عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 13:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يرقد عزيز علينا مريضا طريح الفراش، نتألم لمرضه ونحاول ان نخفف عليه بعضا من ألمه ، ونظل نتابع حالته حتى يعود صحيحا معافا، واذا لم يقدر الله له الشفاء، وغلبه المرض ففارق الحياة نحزن لفراقه اشد الحزن.
فما بالك عندما يكون هذا المريض الذي يرقد أمامنا، هو الوطن نراه أما أعيننا يعاني الأمرين ونحن داؤه ودواؤه .. ومع هذا لا نفعل شيئا ، ونتركه يضيع أمامنا ويضيع معه الماضي.. و الحاضر والمستقبل .
الوطن يمرض بسببنا ، بسبب سلبيتنا وسوء إدارتنا .. بسبب أنانيتنا وفرديتنا وحب الذات والتكالب على نهب خيراته وتبديد إمكاناته .
صراع على كراسي الحكم والمناصب والامتيازات، فيما العواصف تتهدد مركب الوطن من كل صوب ويحسب بعضنا ان النجاة ستكتب له دون غيره عندما يغرق المركب..إن غرق المركب لا نجاة لأحد ..
انطلقت سفينة الثورة رافعة اعلامها ترفرف علي أجساد شهدائها الأبرار الذين قدموا للوطن اغلي بوسع الإنسان أن يقدم .. ولكن سرعان ما تغيرت النفوس وارتفعت صيحات المصالح الضيقة والأنانية المفرطة، ومن كانوا في خندق واحد بإ لأمس ، أصبحوا اليوم ألد الأعداء يتربص كل واحد منهم بالآخر وينصب له الفخاخ.
كل من يشارك في تخريب البلد يرتكب جريمة بحقه أبنائه قد لا يعي تأثيرها الان، لكنه إذا نظر إلى ما ستئول إليه الأمور في النهاية سيبكي كثيرا على ما يرتكب الآن بحق الوطن.
إنها لحظات مظلمة في تاريخ ليبيا، ومع ذلك يبقى الأمل بأن ضمير أبناء الوطن لا بد من أن يستيقظ، فيعود الليبيون كل الليبيين إلى حضن الوطن الذي يتسع للجميع.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟