أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دهام محمد العزاوي - رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي














المزيد.....


رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي


دهام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 15:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن يدور في خلدي ان اكتب يوما عن رجال الدين واصفهم بهذا الوصف ( رجال الطين ) لما لهم في تراثي الفكري من مكانة اجتماعية ورمزية اخلاقية تجعل من مهاجمتهم او النيل من قدرهم امرا محرما شرعا واخلاقا ، لكن احساسنا بالغبن والظلم والانقسام والاهتزاز الذي تعرض له المجتمع العراقي بعد 2003 ومحاولة معرفة اسباب الانهيار القيمي والاخلاقي الذي يمر به المجتمع العراقي جعلنا نبحث بعمق عن سر الازمة التي يعانيها العراقيون في واقعهم فادركنا ان جزءا كبيرا من الانقسام والتردي المستشري في الجسد العراقي المتهالك يتحمله كثير من رجال الدين بمختلف اتجاهاتهم ومذاهبهم وميولهم ، اذ لم يكونوا بمستوى المسؤولية الشرعية والاخلاقية والقيمية التي تحتم عليهم قيادة المجتمع في وقت الازمات والاخذ بيده الى طريق الامان والسلام ، فكانوا رؤوس فتنة ومزامير للشيطان وحراب تقسيم مزقت جسد العراق بخطاباتهم الطائفية وبافكارهم العنصرية البعيدة كل البعد عن روح الاسلام وتعاليمه السمحة في التعايش والمحبة والاخوة لقد كنا نتامل خيرا ان يكون رجال الدين كما عهدناهم رموز ترتقي باخلاقها الى مستوى بناء دولة مدنية يتعايش في ظلها الجميع بلا تمييز او اقصاء كما كانت دولة الرسول محمد ( ص ) في المدينة والتي بناها على اساس المواطنة التي حوت بين جنبيها كل اشكال الاختلاف الديني والفكري ، حيث تعايش فيها المسلم مع اليهودي والنصراني والمنافق فكان حق الحياة والتعبير والعيش والتنقل مكفولا للجميع بلا اقصاء او تمييز ، دولة الرسول كانت عنوانا للدولة العادلة ورمزا للدولة المدنية التي استلهم منها الكثير من كتاب الغرب وقادتها معاني المساواة والتسامح والديمقراطية ، اما رجال ديننا فلم يستلهمو منها اي عبرة ولم يتخذو منها اي دليل لبناء مجتمع يستند الى العدالة والمدنية وهم الذين فنوا اعمارهم يحشون ادمغتنا بعبارات الاخوة والمساواة والتسامح لكن سرعان ما انكشف حبل الاعيبهم وتردي قيمهم وضحالة تفكيرهم ، دور الكثير من العمائم في تغذية عوامل الفتنة وقيادة المجتمع الى هاوية الاقتتال والتصارع تكان واضحا فباتت منابر الجوامع والحسينيات تغذي المؤمنين بكل اشكال الكراهية والعنصرية ونبذ الاخر تحت دعاوى واسباب لاتمت الى الدين ولا الى المذهب ولا الى ادنى مقومات التعايش التي تقتضيها وحدة المجتمع وسلامة الدولة ، وانغمس كثير منهم في رذائل الدنيا وملذاتها فظهرت على الكثير فضائح مالية واخلاقية تصدرت مواقع الانترنيت ، اما عن عالم السياسة فالحديث ياخذ مسارب شتى حيث ظهر الاسلام السياسي بقوة ليتصدر المشهد في ظاهرة جديدة لم يالفها المجتمع العراقي من قبل وهي ظاهرة كسر الحاجز بين المقدس والمدنس ، المقدس الذي حرص رجال الدين طوال سنوات عمرنا في تكريسه في معتقداتنا، فظهر رجال دين بلباس السياسي الكذوب والمداهن والمراوغ والمدلس ، وباتت السياسة بوابة للشهرة والارتزاق من المال العام بصفقات مشبوهة وسرقات معلومة جعلت من بعض رجال الدين مثالا للصوصية والانتهازية . لقد بتنا نتحسر على رجال دين مصلحين من امثال محمد عبده وجمال الدين الافغاني ومحمد رضا الشبيبي ومحمد حسين فضل الله وعبد الكريم المدرس ومحمد صادق الصدر ومحسن الحكيم ( رجال صدقوا ماعاهدو الله عليه )، رجال تسلقوا منابر اسست لقاعدة التعايش والتسامح والاندماج ، رجال طلقوا الدنيا وملذاتها وابتعدوا عن السياسة ورذائلها فكانوا ادوات اصلاح لا ادوات تفكيك .



#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الاجتماعية
- الامن الانساني : المفهوم والدلالة
- من تركيا الى العراق .... دروس وعبر
- العلاقات العراقية الخليجية :ارث الماضي وتحديات المستقبل
- فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك


المزيد.....




- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي ...
- 259 مستعمراً يقتحمون المسجد الأقصى
- أستراليا: إحباط هجوم ضد الطائفة اليهودية قرب سيدني


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دهام محمد العزاوي - رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي