|
التشرميل...إ ستثناء مغربي .
عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 15:46
المحور:
كتابات ساخرة
التشرميل إستثناء مغربي ...
للنوازل الوطنية درو كبير في خلق الوعي بالتاريخ وتطور المجتمعات ..وعدم ادراك اسبابها هو انكى واضر بالشعوب من كل المصائب والاحداث الخارجية في صيرورتها الخاصة..ولكي نفهم سر تلك النوازل فلابد من دراسة تلك الاسباب ..ولا بد من الافتراض ان الاحداث والوقائع تكون فيما بينها سلسلة مترابطة تتحكم في بعضها البعض...ولابد من الافتراض ان المسؤولين عليها يلزم ان يعرضوا على المحاسبة بل العقاب ...لابد من افتراض حرية الاختيار ويتجرد البحث في تلك المسؤوليات عن كل الاوهام ..وغير دلك يعد تدني في الوعي عند بعض الناس ... الايمان الاعمى بالحقائق المطلقة يؤدي بالناس الى الياس الشامل في الافضل ..وهذا ما حدث للشباب المغربي يوم انحرف نحو المتاهات الضيقة اليائسة في تشكيل عصابات الاجرام والعنف والعنف المضاد في المدارس والجامعات وكذلك في الازقة والشوارع وداخل الاسر المغربية ...و اليوم تبرز نازلة التشرميل على سطح الاحداث اليومية المفجعة التي يتحدث عنها الجميع ..فالتشرميل ليس بظاهرة اجتماعية بل هو لم يصل بعد الى مستوى الظاهرة كونه لا يزال يقتصر على المدن الكبرى التي تختنق بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. التشرميل هو مجرد ردة فعل في وجه الفقر والقهر والتهميش الاجتماعي والهشاشة الفكرية .. ركاكة المشهد السياسي العام . العاجز على عن ايجادحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة..سمات تسود المجتمع المخزني المحافظ على الرتابة والتخلف على كل الصعد..مجتمع ينظر الى الشباب كعنصر سلبي لا دور له في بناء مجتمع الغد...تقوده حكومة مهزوزة لا سلطة لا ولا هي قادرة على انجاز وعودها التي رفعتها في حملاتها الانتخابية ...حكومة جاءت فوق امواج الحراك الشعبي 20 فبراير 2011...الذي يسمى بالربيع العربي..الذي تحول الى خريف دبلت زهوره ولم يخلف الا التشردم والفوضى السياسية العامة..اقدمت هده الحكومة المتغنية بسمفونية الاستثناء المغربي على على تنفيد قرار الملك في القضاء على الباعة المتجولون ..الفراشة ..بدعوى احتلال الملك العام...ممارسة التجارة على ارصفة الشوارع والازقة انتشرت بين الشباب منذ ما قبل 2011 وهي نتيجةحتمية للبطالة واعلاق منافذ التشغيل في وجوههم.. وكانت بذلك هي الملجا الوحيد للشباب للتخلص من العطالة وقلة ذات اليد والتفريش على قارعة الطريق واستدرار الرزق.. كانت السللطات تردد حينها انها تفضل هذا النوع من التجارة على اللصوصية والنهب والاجرام...لكنها انقلبت على حين غرة ..واعتمدت الحملات المخزنية للقضاء على الفراشة في كل المدن المغربية ..وتشتيتهم منذ شهر فبراير 2014..وبعد الانتهاء من عمليت التمشيط صد الباعة المتجولة..حرصا على مصالح اصحاب الدكاكين ..وتنظيما لحكرةالمرور بالازقة والشوارع..ظهر الشباب المنظم في عصابات تحمل السيوف والسكاكين وتقطع الطريق على المواطنين المارين..وتعرض غنائمها على اشرطة الفيديو واليوتوب...وهي تعتز بما تقوم به من نهب وترويع للمواطنين في البيضاء والرباط .. تجندت قوات المخزن لمحاصرة المشرملين .ومحتلى الملك العام من البعة الشباب..لكنها صمتت عن تمشيط اللصوص والمشرملون الكبار الذين افرغوا الصناديق الوطنية..بل قابلتهم بالسماحة والعفو عما سلف ..منذ تشكيل حكومة اصحاب اللحي...المخزن في مناسبات الاحتقان الاجتماعي يستفرد بالضعيف ..ويمد يد العون والتاخي الى القوي..ومقاربته العشوائية الامنية لمواجهة نازلة التفراش..تقع على عاتقة وعلى مسؤولياته...وما يرديه المخزن وحكومته هو الظهور في نهاية المشهد بمظهر البطل القومي الذي يقضي على اللصوص الصغار ويعيد الامن والطمأنينة الى الشوارع ....والازقة المغربية..اما اللصوص الكبار فهم في رعايته وحمايته ...يقضي على الصغار ويحمي الكبار ويخاطب المواطن الغر الغافل بلغة الاختيار ...ما ينه (المخزن) وبين الفوضى والنهب والقتل ..ذلك لب المقاربة الامنية المخزنية على الدوام ...يتغافل عن كل المقاربات التي قد تساعد على حل نوازل التشرميل والعنف والعنف المضاد في المدارس والجامعات والشوارع والاسر...ويتغافل ان الحل بسيط وفي متناول اليد ان اراد ..يوجد في توفير الشغل والعمل للشباب اليائس من وعود واجراءات حكوته ضد الفقراء وانحيازها الى الراسمليين الباطرونا في كل سياساتها مند توليه ما يسمى الحكم واو تدبير امور الدولة .... تاريحخ هذا البلد هو تاريخ الكوارث والنوازل الوطنية ومتى استوعب الشعب ووعى اسباب هده الكوارث سيكون حينها قادرا على فك الكثير من الطلاسيم ..التي اتنجتها سياسة المخزن..فنازلة التشرميل هي عمليةمن عمليات ترويع المواطن اليوم في سياق الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه البلاد..مثله مثل ..الارهاب ...وحراك الاسلام السياسي الكاذب ..وهي نوازل يرعاه النظام..ويغديها ويستغلها لاجل غايات واهداف لا تعرفها الا مخابراته ...ومنها الاشارة بالاتهام الىشباب حركة 20 فبراير ..والمعارضيين لحكومة اللحي ..حكومة المخزن ..بعد اغراق الشوارع بالمشرملين تجتهد في اغراق الحرم الجامعي في الصراعات والمواجهات مابين الفصائل المعارضة للحكومة والموالية لها..والتوطئة بذلك لمسلسل من العنف في الجامعات المغربية لتمرير الاصلاح المهزوز الذي تنويه حكومة اصحاب اللحي حكومة صاحب الجلالة الذي سيضرب في ا لعمق مجانية التعليم الجامعي .. النوازل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ازدادت حدتها في حكومة صاحب الجلالة الملتحية..والايادي التي تحركها اصبحت معروفة ومعلومة للجميع وهي في النهاية تزيد في احتقان المجتمع على شتى الصعد وتمنح الدليل على كون (الاستثناء المغربي )ليس الا اكذوبة كبرى من صنيعة المخزن ...
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلف النوافذ (3)
-
يوم الارض ...ذكرى طواها النسيان
-
خلف النوافذ (2)
-
قطاع الرؤوس...
-
أوجاع قريتي...11( اهل الحال ..متى يصفى الحال ..)
-
همسات ....قلم
-
عزوف المواطن عن السياسة / اولاد عبد الواحد كاع واحد...
-
أوجاع قريتي ...10(.. لمن تحكي زابورك يادتوود ...)
-
في الحاجة الى الديموقراطية
-
أوجاع قريتي - 8 - ساعات الليل الطويلة ...
-
عاد يوم 8 مارس ..ولا شيء تحقق للمرأة العربية
-
كأنه السحاب العابر ...
-
اوجاع قريتي ..8 الحفل .(هيرضربوا ولا هربو..)
-
اوجاع قريتي 7 (بوسحابة )
-
خلف النوافذ
-
حكاية كرسي
-
في مسالة الاخلاق
-
ققجات : ربيع اخر
-
في سياق منتظم
-
البطالة وغلاء المعيشة والنقابات
المزيد.....
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|