حامد ثامر المسفر
الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 14:12
المحور:
الادب والفن
لم يصدق عينيه حين رآها تجلس على كرسي قبالته قرب النهر بعد رحلة طويلة من التواصل عن طريق الفيس بوك
أيقن لوهلة أن درب الاحلام ممكن أن يكون حقيقة وأن نبض الأماني سر للوحة قد رسمها القدر على أطار مزركش ترقد على حافاته حمائم لا تطير على مساحات المستحيل
تطلعت الأعين ببعضها وخرجت البسمات عن غير قصد
ــ أخيرا ... ألتقينا ...
ــ أتذكر الفراوله ...
ــ أحبك .
ــ وأنا أيضا .
ضحكا سويا ، تكلموا عن المنشورات والاعجابات والصور والصداقات ومواقف لا تنسى ولم ينسو شيئا فقد كانت لحظات أشبه باندفاع المعجزات نحو أرض الواقع أو بإطلالة أمنيات حبيسة بالشعور أو أحلام جاءها وقت الصحوة فتنفست بعد أن كانت في صخب من الأشواق والمودة عبر شاشة ملونة تحمل العديد من الصور والكلمات
أنتبه الى صوت النادل وهو يقول
ـــ أتشرب شيئا ياسيدي
ــ نعم أريد عصير برتقال لي وعصير فراولة لحبيبتي
ــ هل هي قادمة بالطريق
تبسم بوجهه بروية وأعاد النظر للطرف الآخر حيث كانت تجلس ، ولكنه تفاجئ ... فلم يرى غير الكرسي الفارغ أمامه ، عكسته عينين صافيتين تحت ظلال من ضنون وشهقة الهام في الفراغ وسماء وحيدة تنتظر وداعها وقد انكسر صوت بفضاء الدهشة
تطلع بماء النهر كثيرا وهبت النسمات على وجهه لتطلق على ملامحه دفء من شجون ....
أعاد النظر الى النادل وقال
ــ ممكن فقط عصير فراوله لو سمحت ...
#حامد_ثامر_المسفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟