق .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!
- الأرنب للشعب والغزال للحُكام ..!!
- بصمة ( داعش ) بين صيدليتين ..!!


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - ثوار أمريكا !!